بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
إهتمام علماء الامامية في القران (الترجمة انوذجاً)
ترجمة القران الكريم:
ان ترجمة القران الكريم من لغة الى أخرى لها من الاهمية بمكان لنزوله لكافة البشرية من العرب وغيرهم ولما كان نازلاً بلغة العرب أخذ مجموعة من الباحثين والكتاب بترجمة الكتاب العزيز الى بقية اللغات ومهما تكن مهمة هذه الترجمة الا ان هنالك شروطاً لا بد من مراعاتها عند فهم القران وترجمته:
1ـ الظهور اللفظي الذي تفهمة العرب الفصحى
2ـ حكم العقل الفطري السليم
3ـ ما جاء من المعصوم في تفسيره[1]
وبالتمكن من هذه الشروط يحصل الجواز والرجحان لترجمة القران الى بقية الاخوان من مختلف اللغات والالوان، ولا يمكن الاحتجاج بترجمة القران بنحو الاعجاز لناقلها لان اعجاز القران النظمي والبلاغي بلغته الام لا بغيره من اللغات بل حتى بترجمته الى المعنى العربي الدارج لا يكون معجزاً الا بالفاظه التي نزل بها حصراً وقد صرح بذلك الشيخ الاعظم قائلاً: (لأن ترجمة القرآن لا يصدق عليه القرآن ، ولا يجعل منه المقصود الأصلي من القرآن وهو نظمه المعجز)[2] وكذا ضياء الدين العراقي[3]
فيستلزم جواز مس الترجمة وهذا ما أفاده السيد اليزدي في المسألة 17 ـ بعد وافقه جمعاً من الاعلام قبله وبعده ـ قائلاً: ترجمة القرآن ليست منه بأي لغة كانت فلا بأس بمسها على المحدث ، نعم لا فرق في اسم الله تعالى بين اللغات[4]
تاريخ ترجمة القران:
تصيد بعض الباحثين من بعض مصادر التاريخ الاسلامي ان اول من ترجم القران او جزء منه عن لغته العربية هو الصحابي الجليل سلمان المحمدي وقد أستنتج ذلك من شواهد تاريخية
واشتهر ان أول ترجمة للقران الى اللغة اللاتينية تمت عن طريق الراهب ::بطرس:: بدعوة واشراف رئيس دير كلوني، فجعل لجنة لهذا العمل تكونت من عدة من الرهبان أحدهم الماني واخر انكليزي، وتمت الترجمة على يد بطرس الطيطلي لانه كان متقن للعربية وكان ذلك سنة 1143م، وقد اتهمت هذه الترجمة بالتحريف والحذف والاختصار، وقد ترجم القران عن هذه الترجمة الى الانكليزية، بعد ذلك حصلت ترجمة للقران من العربية الى اللاتينية للإيطالي "مركي" وقد انتشرت منها الترجمات الحالية اذ اعتبرها البعض اكثر الترجمات انصافاً للقران الكريم وبعد ذلك توالت عدة ترجمات ترجمته عن اللغة العربية الى لغات أخرى أشهرها ترجمة (ادوارد مونتيه) اذ امتازت بالدقة والضبط، بينما تبقى ترجمة "بلاشير" من أدق الترجمات عند الدكتور صبحي الصالح، بينما خالفه الدكتور أحمد نصري، حيث يرى ان افضل ترجمة للقران تمت على يد المستشرق الالماني "رودي بارت" سنة 1966م.
وقد ترجم حديثاً الى عدة لغات منها الصينية والاندونسية واليونانية والهندية والروسية والتركية وغيرها.
