روى الشيخ الجليل الكامل جعفر بن قولويه في كتابه الكامل عن إبن خارجة انّه قال : كنّا عند أبي عبد اللّه عليهالسلام فذكرنا الحسين عليهالسلام وعلى قاتله لعنه اللّه ، فبكى أبو عبد اللّه عليهالسلام وبكينا ، قال : ثم رفع رأسه فقال : قال الحسين بن عليّ عليهالسلام أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن الاّ بكى(1) . وروي ايضا انّه : « ما ذكر الحسين عليهالسلام عند أبي عبد اللّه عليهالسلام في يوم قط فرئي أبو عبد اللّه متبسما فى ذلك اليوم الى الليل ، وكان يقول : الحسين عبرة كل مؤمن »(2) . وروى المفيد والطوسي عن أبان بن تغلب عن الصادق عليهالسلام قال : « نفس المهموم لظلمنا تسبيح ، وهمّه لنا عبادة ، وكتمان سرّنا جهاد في سبيل اللّه ، ثم قال أبو عبد اللّه : يجب أن يكتب هذا الحديث بالذهب »(3) . وروي عن ابي عمارة المنشد باسانيد كثيرة معتبرة انّه قال : دخلت على أبي عبد اللّه عليهالسلام فقال لي : يا أبا عمارة أنشدني في الحسين بن عليّ عليهالسلام قال : فأنشدته فبكى ، ثم أنشدته فبكى ـ وفي رواية انّه قال : أنشدني كما تنشدون ـ قال : فو اللّه ما زلت أنشده ويبكي حتى سمعت البكاء من الدار . فقال لي : يا ابا عمارة من أنشد في الحسين بن عليّ عليهالسلام فابكى خمسين فله الجنة ، ومن أنشد في الحسين شعرا فأبكى ثلاثين فله الجنة ، ومن أنشد في الحسين فأبكى عشرين فله الجنة ، ومن أنشد في الحسين فأبكى عشرة فله الجنة ، ومن أنشد في الحسين فأبكى واحدا فله الجنة ، ومن أنشد في الحسين فبكى فله الجنة ، ومن أنشد في الحسين فتباكى فله الجنة(4) . وروى الشيخ الكشي عن زيد الشحام انّه قال : كنّا عند أبي عبد اللّه عليهالسلام ونحن جماعة من الكوفيين ، فدخل جعفر بن عفان على أبي عبد اللّه عليهالسلام فقربه وأدناه ثم قال : يا جعفر ، قال : لبيك جعلني اللّه فداك ، قال : بلغني انّك تقول الشعر في الحسين عليه السلام وتجيد .
فقال له : نعم جعلني اللّه فداك ، فقال : قال ، فأنشدته ومن حوله حتى صارت الدموع على وجهه ولحيته . ثم قال : يا جعفر واللّه لقد شهدك ملائكة اللّه والمقربون ههنا يسمعون قولك في الحسين عليهالسلام ، ولقد بكوا كما بكينا أو أكثر ، ولقد أوجب اللّه لك يا جعفر في ساعته الجنة بأسرها وغفر اللّه لك . فقال : يا جعفر ألا أزيدك ؟ قال : نعم يا سيدي ، قال : ما من احد قال في الحسين عليهالسلام شعرا فبكى وأبكى به الاّ أوجب اللّه له الجنة وغفر له(1) . وذكر حامي حوزة الاسلام السيد الاجل حامد حسين طاب ثراه في العبقات عن معاهد التنصيص انّه : حدّث محمد بن سهل صاحب الكميت ، قال : دخلت مع الكميت على أبي عبد اللّه جعفر بن محمد في أيام التشريق فقال له : جعلت فداك ألا أنشدك ، فقال : انها ايام عظام ، قال : انها فيكم ، قال : هات وبعث أبو عبد اللّه الى بعض اهله فقرّب فأنشده فكثر البكاء حتى أتى على هذا البيت :
يُصيب به الرامون عن قوس غيرهم فيا آخرا أسدى له الغيّ أوّلُ فرفع أبو عبد اللّه يديه فقال : اللهم اغفر للكميت ما قدّم وما أخر وما أسرّ وما أعلن وأعطه حتى يرضى(2) . وروى الشيخ الصدوق رحمهالله في الامالي عن ابراهيم بن أبي محمود انّه قال : قال الرضا عليهالسلام : انّ المحرّم شهر كان أهل الجاهلية يحرّمون فيه القتال فاستحلت فيه دماؤنا ، وهتكت فيه حرمتنا ، وسُبي فيه ذرارينا ونساؤنا ، وأضرمت النيران في مضاربنا ، وانتهب ما فيها من ثقلنا ، ولم ترع لرسول اللّه حرمة في أمرنا . انّ يوم الحسين أقرح جفوننا ، وأسبل دموعنا ، وأذلّ عزيزنا بأرض كرب وبلاء ، أورثتنا الكرب والبلاء الى يوم الانقضاء ، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون ، فانّ البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام . ثم قال عليهالسلام : كان أبي اذا دخل شهر المحرم لا يُرى ضاحكا ، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة ايام ، فاذا كان اليوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول : هو اليوم الذي قتل فيه الحسين(3) . وروى الشيخ الصدوق ايضا عنه عليهالسلام انّه قال : من ترك السعي في حوائجه يومعاشوراء قضى اللّه له حوائج الدنيا والاخرة ، ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل اللّه عزوجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره ، وقرّت بنا في الجنان عينه ، ومن سمّى يوم عاشوراء يوم بركة وادّخر فيه لمنزله شيئا لم يبارك له فيما ادّخر وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد اللّه بن زياد وعمر بن سعد (لعنهم اللّه) الى أسفل درك من النار(1) .
وروي ايضا بسند معتبر عن الريان بن شبيب خال المعتصم العباسي انّه قال : دخلت على الرضا عليهالسلام في اوّل يوم من المحرم ، فقال لي : يا إبن شبيب أصائم انت ؟ فقلت : لا ، فقال : انّ هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا ربّه عزوجل فقال : « رَبِّ هَبْ لِى مِنْ لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ »(2) . فاستجاب اللّه له وأمر الملائكة فنادت زكريا وهو قائم يصلى في المحراب أنّ اللّه يبشرك بيحيى ، فمن صام هذا اليوم ثم دعا اللّه عزوجل استجاب اللّه له كما استجاب لزكريا عليهالسلام . ثم قال : يا ابن شبيب انّ المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرّمون فيه الظلم والقتال لحرمته ، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيّها ، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته وسبوا نساءه وانتهبوا ثقله ، فلا غفر اللّه لهم ذلك ابدا . يا ابن شبيب ان كنت باكيا لشيء فابك للحسين بن عليّ بن ابي طالب عليهالسلام فانه ذبح كما يذبح الكبش ، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً ما لهم في الارض شبيهون ، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله ، ولقد نزل الى الارض من الملائكة اربعة آلاف لنصره ، فوجدوه قد قتل فهم عند قبره شعث غبر الى ان يقوم القائم ، فيكونون من انصاره وشعارهم يا لثارات الحسين . يا بن شبيب لقد حدّثني أبي عن ابيه عن جدّه انّه لمّا قتل جدي الحسين أمطرت السماء دما وترابا أحمر ، يا بن شبيب ان بكيت على الحسين حتى تصير دموعك على خدّيك غفر اللّه لك كلّ ذنب أذنبته صغيرا كان أو كبيرا قليلاً كان أو كثيرا . يا ابن شبيب ان سرّك أن تلقى اللّه عزوجل ولا ذنب عليك فزر الحسين عليهالسلام ، يا بن شبيب إن سرّك أن تسكن الغرف المبنيّة في الجنة مع النبي صلىاللهعليهوآله فالعن قتلة الحسين . يا ابن شبيب ان سرّك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين فقل متى ما ذكرته : « يَا لَيْتَني كُنْتُ مَعَهُمْ فَأفُوز فَوزا عَظِيما » . يا ابن شبيب ان سرّك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان ، فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا وعليك بولايتنا ، فلو أنّ رجلاً تولّى حجرا لحشره اللّه معه يوم القيامه.
(1)البحار 44:279 ، عن كامل الزيارات : 108 ، الباب 36 ، ح 6 .
(2) البحار 44:280 ، عن كامل الزيارات : 108 ، باب 36 ، ح 2 .
(3) امالي المفيد : 208 وامالي الطوسي2:72 ، عنهما البحار : 44:278 .
(4) أمالي الصدوق : 121 ، المجلس 29 ، حديث 6 ـ وعنه في البحار 44:282 ، ح 15 .
