بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وتقبل الله طاعاتكم في الشهر الفضيل ،نكمل الحديث معكم في المفطر الثاني وهو (الشرب ) فالشرب معناه الفقهي هو وضع بعض السوائل في الجوف وبلعها ، وأما ما يناسب معه من الأمور المعنوية والباطنية هو (حب الدنيا ) والذي هو رأس كل خطيئة فأن الصائم اذا كان في الظاهر ممتنعا عن شرب الماء فقط دون أن يجرد قلبه من التعلق بهذه الدنيا فأن صيامه قد لا يصل الى المستوى الذي يريده الله سبحانه وتعالى .والدليل في القرآن على أن حب الدنيا هو نوع من أنواع الشرب ،هو قوله تعالى (وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم ) فانهم تعلقوا بحب العجل ووصل تعلقهم به الى حد الاستيعاب كما تشرب الأرض الماء عند السقي وكان غرضهم من ذلك ليس الا لتعلقهم بزينة الحياة وزخرفها والميول الى هوى النفس الامارة بالسوء فالصائم اذا كان مشغولا بأمور الدنيا وكانت الدنيا اكبر همه من امور الدين وما أراده سيد المرسلين فيكون صومه غير تام لعدم تحقق الغرض من الصوم ،فهو وان ترك الشرب فقهيا فانه لم يترك الشرب معنويا وهو حب الدنيا والأنشغال والاهتمام بها وعدم التضحية في سبيل الدين .
( تكملة الحديث في حلقة قادمة انشاء الله تعالى وتقبل الله طاعاتكم )
تعليق