جاء في مشارق أنوار اليقين، للشيخ البرسي الحلي:
إنّ الله سبحانه وصف أنبياءه بأوصاف، ووصف وليّ نبيه بأعلى منها، فقال: في نوح «إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً» وقال في علي «وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً» وأين الشاكر من مشكور السعي؟ ووصف إبراهيم بالوفاء فقال «وإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى»، وقال في علي «يُوفُونَ بِالنَّذْرِ»، ووصف سليمان بالملك فقال: «وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً» وقال في علي: «وإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً»، ووصف أيوب بالصبر فقال: «إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً»، وقال في علي: «وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا»، ووصف عيسى بالصلاة والزكاة فقال: «وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ»، وقال في علي: «ومِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً»،ووصف محمداً (صلى الله عليه وآله) بالعزّة فقال: ««وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ»، وقال في علي: «وما لأَِحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى * إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَْعْلى * وَلَسَوْفَ يَرْضى».
وقال «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا»، ووصف الملائكة بالخوف فقال: «يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ»، وقال في علي: «إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا» ووصف ذاته المقدّسة بصفات الألوهيّة فقال: «وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ» وقال في علي: «ويُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ».
وصفوة القول أنّ لمحمد (صلى الله عليه وآله) ولأهل بيته (عليهم السلام) مكانة عند الله تعالى لم يتوصّل إليها أحد، ولم يعرف قدرها إلاّ الرسل والأنبياء المعصومون (عليهم السلام).
فقد دلّت الأخبار الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) بأنّ الانبياء توسّلوا إلى الله تعالى بالخمسة أصحاب الكساء في ساعات المحن التي تعرّضوا لها، فلقد توسّل بهم آدم (عليه السلام) بعد خروجه من الجنة، ونوح عند الطوفان، وإبراهيم عندما ألقاه النمرود في النار، وهكذا بقية الأنبياء (عليهم السلام) وقد أنجاهم الله تعالى من المحن التي تعرّضوا لها بواسطة هؤلاء الخمسة المعصومين (عليهم السلام).
تعليق