وقد ترجم ولي الله الدلهوي القران الى الفارسية سماه فتح الرحمن بترجمة القران وقيل هو أوّل من أتقن ترجمة القرآن إلى اللغات الأخرى ، ودوّن أصوله كما وترجم القران الى الهندية السيد علي محمد اللكنهوي، الملقب بتاج العلماء
جواز ترجمة القران:
قال الشيخ الطهراني: نعم يمكن ترجمة خصوص ظواهر آيات الاحكام والآداب والقصص و أمثالها من القرآن بلغة أخرى وان فات بالترجمة جميع المزايا التي بها عجزت الإنس والجن عن الاتيان بآية واحدة مثله ومع ذلك تعد عند أهل العرف هذه الترجمة كسوة ثانية لمعاني تلك الألفاظ الآلهية فينبغي أن يراعى في كتاب الترجمة جميع الشؤون والاحترامات العرفية التي لاصله ويحترز عن هتكه وتوهينه بمجرد تلك الإضافة واما سائر الأحكام الثابتة في شرع الاسلام ، من حرمة المس من غير طهر ، وحرمة التنجيس ، ووجوب إزالة النجاسة عنه ، ووجوب القراءة به في الصلاة ، ووجوب الانصات لها ، وغير ذلك فإنما يلحق جميعها لنفس تلك الآيات والسور العربية وهي خاصة بها بعينها ، وأما ترجمتها بلغة أخرى فلا يترتب عليها شئ من تلك الآثار مطلقا وان طابقتها حرفا بحرف ، إذ لا يخرج كتاب الترجمة عن كونه تأليف البشر نظير كتب التفاسير الفارسية والهندية التي هي ترجمة وزيادة شروح وبيانات ، وقد ترجم القرآن بكثير من اللغات قديما وحديثا[5]
قال الشيخ مغنية: وتسأل : هل تجوز ترجمة القرآن إلى اللغات الأجنبية ؟ ومع الجواز هل تجري احكام القرآن على ترجمته فلا يمسها إلا المطهرون ؟
الجواب : لا شبهة ولا ريب في جواز ترجمة القرآن إلى كل اللغات ، بل ورجحانها أيضا لأن القرآن هو رسالة اللَّه والإسلام إلى الإنسانية كلها ، والترجمة عامل أساسي على بث هذه الرسالة الإلهية المحمدية وانتشارها . .[6]
قد قرأت رأي بعض الاعلام من الطائفة في جوازه ، أما الذين منعوا الترجمة فقد ذهبوا الى القول بالتحريف والتبدل جراء ترجمة القران وقد رد عليهم الشيخ السبحاني قائلا:
فزعم القائل عدم جوازه سدّاً لذريعة التبديل والتغيير والتحريف . مضافاً إلى أنّ اللغات الأجنبية لا تسع لمعاني القرآن العميقة والدقيقة .
يلاحظ عليه : لا شكّ انّ ترجمة القرآن بأيّ لغة كانت لا تواكب معاني القرآن العميقة ، وهذا أمر ليس بحاجة إلى برهنة ، ولكن الحيلولة بين القرآن وترجمته ، يوجب سدَّ باب المعرفة للأُمم التي لا تجيد اللغة العربية ، فإذا أقرّ المترجم في مقدمة ترجمته بما ذكرناه وانّ ترجمته اقتباس ممّا جاء في الذكر الحكيم فعندها سترتفع المفسدة ، فتكون الترجمة ذات مصلحة خالية من المفسدة . ثمّ إنّ النص القرآني محفوظ بين المسلمين فهو المرجع الأصيل دون الترجمة[7]
أشهر كتب ترجمة القران الكريم:
أغلب هذه الكتب المترجمة هي لرجال الشيعة وعلمائها عدى الكتب الاولية
1ـ ترجمة القرآن " بالانكليزية طبع مع القرآن في اله آباد الهند ( 1911 م ) . باعتناء ميرزا أبى الفضل كما في " معجم المطبوعات " .
2ـ " ترجمة القرآن " لرودولل بالانكليزية ، طبع في لندن ( 1861 م ) في ( ص - 659 ) .
3ـ " ترجمة القرآن " لپال مر ( المتوفى 1883 م ) بالانكليزية ، طبع بلندن ( 1928 م )
4ـ " ترجمة القرآن " لسل بالانكليزية طبع في ليدن ( 1836 م ) .
