ملح الطعام...ما له و ما عليه
يعد ملح الطعام (أو كلوريدات الصوديوم) من أقدم البهارات التي استخدمها الانسان واكثرها توفراً وشيوعاً، فقد عرفه الانسان منذ عقود واستخدمه كوسيلة لحفظ الطعام وتخزينه وادخله في طعامه حتى اصبحت نكهة الطعام تكاد لا تكون مستساغة بدونه. وفي الوقت نفسه فإن الإفراط في تناول هذا المسحوق الأبيض قد يتسبب في أخطار لا عقبى لها. فوائد الملح يعتقد الكثيرون ان الملح مادة ضارة لا ينال الانسان منها أي فائدة شأنها شأن العديد من المواد التي تضاف إلى الطعام المصنع، لكن في الحقيقة يعد عنصر الصوديوم الذي يتكون منه الملح من العناصر الأساسية في الجسم، فهو مهم في عملية تنظيم ضغط الدم وحجمه وتوازنه الاسموزي. كما تحتاجه العضلات والأعصاب للقيام بمهماتها الحيوية. وتعد حالة الانسمام المائي أو نقص الصوديوم الحاد، مع أنها نادرة الحدوث، حالة طارئة قد تشكل خطرا على حياة المريض. أين تكمن المشكلة؟ تناول كميات زائدة من ملح الطعام يسبب مشاكل صحية توازي تلك التي يسببها نقصه، فعدا عن ارتباطه المباشر بمرض ارتفاع ضغط الدم فقد اظهرت عدة دراسات ارتباطه بأمراض القلب والشرايين الأخرى بما فيها الجلطات والسكتات الدماغية. ما الكمية المناسبة من الملح؟ توصي المنظمات الصحية الأميركية باستخدام ما لا يزيد على 2,300 مغ من الصوديوم، أي ما يعادل ملعقة صغيرة من ملح الطعام يومياً، بينما تنخفض الكمية إلى 1,500 مغ من الصوديوم أو ما يعادل نصف ملعقة صغيرة (تقريبا) في الاشخاص الاكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب و الشرايين، مثل:- مرضى ارتفاع ضغط الدم.- كبار السن ( فوق الـ 51 سنة).- مرضى السكري.- مرضى الفشل كلوي وغيرهم.إلا ان الواقع ان معدل ما يحصل عليه الفرد من الصوديوم يوميا هو اكثر من ضعفي الكمية الموصى بها، وقد يعزى ذلك في الكثير من الحالات إلى اننا نتناول كميات لا بأس بها من الصوديوم دون أن نشعر.
تعليق