بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
ما من شك أن الذينَ تركوا القرآن من العام الماضي إلى يومنا هذا، لعلّهم لم يفتحوا كتاب الله ، ولم يقرءوا منهُ جزءاً واحداً .
فيعود شهر رمضان كالشجرة اليابسة التي تُورق من جديد، وتُزهر و إن كانت هذهِ الأوراق وهذهِ الزهور تذبل وتتلاشى مع انتهاء الشهر الكريم..
فشهر رمضان ربيع القرآن، و الربيع لا يأتي ليُعطي الحياة للشجرة الميتة فحسب؛ الربيع يأتي ليعطي الحياة أولا.. ثمَّ يعطي الثمارَ ثانياً .. ثمَ يستفيد الإنسان من ثمارِ تلكَ الشجرة المباركة ثالثا
إذاً الحياة.. ثمَ الإثمار.. ثمَ القطف والاستفادة من تلك الثمرة.. و لو أن تلك المراحل لا تتم فما قيمة ذاك الربيع ؟؟...
ولهذا في بعض البلاد عندما تُزهر الأوراق ، ويأتي شيءٌ من المطر نلاحظ أن هذهِ الشجرة لا تثمر في ذلكَ العام، أو تُعطي ثمرة ولكنها تسقط قبل القطف ، كل ذلك مما يخلُ ببركات ذلكَ الربيع .
وعليه الإنسان في هذا الشهر قد يُوفق لقراءة القرآن ختمة بعد ختمة ، ولكن أينَ الثمرة ؟!.. فإذا كان يقرأ في القرآن : ﴿ قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ)– النور30 . بصوتٍ متقن ، فإذا خرجَ إلى السوق وإذا بهِ يعمل عكسَ ما يقول،
ويقرأ : ﴿ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ) - لقمان 6 و اللهو فسر بالغناء ، وهو يسمع الغناء في أثناء الشهر الفضيل عندما ينظر إلى بعض البرامج التي لا تتناسب مع زي المؤمن .
إشارة : العين التي تألف ما لا يُرضى الله عزَوجل سواء حراما كان .. أو كان مكروهاً .. أو كانَ مرجوحاً .. هذهِ العين كيفَ تستفيد من تلاوة كتاب الله سبحانه وتعالى ؟..
مع الأسف نهار الصائمين نهارٌ لا بأس به ، صومٌ .. ِ تلاوة القرآن الكريم ... ولكن إذا جنَّ الليل وإذا بالصائم ينفتح على كل ما يشتهي حلالاً كان أو حراماً هذا ليس من الوفاء، فليل شهر رمضان غير متناسب مع نهار هذا الشهر الكريم .
(مقتطف من محاظرة للشيخ حبيب الكاظمي)
تعليق