5ـ " ترجمة القرآن " لساواري طبع في باريس بالافرنسية .
6ـ " ترجمة القرآن " للمولوي محمد علي القادياني بالانگليزية طبع في لاهور .
7ـ " ترجمة القرآن " بالانگليزية طبع ( سنة 1763 ) ذكره في " زنبيل " .
8ـ " ترجمة القرآن " بالانگليزية لميرزا محمد خان بهادر ابن المولى أحمد المنشي البوشهري طبع في لندن ذكره السيد هبة الدين الشهرستاني .
9ـ " ترجمة القرآن " بالسواحلية - لغة سواحل جنوبي إفريقيا - طبع في لندن ( 1931 ) م و ( 1350 ه ) مجلد ضخم رأيته في النجف الأشرف .
10ـ " ترجمة القرآن " باللغة البنغالية طبع مع القرآن بالبلاد الهندية كما في " معجم المطبوعات " . ( 592 : ترجمه القرآن ) بالأردوية للسيد أولاد حيدر الملقب بفوق البلگرامي المعاصر ، طبع بالهند .
11ـ ( 593 : ترجمة القرآن ) بالفارسية لبعض الأصحاب ، طبع مع القرآن الشريف بالقطع الرحلي الكبير وقد كتبت ترجمة كل سطر من القرآن في ذيله ، وهذه الترجمة تخالف ترجمته الشيخ أبى الفتوح الآتي المطبوع في ضمن تفسيره مخالفات كثيرة لا يحتمل اتحادهما .
12ـ ( 594 : ترجمة القرآن ) إلى الفارسية بترك ألفاظ القرآن رأسا وكتابة معانيها الفارسية لبعض الأصحاب رأيت نسخة منه بالخط الفارسي في قطع صغير عند الحاج السيد أحمد الطالقاني بطهران .
13ـ ( 595 : ترجمة القرآن ) بذكر الآيات وذكر ترجمتها الفارسية بعدها ، للمولى محمد جعفر بن عبد الصاحب الدواني الخشتي ، الحقه بكتابه " أحسن التفاسير " الفارسي كما ذكرناه في ( ج 1 - ص - 286 ) .
14ـ ( 596 : ترجمة القرآن ) للمحقق آقا حسين بن جمال الدين الخوانساري ( المتوفى 1099 ) ذكره في " أمل الآمل " لكن أنكر عليه صاحب " الرياض " وقال : " انى سئلت المحقق نفسه عن تصانيفه وكذلك سألت ولده آقا جمال عن تصانيف أبيه فلم يذكر واحد منهما ترجمة القرآن فيما ذكر من التصانيف له " . ( أقول ) شهادة صاحب " أمل الآمل " بالاثبات مقدم على قول صاحب " الرياض " بعدم ذكرهما له إذ لعلهما نسيا ذكره لكن صاحب " الامل " رآه ، وفى " فهرس مدرسة سپهسالار " الجديدة ذكر أن هذه الترجمة الفارسية طبعت بالهند .
15ـ ( 597 : ترجمة القرآن ) للشيخ جمال الدين ترجمان المفسرين أبى الفتوح الحسين بن علي بن محمد بن أحمد الخزاعي النيسابوري ( المتوفى حدود 550 ) تقريبا ، فإنه عمد في تفسيره إلى ترجمة الآيات إلى الفارسية كلمة كلمة وكتب الترجمة في ذيل كلمات الآيات التي يذكرها أولا في تفسيره ثم يشرع في تفسيرها وهكذا صنع من أول القرآن إلى آخره فكتب أولا سورة الفاتحة في عدة سطور وكتب في ذيل كل سطر الترجمة الفارسية إلى آخر سورة الفاتحة ثم قال : " أين ظاهر سورة أست " . ثم شرع في تفسيرها ، فميز الترجمة عن التفسير بهذا الكلام واكتفى بقوله المذكور في آخر سورة الفاتحة ، عن تكراره في أواخر سائر الآيات إلى آخر القرآن .