فقال له : نعم جعلني اللّه فداك ، فقال : قال ، فأنشدته ومن حوله حتى صارت الدموع على وجهه ولحيته . ثم قال : يا جعفر واللّه لقد شهدك ملائكة اللّه والمقربون ههنا يسمعون قولك في الحسين عليهالسلام ، ولقد بكوا كما بكينا أو أكثر ، ولقد أوجب اللّه لك يا جعفر في ساعته الجنة بأسرها وغفر اللّه لك . فقال : يا جعفر ألا أزيدك ؟ قال : نعم يا سيدي ، قال : ما من احد قال في الحسين عليهالسلام شعرا فبكى وأبكى به الاّ أوجب اللّه له الجنة وغفر له(1) . وذكر حامي حوزة الاسلام السيد الاجل حامد حسين طاب ثراه في العبقات عن معاهد التنصيص انّه : حدّث محمد بن سهل صاحب الكميت ، قال : دخلت مع الكميت على أبي عبد اللّه جعفر بن محمد في أيام التشريق فقال له : جعلت فداك ألا أنشدك ، فقال : انها ايام عظام ، قال : انها فيكم ، قال : هات وبعث أبو عبد اللّه الى بعض اهله فقرّب فأنشده فكثر البكاء حتى أتى على هذا البيت :
وروي ايضا بسند معتبر عن الريان بن شبيب خال المعتصم العباسي انّه قال : دخلت على الرضا عليهالسلام في اوّل يوم من المحرم ، فقال لي : يا إبن شبيب أصائم انت ؟ فقلت : لا ، فقال : انّ هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا ربّه عزوجل فقال : « رَبِّ هَبْ لِى مِنْ لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ »(2) . فاستجاب اللّه له وأمر الملائكة فنادت زكريا وهو قائم يصلى في المحراب أنّ اللّه يبشرك بيحيى ، فمن صام هذا اليوم ثم دعا اللّه عزوجل استجاب اللّه له كما استجاب لزكريا عليهالسلام . ثم قال : يا ابن شبيب انّ المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرّمون فيه الظلم والقتال لحرمته ، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيّها ، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته وسبوا نساءه وانتهبوا ثقله ، فلا غفر اللّه لهم ذلك ابدا . يا ابن شبيب ان كنت باكيا لشيء فابك للحسين بن عليّ بن ابي طالب عليهالسلام فانه ذبح كما يذبح الكبش ، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً ما لهم في الارض شبيهون ، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله ، ولقد نزل الى الارض من الملائكة اربعة آلاف لنصره ، فوجدوه قد قتل فهم عند قبره شعث غبر الى ان يقوم القائم ، فيكونون من انصاره وشعارهم يا لثارات الحسين . يا بن شبيب لقد حدّثني أبي عن ابيه عن جدّه انّه لمّا قتل جدي الحسين أمطرت السماء دما وترابا أحمر ، يا بن شبيب ان بكيت على الحسين حتى تصير دموعك على خدّيك غفر اللّه لك كلّ ذنب أذنبته صغيرا كان أو كبيرا قليلاً كان أو كثيرا . يا ابن شبيب ان سرّك أن تلقى اللّه عزوجل ولا ذنب عليك فزر الحسين عليهالسلام ، يا بن شبيب إن سرّك أن تسكن الغرف المبنيّة في الجنة مع النبي صلىاللهعليهوآله فالعن قتلة الحسين . يا ابن شبيب ان سرّك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين فقل متى ما ذكرته : « يَا لَيْتَني كُنْتُ مَعَهُمْ فَأفُوز فَوزا عَظِيما » . يا ابن شبيب ان سرّك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان ، فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا وعليك بولايتنا ، فلو أنّ رجلاً تولّى حجرا لحشره اللّه معه يوم القيامه.
(1)البحار 44:279 ، عن كامل الزيارات : 108 ، الباب 36 ، ح 6 .
(2) البحار 44:280 ، عن كامل الزيارات : 108 ، باب 36 ، ح 2 .
(3) امالي المفيد : 208 وامالي الطوسي2:72 ، عنهما البحار : 44:278 .
(4) أمالي الصدوق : 121 ، المجلس 29 ، حديث 6 ـ وعنه في البحار 44:282 ، ح 15 .
تعليق