- ألشيخ أبو محمد الخفاجي
كنت مع السيد مصطفى الصدر مدير المكتب الشريف ومجموعةٍ من الأخوة الآخرين وكنا نحن أكثرَ تواجداً منهم في المكتب وذلك بحكم شُغلِنا فيه وفي الحقيقة بالرَّغم من قربِنا للسيد الشهيد (قُدِّسَ سِرُّه) إلا أنه كان بعضنا يجهل شأنه ومكانته عند الله سبحانه وتعالى وكنا أيضا نجهل ما يريدُه وما يصبو إليه بوضوح وكنا نعتبره كبقية المراجع من حيث الترتيب الشكليِّ الذي تعودنا عليهِ في المرجعيات التقليدية حتى كنا نستغربُ بعضَ ما يقوم به الشهيدُ الصدر (قُدِّسَ سِرُّه) من قراراتٍ ويأمرُنا بتنفيذِها حتى يصلَ الأمرُ في بعض الأحيان إلى أن يحصل النقاش بيننا حول هذه الأمور ولكن سبحان الله فإننا نجدُ بعد فترةٍ أن هذا التصرفَ أو هذا القرار جاء في محلِّه و جُنِيَت ثِمارُهُ وكان ذلكَ يتكرر بكثرة حتى أننا تعاهدنا بعدها أن نعملَ ونُنَفِّذَ كلَّ ما يأمرُ به مباشرةً ومِن دون أيِّ نقاشٍ ومن المؤكَّدِ أن أصبحَ أمرُ السيد(قُدِّسَ سِرُّه) هو أمر الله سبحانه وتعالى وحينها بدا لنا جهلُنا بمكانةِ ومقامِ شهيدنا المقدس وعلى أيةِ حالٍ فمن بين تلك المواقف التي شاهدتها بنفسي . هو أنه من جملة برامج العمل اليومية لشهيدنا الصدر(قُدِّسَ سِرُّه) أنه كان يُعطي مواعيدَ خاصةً لبعض الطلبة والمؤمنين وذلك لقضاء حوائجهم ذلك أنَّ فترة جلوسِ السيد أثناء الدوام كانت لا تكفي للاستماع إلى الجميع ولهذا عَمَدَ (قُدِّسَ سِرُّه) إلى هذا الأمر وهو بعد صلاة الظهر الذي هو وقت راحته . وأحياناً كان يتأخر اللقاء وكنت أنا مع السيد مصطفى الصدر (رضوان الله عليه) ننتظر السيد حتى يخرجَ من اللقاء ونبقى معه في المكتب (البرّاني) لعله يحتاج شيئاً من المكتب أو أمراً ما يتعلق بصاحب اللقاء . وفي يوم من الأيام تأخر اللقاء وكان الجو حاراً جداً في شهر تموز وبيتي بعيد علماً أن سيارات النقل كانت نادرةً في مثل هذا الوقت ولهذا قال لي السيد مصطفى الصدر :إذهبْ أنتَ وأنا سوف أبقى مع السيد فقلت له : لعل السيد يحتاج مني شيئاً لأني وقتَها كنت مسؤولَ المكتبةِ وعلى أية حالٍ أقنعني بالذهاب فخرجت من البراني وأنا متردد في الخروج . وبينما أنا أمشي في شارع الصادق الذي كان شبهَ خالٍ من المارَّة وذلك لشدة الحرّ وفي تلك الأثناء رأيت شخصاً (معقَّلاً) طويلاً ضخمَ الجسم ولحيتُه قصيرةٌ وعندما اقترب مني ابتسم في وجهي وبادرني بالسلام وإذا به السيد الصدر (قُدِّسَ سِرُّه) واستمر بمسيره باتجاه المكتب (البراني) وأنا ذاهبٌ إلى المرآب الداخلي وفي هذه اللحظة بقيتُ أنظر خلفه وأنا في حيرة من أمرهِ وفي اليوم الثاني ذكرت الموقف للسيد (قُدِّسَ سِرُّه) وما رأيته وقلت له رأيتك في شارع الصادق معقلاً بعدَ أن تركتُك في (البراني) جالساً ومعمماً . فأجابني بجواب مختصر ولكن يحمل في طياته أسراراً لا يمكن أن يدركَها إلا الأولياء . فقال شوف ، حجّي عبد الزهرة يكول: الروح تشتغل بكيفها).