16ـ ( 598 : ترجمة القرآن ) لميرزا محمد رضا بن عبد الحسين النصيري الطوسي مؤلف " تفسير الأئمة " ، قال في أوله ما معناه : " انى أورد ترجمة كل آية إلى الفارسية في ذيلها لانتفاع أهلها " . وصنع مثل ما صنعه أبو الفتوح .
17ـ ( 599 : ترجمة القرآن ) إلى الفارسية لميرزا طاهر بصير الملك ابن ميرزا أحمد الكاشاني مؤلف " كشف الأبيات " " للمثنوي " المطبوع ( 1299 ) يظهر من مقدمة طبع كتاب " فوائد گياه خوارى " انه طبع حدود ( 1311 ) وان المترجم والد ميرزا محمود خان الشيباني محاسب الملك الباذل لمصرف طبع كتاب " فوائد گياه خوارى " .
18ـ ( 600 : ترجمة القرآن ) بلغة أردو طبع على هامش القرآن للمولوي محمد علي ( السوني پتى ) الهندي .
19ـ ( 601 : ترجمة القرآن ) بلغة أردو للسيد على محمد بن السيد محمد بن السيد دلدار على النقوي اللكهنوي ( المتوفى 1312 ) طبع مرة مستقلة ، وأخرى على هامش " القرآن " .
20ـ ( 602 : ترجمة القرآن ) بالگجراتية في مجلدين ضخمين طبعا في ( 1100 ص ) للحاج غلام على بن إسماعيل البهاونگري المعاصر ( المولود 1283 ) ذكر لنا أنه شرع في تصنيفه ( 1305 ) وفرغ منه بعد خمسين سنة يعنى ( 1355 ) التي قدمه فيها للطبع .
21ـ ( 603 : ترجمة القرآن ) بالفارسية للمفسر المولى فتح الله بن شكر الله الكاشاني صاحب " منهج الصادقين " و " خلاصة المنهج " ، و " زبدة التفاسير " ، ( المتوفى 988 ) مطابق ( ملاذ الفقهاء ) وهذه الترجمة قد كتبت على هامش " القرآن " .
22ـ ( 604 : ترجمة القرآن ) بلغة أردو ، مطبوع للمولوي السيد فرمانعلي الملقب ب ممتاز الأفاضل ( المتوفى حدود 1340 ) ،
23ـ ( 605 : ترجمة القرآن ) بلغة أردو للحكيم مقبول أحمد المستبصر الدهلوي ( المتوفى 1340 ) طبع بالهند على هوامش " القرآن " ، ويقال له " مقبول ترجمة " .
