الاعتصام
للشاطبي-المجلد الثالث-ص26
ولقد كان عليه الصلاة والسلام حريصا على الفتيا وهدايتنا حتى انه
ثَبَتَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ ـ لَمَّا حَضَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وسلّم (الوفاة) (8) قَالَ: وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الخطاب فقال صلّى الله عليه وسلّم: "هلمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ"، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَلَبَهُ الْوَجَعُ، وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ فَحَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ، وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ وَاخْتَصَمُوا، فَمِنْهُمْ
مَنْ يقول: قرِّبوا (دواة) (9) يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ كَمَا قَالَ عُمَرُ، فَلَمَّا (كَثُرَ) (10) اللَّغَطُ وَالِاخْتِلَافُ/ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قُومُوا عَنِّي،/ فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إن الرزيَّة كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنِ اخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ
فَكَانَ ذَلِكَ ـ وَاللَّهُ أَعْلَمُ ـ وَحْيًا أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنَّهُ إِنْ كَتَبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ لَمْ يَضِلُّوا بَعْدَهُ الْبَتَّةَ، فَتَخْرُجُ الْأُمَّةُ عَنْ مقتضى قوله: {وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} بِدُخُولِهَا تَحْتَ قَوْلِهِ: {إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ}، فَأَبَى اللَّهُ إِلَّا مَا سَبَقَ بِهِ عِلْمَهُ مِنِ اخْتِلَافِهِمْ، كَمَا اخْتَلَفَ غَيْرُهُمْ، رَضِيَنَا بِقَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ، وَنَسْأَلُهُ أَنْ يُثَبِّتَنَا عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَيُمِيتَنَا عَلَى ذَلِكَ بِفَضْلِهِ
وهنا نجد صاحب فتح الباري يبين لماذا لم يكتب النبي-ص- اصلا بعد الاختلاف الذي حدث بسبب فعل عمر
فتح الباري-بشرح صحيح البخاري-لابن حجرالعسقلاني -المجلد التاسع-ص592
وفي قوله: (فاختصموا، منهم من يقول: قربوا يكتب لكم النبي) ما يشعر بأن بعضهم كان مصمماً على الامتثال، والرد على من امتنع منهم،
ولما وقع منهم الاختلاف ارتفعت البركة، كما جرت العادة بذلك عند وقوع التنازع والتشاجر. وقد مضى في الصيام أنّه صلى الله عليه وسلم خرج يخبرهم بليلة القدر فرأى رجلين يختصمان فرفعت ..
---
الى ان يصل الى قوله-
وصممـــــــــ عمر على الامتناع--
مسند الإمام أحمد، ج5، ص135) نفس هذا الحديث. تحقيق شعيب الأرنؤوط، قال في الحديث (2990) (قربوا يكتب لكم رسول الله ومنهم من يقول: ما قال عمر) في محضر رسول الله (فلما أكثروا اللغط والاختلاف وغم رسول الله)
وفي الحاشية يقول: (وغم) العلامة الأرنؤوط (من الاغتمام وهو احتباس النفس عن الخروج) الإنسان إذا أخذه الحزن الشديد والألم الشديد واقعاً نفسه لا يخرج. قال: (الغم التغطية والستر والرزية هي المصيبة).
فنقول ان عمر ابن الخطاب-بسببه وبسبب الذي قاله واصراره على غيه غم النبي-ص- ومن ثم كثر اللغط بين المؤيدين والمناهضين فرفعت البركه وكل هذا بسبب عمر ابن الخطاب
صفعات الطالب313
للشاطبي-المجلد الثالث-ص26
ولقد كان عليه الصلاة والسلام حريصا على الفتيا وهدايتنا حتى انه
ثَبَتَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ ـ لَمَّا حَضَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وسلّم (الوفاة) (8) قَالَ: وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الخطاب فقال صلّى الله عليه وسلّم: "هلمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ"، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَلَبَهُ الْوَجَعُ، وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ فَحَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ، وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ وَاخْتَصَمُوا، فَمِنْهُمْ
مَنْ يقول: قرِّبوا (دواة) (9) يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ كَمَا قَالَ عُمَرُ، فَلَمَّا (كَثُرَ) (10) اللَّغَطُ وَالِاخْتِلَافُ/ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قُومُوا عَنِّي،/ فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إن الرزيَّة كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنِ اخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ
فَكَانَ ذَلِكَ ـ وَاللَّهُ أَعْلَمُ ـ وَحْيًا أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنَّهُ إِنْ كَتَبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ لَمْ يَضِلُّوا بَعْدَهُ الْبَتَّةَ، فَتَخْرُجُ الْأُمَّةُ عَنْ مقتضى قوله: {وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} بِدُخُولِهَا تَحْتَ قَوْلِهِ: {إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ}، فَأَبَى اللَّهُ إِلَّا مَا سَبَقَ بِهِ عِلْمَهُ مِنِ اخْتِلَافِهِمْ، كَمَا اخْتَلَفَ غَيْرُهُمْ، رَضِيَنَا بِقَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ، وَنَسْأَلُهُ أَنْ يُثَبِّتَنَا عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَيُمِيتَنَا عَلَى ذَلِكَ بِفَضْلِهِ
وهنا نجد صاحب فتح الباري يبين لماذا لم يكتب النبي-ص- اصلا بعد الاختلاف الذي حدث بسبب فعل عمر
فتح الباري-بشرح صحيح البخاري-لابن حجرالعسقلاني -المجلد التاسع-ص592
وفي قوله: (فاختصموا، منهم من يقول: قربوا يكتب لكم النبي) ما يشعر بأن بعضهم كان مصمماً على الامتثال، والرد على من امتنع منهم،
ولما وقع منهم الاختلاف ارتفعت البركة، كما جرت العادة بذلك عند وقوع التنازع والتشاجر. وقد مضى في الصيام أنّه صلى الله عليه وسلم خرج يخبرهم بليلة القدر فرأى رجلين يختصمان فرفعت ..
---
الى ان يصل الى قوله-
وصممـــــــــ عمر على الامتناع--
مسند الإمام أحمد، ج5، ص135) نفس هذا الحديث. تحقيق شعيب الأرنؤوط، قال في الحديث (2990) (قربوا يكتب لكم رسول الله ومنهم من يقول: ما قال عمر) في محضر رسول الله (فلما أكثروا اللغط والاختلاف وغم رسول الله)
وفي الحاشية يقول: (وغم) العلامة الأرنؤوط (من الاغتمام وهو احتباس النفس عن الخروج) الإنسان إذا أخذه الحزن الشديد والألم الشديد واقعاً نفسه لا يخرج. قال: (الغم التغطية والستر والرزية هي المصيبة).
فنقول ان عمر ابن الخطاب-بسببه وبسبب الذي قاله واصراره على غيه غم النبي-ص- ومن ثم كثر اللغط بين المؤيدين والمناهضين فرفعت البركه وكل هذا بسبب عمر ابن الخطاب
صفعات الطالب313
تعليق