- الموقف الثاني الشيخ أسعد الناصري
( إخلع نعليك إنك في الوادي المقدس ُطوى )
<< زار أحد الشباب السيد الشهيد (قدس سره) في المكتب (البراني) وذلك خلال الجلسة العامة , وأنا كنت جالساً في مجلسي اليومي في خدمة
سماحته وكنت على يساره كالمعتاد وكان الشاب جالساً الى يمين سماحته ,
فقال الشاب : ( سيدنا إني رأيت الناس في الرؤيا يدخلون الى حضرة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهم يلبسون أحذيتهم من دون خلعها , وقد دخلت أنت الى الحضرة بعد أن خلعت مداسك , وصليت داخل الحضرة , وأنا صليت خلفك , ثم بعد إتمام صلاتك لبست مداسك وإنصرفت )
فبدأ سماحته ( قدس سره ) بتفسير الرؤيا وكان ينظر الى الشاب الذي على يمينه وأنا على يساره .
وقال : ( حسب فهمي إن الأحذية ترمزالى هموم الدنيا , فمعنى ذلك أن الناس يدخلون الى حضرةالامام ( عليه السلام ) بهموم الدنيا , وأما أنا فقد تركت هموم الدنيا خارجاً , ودخلت متجرداً , وهودليلٌ على قبول صلاتي , ثم خرجت وحملت هموم الدنيا من جديد )
ومن هنا خطرت في ذهني خاطرة , وهي أن السيد لا يفرق حاله في أثناء الصلاة وخارجها , وفي داخل داخل الحضرة وخارجها من هذه الناحية , فكيف يقول إنه كان يحمل هموم الدنيا وحملها بعد ذلك , بل هو بعيد عن هموم الدنيا في كل أحواله .
فلما ذهب الشاب وأراد الولي أن يكلم شخصاً آخر من الناس , إلتفت إلي ِّ قائلاً : ( إن الله تعالى يُري كلَّ أحدٍ في المنام على قدر إستحقاقه , فلا يدخل في قلبك شك . ) >>
( كشفهُ بعض أزلام النظام البائد المتنكرين أمام الناس )
<< في إحدى أمسيات شهر رمضان المبارك , وكالعادة في شهر رمضان المبارك , كان شهيدنا الصدر ( قدس سره ) يلتقي الناس بعد الافطار بنصف ساعةٍ تقريباً في البراني , وأنا من بين الطلبة الذين تشرفوا بلقاء السيد في تلك الأمسيات الروحانية , والنفحات الطيبة الزكية التي كنا نتزود بها ونحن بقربه .
وفي إحدى تلك الجلسات العامة والمزدحمة جاء شخصٌ ودخل مع الناس وهو يتظاهر بالجنون وعليه ثيابٌ غيرُ نظيفةٍ , وكان أغلب الظن أنه من أزلام النظام البائد الخبيث , المتنكرين بالجنون أو الفقر وذلك من أجل مراقبة السيد وأتباعه والاستماع الى ما يقول السيد ( قدس سره ) , ولكن سبحان الله فبالرغم من تلك الجموع الكثيرة التي جاءت تسلم على السيد وتتبرك به , كان ملتفتاً إليه حيث نظر إليه نظرةً غريبة ً وأطرق برأسه الشريف ، وأنا بحكم جلوسي القريب منه ( قدس سره ) شعرت بذلك وكذلك بعض الاُخوان الذين كانوا قرب السيد , وبعد لحظات حينما شعر هذا الملعون بأنكشاف أمره قام بالتظاهر بالجنون , حيث قام في وسط المجلس وقال : إني نبيٌ ومرسل من الله إليكم , وإن الآية الكذائية نزلت بحقي وغير ذلك من الكلمات , وفي وقتها كان في نية جميع الحاضرين القيامُ إليه وإسكاته , ولكن مفام السيد العظيم وهيبته منعتانا من القيام بذلك , وعندها أطرق السيد الى الأرض ولم يتكلم , وفي هذه اللحظات عمت المجلس سكينةٌ وهدوء ٌ , وكان الكل ينتظر قول السيد لإسكات هذا المنافق , وعندها قال ( قدس سره ) : ( إنّ لكل نبي ٍ معجزةً , فأين معجزتك ؟ )
فلم يتكلم , فقال له السيد (إذن نحن عندنا في الشريعة أن كل شخص إدعى النبوة بعد خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله , فحكمه القتل . ) وسبحان الله , فبمجرد أن سمع هذا الشخص كلام السيد , سكت مباشرة ً وأطرق الى الأرض ثم بعد دقائق قام وخرج من البراني مسرعاً هارباً >>