24ـ ( 606 : ترجمة القرآن ) بالفارسية لآقا محمد هادي المعروف بالمترجم ابن المولى محمد صالح المازندراني ( المتوفى 1120 - كما في لوح قبره ) ، توجد نسخة منه عند الحاج محمد على التاجر الأصفهاني في كرمانشاهان وهي بخط محمد صالح بن توكل المشهدي فرغ من الكتابة سنة ( 1115 )[8]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
إهتمام علماء الامامية في القران (الترجمة انوذجاً)
ترجمة القران الكريم:
ان ترجمة القران الكريم من لغة الى أخرى لها من الاهمية بمكان لنزوله لكافة البشرية من العرب وغيرهم ولما كان نازلاً بلغة العرب أخذ مجموعة من الباحثين والكتاب بترجمة الكتاب العزيز الى بقية اللغات ومهما تكن مهمة هذه الترجمة الا ان هنالك شروطاً لا بد من مراعاتها عند فهم القران وترجمته:
1ـ الظهور اللفظي الذي تفهمة العرب الفصحى
2ـ حكم العقل الفطري السليم
3ـ ما جاء من المعصوم في تفسيره[1]
وبالتمكن من هذه الشروط يحصل الجواز والرجحان لترجمة القران الى بقية الاخوان من مختلف اللغات والالوان، ولا يمكن الاحتجاج بترجمة القران بنحو الاعجاز لناقلها لان اعجاز القران النظمي والبلاغي بلغته الام لا بغيره من اللغات بل حتى بترجمته الى المعنى العربي الدارج لا يكون معجزاً الا بالفاظه التي نزل بها حصراً وقد صرح بذلك الشيخ الاعظم قائلاً: (لأن ترجمة القرآن لا يصدق عليه القرآن ، ولا يجعل منه المقصود الأصلي من القرآن وهو نظمه المعجز)[2] وكذا ضياء الدين العراقي[3]
فيستلزم جواز مس الترجمة وهذا ما أفاده السيد اليزدي في المسألة 17 ـ بعد وافقه جمعاً من الاعلام قبله وبعده ـ قائلاً: ترجمة القرآن ليست منه بأي لغة كانت فلا بأس بمسها على المحدث ، نعم لا فرق في اسم الله تعالى بين اللغات[4]
تاريخ ترجمة القران:
تصيد بعض الباحثين من بعض مصادر التاريخ الاسلامي ان اول من ترجم القران او جزء منه عن لغته العربية هو الصحابي الجليل سلمان المحمدي وقد أستنتج ذلك من شواهد تاريخية
واشتهر ان أول ترجمة للقران الى اللغة اللاتينية تمت عن طريق الراهب ::بطرس:: بدعوة واشراف رئيس دير كلوني، فجعل لجنة لهذا العمل تكونت من عدة من الرهبان أحدهم الماني واخر انكليزي، وتمت الترجمة على يد بطرس الطيطلي لانه كان متقن للعربية وكان ذلك سنة 1143م، وقد اتهمت هذه الترجمة بالتحريف والحذف والاختصار، وقد ترجم القران عن هذه الترجمة الى الانكليزية، بعد ذلك حصلت ترجمة للقران من العربية الى اللاتينية للإيطالي "مركي" وقد انتشرت منها الترجمات الحالية اذ اعتبرها البعض اكثر الترجمات انصافاً للقران الكريم وبعد ذلك توالت عدة ترجمات ترجمته عن اللغة العربية الى لغات أخرى أشهرها ترجمة (ادوارد مونتيه) اذ امتازت بالدقة والضبط، بينما تبقى ترجمة "بلاشير" من أدق الترجمات عند الدكتور صبحي الصالح، بينما خالفه الدكتور أحمد نصري، حيث يرى ان افضل ترجمة للقران تمت على يد المستشرق الالماني "رودي بارت" سنة 1966م.
وقد ترجم حديثاً الى عدة لغات منها الصينية والاندونسية واليونانية والهندية والروسية والتركية وغيرها.
