*- مشى عمر بن الخطاب مع أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وفيهم علي بن أبي طالب عليه السلام وجماعة من المهاجرين فالتفت إليهم فقال : اني سائلكم عن مقال فأخبروني بها .
اخبروني عن الرجل بينما هو يذكر الشيء إذ نسيه
وعن الرجل يحب الرجل ولم يلقه
وعن الرؤيتين أحدهما حق والآخر ى أضغاث أحلام ؟
وعن ساعة من الليل ليس أحد إلا وهو منها مروع
وعن الرائحة الطيبة مع الفجر ؟
فسكت القوم ، فقال ولا أنت يا أبا الحسن ؟
فقال : بلى والله ، أن عندي من ذلك لعلماً ؟
أما الرجل بينما هو يذكر الشيء إذ نسيه فأن على القلب طخاء كطخاء القمر ، فإذا سرى عنه ذكر ، وإذا أعيد عليه نسي وغفل
وأما الرجل يحب الرجل ولم يلقه فأن الأرواح أجناد مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر اختلف .
وأما الرؤيا احداها حق والآخر ى أضغاث ، فأن في ابن آدم روحين ، فإذا نام خرجت روح فأتت الحميم والصديق والبعيد والقريب والعدو ، فما كان منها في ملكوت السماوات فهي الرؤيا الصادقة وما كان منها في الهواء فهي الأضغاث وأما الروح الآخر ى فللنفس والتقلب .
وأما الساعة من الليل التي ليس أحد إلا وهو فيها مروع فأن تلك هي الساعة التي يرتفع فيها البحر يستأذن في تغريق أهل الأرض فتحسه الأرواح فترتاع له ،
وأما الرائحة الطيبة مع الفجر فأن الفجر إذا طلع خرجت ريح من عند العرش حركت الأشجار في الجنة فهي الرائحة الطيبة ،
خذها يا عمر قال : صدقت
بهجة المجالس ج2 ص 153
تعليق