<< زار أحد الشباب السيد الشهيد (قدس سره) في المكتب (البراني) وذلك خلال الجلسة العامة , وأنا كنت جالساً في مجلسي اليومي في خدمة
سماحته وكنت على يساره كالمعتاد وكان الشاب جالساً الى يمين سماحته ,
فقال الشاب : ( سيدنا إني رأيت الناس في الرؤيا يدخلون الى حضرة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهم يلبسون أحذيتهم من دون خلعها , وقد دخلت أنت الى الحضرة بعد أن خلعت مداسك , وصليت داخل الحضرة , وأنا صليت خلفك , ثم بعد إتمام صلاتك لبست مداسك وإنصرفت )
فبدأ سماحته ( قدس سره ) بتفسير الرؤيا وكان ينظر الى الشاب الذي على يمينه وأنا على يساره .
وقال : ( حسب فهمي إن الأحذية ترمزالى هموم الدنيا , فمعنى ذلك أن الناس يدخلون الى حضرةالامام ( عليه السلام ) بهموم الدنيا , وأما أنا فقد تركت هموم الدنيا خارجاً , ودخلت متجرداً , وهودليلٌ على قبول صلاتي , ثم خرجت وحملت هموم الدنيا من جديد )
ومن هنا خطرت في ذهني خاطرة , وهي أن السيد لا يفرق حاله في أثناء الصلاة وخارجها , وفي داخل داخل الحضرة وخارجها من هذه الناحية , فكيف يقول إنه كان يحمل هموم الدنيا وحملها بعد ذلك , بل هو بعيد عن هموم الدنيا في كل أحواله .
فلما ذهب الشاب وأراد الولي أن يكلم شخصاً آخر من الناس , إلتفت إلي ِّ قائلاً : ( إن الله تعالى يُري كلَّ أحدٍ في المنام على قدر إستحقاقه , فلا يدخل في قلبك شك . ) >>
الموقف الثالث : ( رَحِمَ الله من عَمِلَ عَملا ً فأتقنه )
- [*=right]الشيخ رافد الزبيدي
<< تشرفت بموقف مع السيد الشهيد الصدر ( قدس سره ) حينما ألبسني العمامة , إذ قمت كأغلب طلبة الحوزة الشريفة بجلب مصّورٍ لأجل أخذ تلك اللقطة التأريخية بالنسبة لي , وعند جلوسي بين يدي السيد الشهيد الصدر ( قدس سره ) لم ألتفت الى أي شيءٍ غيره , ولكنه ( قدس سره ) كان ملتفتاً الى كل من حوله , وخصوصاً ذلك المصور , حيث كان واقفاً خلف ظهري وبالتالي سوف تكون الصورة لظهري , كما لايمكن أن يظهر وجه السيد ( قدس سره ) , وهذا ما حصل فعلا ً, فإن الصورة موجودة الى الآن عندي , حيث يبدو فيها ظهري وجزءٌ من وجه السيد الشهيد ( قدس سره ) وهذا بطبيعة الحال مخالف للأتفاق الضمني مع المصّور في أنه يصّورني مع السيد بالشكل المناسب , ومحل الشاهد هنا أنه بمجرد أن إلتقط المصّور الصورة , والذي بدت عليه العجلة والسرعة في ذلك , إنفعل السيد من ذلك المصّور, وقال في وجهه ما مضمونه :(هل تريد فقط أخذ الأموال ولا تنجز عملك بصورةٍ صحيحة , أنت أخذت الصورة على عجلةٍ , ولن تخرج بالشكل المطلوب , إتقوا الله )
والمتأمل في هذا يجد بوضوح أن القضية ليست مجرد إنفعال عابر من شهيدنا الصدر حول موقفٍ معّين , وإنما رسالة تربوية وتذكير لكل شخصٍ , أنه حينما يقوم بعمل ما , لابد أن يتقنه ويكمله بأحسن وجه .>>
الموقف الرابع :والمتأمل في هذا يجد بوضوح أن القضية ليست مجرد إنفعال عابر من شهيدنا الصدر حول موقفٍ معّين , وإنما رسالة تربوية وتذكير لكل شخصٍ , أنه حينما يقوم بعمل ما , لابد أن يتقنه ويكمله بأحسن وجه .>>
( كشفهُ بعض أزلام النظام البائد المتنكرين أمام الناس )
- [*=right]الشيخ هيثم النصيراوي
<< في إحدى أمسيات شهر رمضان المبارك , وكالعادة في شهر رمضان المبارك , كان شهيدنا الصدر ( قدس سره ) يلتقي الناس بعد الافطار بنصف ساعةٍ تقريباً في البراني , وأنا من بين الطلبة الذين تشرفوا بلقاء السيد في تلك الأمسيات الروحانية , والنفحات الطيبة الزكية التي كنا نتزود بها ونحن بقربه .