وقد ترجم ولي الله الدلهوي القران الى الفارسية سماه فتح الرحمن بترجمة القران وقيل هو أوّل من أتقن ترجمة القرآن إلى اللغات الأخرى ، ودوّن أصوله كما وترجم القران الى الهندية السيد علي محمد اللكنهوي، الملقب بتاج العلماء
جواز ترجمة القران:
قال الشيخ الطهراني: نعم يمكن ترجمة خصوص ظواهر آيات الاحكام والآداب والقصص و أمثالها من القرآن بلغة أخرى وان فات بالترجمة جميع المزايا التي بها عجزت الإنس والجن عن الاتيان بآية واحدة مثله ومع ذلك تعد عند أهل العرف هذه الترجمة كسوة ثانية لمعاني تلك الألفاظ الآلهية فينبغي أن يراعى في كتاب الترجمة جميع الشؤون والاحترامات العرفية التي لاصله ويحترز عن هتكه وتوهينه بمجرد تلك الإضافة واما سائر الأحكام الثابتة في شرع الاسلام ، من حرمة المس من غير طهر ، وحرمة التنجيس ، ووجوب إزالة النجاسة عنه ، ووجوب القراءة به في الصلاة ، ووجوب الانصات لها ، وغير ذلك فإنما يلحق جميعها لنفس تلك الآيات والسور العربية وهي خاصة بها بعينها ، وأما ترجمتها بلغة أخرى فلا يترتب عليها شئ من تلك الآثار مطلقا وان طابقتها حرفا بحرف ، إذ لا يخرج كتاب الترجمة عن كونه تأليف البشر نظير كتب التفاسير الفارسية والهندية التي هي ترجمة وزيادة شروح وبيانات ، وقد ترجم القرآن بكثير من اللغات قديما وحديثا[5]
قال الشيخ مغنية: وتسأل : هل تجوز ترجمة القرآن إلى اللغات الأجنبية ؟ ومع الجواز هل تجري احكام القرآن على ترجمته فلا يمسها إلا المطهرون ؟
الجواب : لا شبهة ولا ريب في جواز ترجمة القرآن إلى كل اللغات ، بل ورجحانها أيضا لأن القرآن هو رسالة اللَّه والإسلام إلى الإنسانية كلها ، والترجمة عامل أساسي على بث هذه الرسالة الإلهية المحمدية وانتشارها . .[6]
قد قرأت رأي بعض الاعلام من الطائفة في جوازه ، أما الذين منعوا الترجمة فقد ذهبوا الى القول بالتحريف والتبدل جراء ترجمة القران وقد رد عليهم الشيخ السبحاني قائلا:
فزعم القائل عدم جوازه سدّاً لذريعة التبديل والتغيير والتحريف . مضافاً إلى أنّ اللغات الأجنبية لا تسع لمعاني القرآن العميقة والدقيقة .
يلاحظ عليه : لا شكّ انّ ترجمة القرآن بأيّ لغة كانت لا تواكب معاني القرآن العميقة ، وهذا أمر ليس بحاجة إلى برهنة ، ولكن الحيلولة بين القرآن وترجمته ، يوجب سدَّ باب المعرفة للأُمم التي لا تجيد اللغة العربية ، فإذا أقرّ المترجم في مقدمة ترجمته بما ذكرناه وانّ ترجمته اقتباس ممّا جاء في الذكر الحكيم فعندها سترتفع المفسدة ، فتكون الترجمة ذات مصلحة خالية من المفسدة . ثمّ إنّ النص القرآني محفوظ بين المسلمين فهو المرجع الأصيل دون الترجمة[7]
أشهر كتب ترجمة القران الكريم:
أغلب هذه الكتب المترجمة هي لرجال الشيعة وعلمائها عدى الكتب الاولية
1ـ ترجمة القرآن " بالانكليزية طبع مع القرآن في اله آباد الهند ( 1911 م ) . باعتناء ميرزا أبى الفضل كما في " معجم المطبوعات " .
2ـ " ترجمة القرآن " لرودولل بالانكليزية ، طبع في لندن ( 1861 م ) في ( ص - 659 ) .
3ـ " ترجمة القرآن " لپال مر ( المتوفى 1883 م ) بالانكليزية ، طبع بلندن ( 1928 م )
4ـ " ترجمة القرآن " لسل بالانكليزية طبع في ليدن ( 1836 م ) .
5ـ " ترجمة القرآن " لساواري طبع في باريس بالافرنسية .
6ـ " ترجمة القرآن " للمولوي محمد علي القادياني بالانگليزية طبع في لاهور .
7ـ " ترجمة القرآن " بالانگليزية طبع ( سنة 1763 ) ذكره في " زنبيل " .
8ـ " ترجمة القرآن " بالانگليزية لميرزا محمد خان بهادر ابن المولى أحمد المنشي البوشهري طبع في لندن ذكره السيد هبة الدين الشهرستاني .
9ـ " ترجمة القرآن " بالسواحلية - لغة سواحل جنوبي إفريقيا - طبع في لندن ( 1931 ) م و ( 1350 ه ) مجلد ضخم رأيته في النجف الأشرف .
10ـ " ترجمة القرآن " باللغة البنغالية طبع مع القرآن بالبلاد الهندية كما في " معجم المطبوعات " . ( 592 : ترجمه القرآن ) بالأردوية للسيد أولاد حيدر الملقب بفوق البلگرامي المعاصر ، طبع بالهند .
11ـ ( 593 : ترجمة القرآن ) بالفارسية لبعض الأصحاب ، طبع مع القرآن الشريف بالقطع الرحلي الكبير وقد كتبت ترجمة كل سطر من القرآن في ذيله ، وهذه الترجمة تخالف ترجمته الشيخ أبى الفتوح الآتي المطبوع في ضمن تفسيره مخالفات كثيرة لا يحتمل اتحادهما .
12ـ ( 594 : ترجمة القرآن ) إلى الفارسية بترك ألفاظ القرآن رأسا وكتابة معانيها الفارسية لبعض الأصحاب رأيت نسخة منه بالخط الفارسي في قطع صغير عند الحاج السيد أحمد الطالقاني بطهران .
13ـ ( 595 : ترجمة القرآن ) بذكر الآيات وذكر ترجمتها الفارسية بعدها ، للمولى محمد جعفر بن عبد الصاحب الدواني الخشتي ، الحقه بكتابه " أحسن التفاسير " الفارسي كما ذكرناه في ( ج 1 - ص - 286 ) .
14ـ ( 596 : ترجمة القرآن ) للمحقق آقا حسين بن جمال الدين الخوانساري ( المتوفى 1099 ) ذكره في " أمل الآمل " لكن أنكر عليه صاحب " الرياض " وقال : " انى سئلت المحقق نفسه عن تصانيفه وكذلك سألت ولده آقا جمال عن تصانيف أبيه فلم يذكر واحد منهما ترجمة القرآن فيما ذكر من التصانيف له " . ( أقول ) شهادة صاحب " أمل الآمل " بالاثبات مقدم على قول صاحب " الرياض " بعدم ذكرهما له إذ لعلهما نسيا ذكره لكن صاحب " الامل " رآه ، وفى " فهرس مدرسة سپهسالار " الجديدة ذكر أن هذه الترجمة الفارسية طبعت بالهند .
15ـ ( 597 : ترجمة القرآن ) للشيخ جمال الدين ترجمان المفسرين أبى الفتوح الحسين بن علي بن محمد بن أحمد الخزاعي النيسابوري ( المتوفى حدود 550 ) تقريبا ، فإنه عمد في تفسيره إلى ترجمة الآيات إلى الفارسية كلمة كلمة وكتب الترجمة في ذيل كلمات الآيات التي يذكرها أولا في تفسيره ثم يشرع في تفسيرها وهكذا صنع من أول القرآن إلى آخره فكتب أولا سورة الفاتحة في عدة سطور وكتب في ذيل كل سطر الترجمة الفارسية إلى آخر سورة الفاتحة ثم قال : " أين ظاهر سورة أست " . ثم شرع في تفسيرها ، فميز الترجمة عن التفسير بهذا الكلام واكتفى بقوله المذكور في آخر سورة الفاتحة ، عن تكراره في أواخر سائر الآيات إلى آخر القرآن .
16ـ ( 598 : ترجمة القرآن ) لميرزا محمد رضا بن عبد الحسين النصيري الطوسي مؤلف " تفسير الأئمة " ، قال في أوله ما معناه : " انى أورد ترجمة كل آية إلى الفارسية في ذيلها لانتفاع أهلها " . وصنع مثل ما صنعه أبو الفتوح .