وفي إحدى تلك الجلسات العامة والمزدحمة جاء شخصٌ ودخل مع الناس وهو يتظاهر بالجنون وعليه ثيابٌ غيرُ نظيفةٍ , وكان أغلب الظن أنه من أزلام النظام البائد الخبيث , المتنكرين بالجنون أو الفقر وذلك من أجل مراقبة السيد وأتباعه والاستماع الى ما يقول السيد ( قدس سره ) , ولكن سبحان الله فبالرغم من تلك الجموع الكثيرة التي جاءت تسلم على السيد وتتبرك به , كان ملتفتاً إليه حيث نظر إليه نظرةً غريبة ً وأطرق برأسه الشريف ، وأنا بحكم جلوسي القريب منه ( قدس سره ) شعرت بذلك وكذلك بعض الاُخوان الذين كانوا قرب السيد , وبعد لحظات حينما شعر هذا الملعون بأنكشاف أمره قام بالتظاهر بالجنون , حيث قام في وسط المجلس وقال : إني نبيٌ ومرسل من الله إليكم , وإن الآية الكذائية نزلت بحقي وغير ذلك من الكلمات , وفي وقتها كان في نية جميع الحاضرين القيامُ إليه وإسكاته , ولكن مفام السيد العظيم وهيبته منعتانا من القيام بذلك , وعندها أطرق السيد الى الأرض ولم يتكلم , وفي هذه اللحظات عمت المجلس سكينةٌ وهدوء ٌ , وكان الكل ينتظر قول السيد لإسكات هذا المنافق , وعندها قال ( قدس سره ) : ( إنّ لكل نبي ٍ معجزةً , فأين معجزتك ؟ )
فلم يتكلم , فقال له السيد (إذن نحن عندنا في الشريعة أن كل شخص إدعى النبوة بعد خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله , فحكمه القتل . ) وسبحان الله , فبمجرد أن سمع هذا الشخص كلام السيد , سكت مباشرة ً وأطرق الى الأرض ثم بعد دقائق قام وخرج من البراني مسرعاً هارباً >>
الموقف الخامس : ( يعلم مافي نفسي ولا أعلم مافي نفسه )
- [*=right]الشيخ هيثم النصيراوي
أعطاني السيد الشهيد ( قدس سره ) أموالاً , لشراء بعض المصادر من دون أن أطلب منه ذلك , وانا في وقتها كنت محتاجاً لذلك , ففي أحد الايام جئت الى شهيدنا الصدر ( قدس سره ) وكنت طالبا منه الاذن بالتصرف في كتاب مجهول المالك , وعندما جلست بالقرب منه , وجاءني الدور بالسؤال قلت له : ( سيدنا هذا كتاب مجهول المالك , ومضت عليه فترة طويلة عندي , ولم اعرفصاحبه وأريد من جنابكم الأذن بالتصرف فيه ) ثم ناولته الكتاب .