17ـ ( 599 : ترجمة القرآن ) إلى الفارسية لميرزا طاهر بصير الملك ابن ميرزا أحمد الكاشاني مؤلف " كشف الأبيات " " للمثنوي " المطبوع ( 1299 ) يظهر من مقدمة طبع كتاب " فوائد گياه خوارى " انه طبع حدود ( 1311 ) وان المترجم والد ميرزا محمود خان الشيباني محاسب الملك الباذل لمصرف طبع كتاب " فوائد گياه خوارى " .
18ـ ( 600 : ترجمة القرآن ) بلغة أردو طبع على هامش القرآن للمولوي محمد علي ( السوني پتى ) الهندي .
19ـ ( 601 : ترجمة القرآن ) بلغة أردو للسيد على محمد بن السيد محمد بن السيد دلدار على النقوي اللكهنوي ( المتوفى 1312 ) طبع مرة مستقلة ، وأخرى على هامش " القرآن " .
20ـ ( 602 : ترجمة القرآن ) بالگجراتية في مجلدين ضخمين طبعا في ( 1100 ص ) للحاج غلام على بن إسماعيل البهاونگري المعاصر ( المولود 1283 ) ذكر لنا أنه شرع في تصنيفه ( 1305 ) وفرغ منه بعد خمسين سنة يعنى ( 1355 ) التي قدمه فيها للطبع .
21ـ ( 603 : ترجمة القرآن ) بالفارسية للمفسر المولى فتح الله بن شكر الله الكاشاني صاحب " منهج الصادقين " و " خلاصة المنهج " ، و " زبدة التفاسير " ، ( المتوفى 988 ) مطابق ( ملاذ الفقهاء ) وهذه الترجمة قد كتبت على هامش " القرآن " .
22ـ ( 604 : ترجمة القرآن ) بلغة أردو ، مطبوع للمولوي السيد فرمانعلي الملقب ب ممتاز الأفاضل ( المتوفى حدود 1340 ) ،
23ـ ( 605 : ترجمة القرآن ) بلغة أردو للحكيم مقبول أحمد المستبصر الدهلوي ( المتوفى 1340 ) طبع بالهند على هوامش " القرآن " ، ويقال له " مقبول ترجمة " .
24ـ ( 606 : ترجمة القرآن ) بالفارسية لآقا محمد هادي المعروف بالمترجم ابن المولى محمد صالح المازندراني ( المتوفى 1120 - كما في لوح قبره ) ، توجد نسخة منه عند الحاج محمد على التاجر الأصفهاني في كرمانشاهان وهي بخط محمد صالح بن توكل المشهدي فرغ من الكتابة سنة ( 1115 )[8]
[1] ـ البيان في تفسير القران: السيد الخوئي، ص403، من قسم التعليقات حيث جعل هذه النقاط الثلاثة شروطاً لفهم القران الذي من خلاله تحصل الترجمة.
[2] ـ كتاب الصلاة: ج1، ص583، تحقيق : لجنة تحقيق تراث الشيخ الأعظم،
[3] ـ شرح تبصرة المتعلمين: ج2،ص16
[4] ـ العروة الوثقى: ج1،ص359
[5] ـ الذريعة الى تصانيف الشيعة: ج4،ص124
[6] ـ التفسير الكاشف: محمد جواد مغنية، ج6،ص409
[7] ـ مسوعة طبقات الفقهاء: ج1،ص279، المقدمة
[8] ـ الذريعة الى تصانيف الشيعة: ج4،ص124
[2] ـ كتاب الصلاة: ج1، ص583، تحقيق : لجنة تحقيق تراث الشيخ الأعظم،
[3] ـ شرح تبصرة المتعلمين: ج2،ص16
[4] ـ العروة الوثقى: ج1،ص359
[5] ـ الذريعة الى تصانيف الشيعة: ج4،ص124
[6] ـ التفسير الكاشف: محمد جواد مغنية، ج6،ص409
[7] ـ مسوعة طبقات الفقهاء: ج1،ص279، المقدمة
[8] ـ الذريعة الى تصانيف الشيعة: ج4،ص124
تعليق