وعندها أخذ ( قدس سره ) يتصفح فيه بشكل سريع وكأنه قد قرأه بتمامه , ثم قال لي : ( المؤلف جيد , ولكن المعلومات ململمة ) بصريح عبارته ( قدس سره ) , ومعنى ذلك ان الطابع العام للكتاب هو تجميع المعلومات فقط , ثم تبسم ( قدس سره ) وقال لي ( أنتمجازٌ فيه )
ومن الملاحظ ان السيد الشهيد ( قدس سره ) حينما قيم الكتاب , فهذا معناه أنه قد قرأه , وعرف مضمونه من حيث : أن تقييم الشيء فرع معرفته ـ كما يقولون ـ , وتفسير ذلك هو سرعة الانتقال الذهني التي يمتلكها شهيدنا الصدر ( قدس سره ) لمعرفة المعلومات بمجرد النظر اليها , وبعد ذلك إلتفت إليَّ وقال لي بصريح هذه العبارة : ( إتبيعه ) .
بمعنى انه ( قدس سره ) طلب مني أن أبيعه الكتاب , وعندها تفاجئت بذلك , وقلت له : سيدنا أنا بخدمتكم , الكتاب لك من دون مقابل.
قال : ( لا , أنت محتاج الى بعض المصادر ) , ثم تناول بيده المباركة القلم وقصاصة ورق صغيرة , وكتب عليها ( خمسة عشر الف دينار ) ثم طوى الورقة كعادته ( قدس سره ) وسلمها لي , وكان المبلغ كبيراً جداً آنذاك , وهو أضعاف سعر الكتاب , وعندها تفاجئت بذلك , لأني في تلك اللحظة ـ أقسم بالله ـ كنت أحدث نفسي أن أطلب من السيد , مساعدة مالية لكوني محتاجاً الى بعض المصادر , ولكن الخجل وهيبة السيد منعاني أن أطلب منه ذلك , وكأنه ( قدس سره ) قد عرف مني ذلك , فأراد أن يعطيني المبلغ عوضاً عن الكتاب حتى لا يحرجني , بدليل أن الكتاب لايتناسب مع المبلغ الذي صرفه لي ( رضوان الله عليه ) .
هذا الموقف كان لي مع شهيدنا الصدر وقد نقلته بما هو .
روى لي جناب الشيخ عبدالله إن مجموعة من متولي المدارس كان لديهم , موعد خاص مع سماحة السيد الشهيد ( قدس سره ) في منزله , فعرضوا عليه أن يذهب معهم , وعندما ذهبوا الى منزل السيد وبعد إنتهاء اللقاء , وعندما أرادوا الانصراف قال لي السيد : ( أنت لاتخرج )؟
فيقول إنتابني شعور بالخوف , وإحتملت أني زرته من دون موعد مسبق , ثم تركني السيد وذهب الى أحد الغرف , ثم عاد وهو يحمل معه مبلغاً من المال , وقال : ( خذ هذا ) فقلت له : سيدنا أنا لم آت لأجل ذلك ؟
فقال : ( نعم , أعلم ذلك , لكنك لاتملك شيئاً من المال ) , ويقول جناب الشيخ : وأنا في ذلك اليوم لا أملك أي مبلغ من المال يذكر , فأخذت المبلغ وودعت سماحة السيد الشهيد , وأنا في دهشةٍ من أمري !! , كيف علم أني لا أملك أي مبلغ من المال ؟
وكيف عرف أني زرته لغرض رؤيته فقط ؟
سبحان ربي يعلم حيث يجعل رسالته .
في أحد الايام كنت أمشي خلف السيد الشهيد ( قدس سره ) وهو يخر ج من صحن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وفي أثناء ذلك سأله شاب عن مسألة ما , إلا ّ أن السيد زجره بقوةٍ , ورأيت وجه الشاب قد إصفَرَّ , إذ كانت مفاجأة بالنسبة له , وقد رأيت شخصاً آخر , صنع معه الشيء نفسه ؟؟
وعندما سُئل السيد عن ذلك أجاب : ( إنني أصنع ذلك لأجل الحفاظ على الناس من الاعتقال من قبل أزلام النظام , لأن السائل لايعلم أن أزلام النظام تراقبه , وهي محيطة بنا , فإن أنا وقفت معه فبمجرد تركي له , ستعتقله السلطة الظالمة , فصنعتُ ذلك لمصلحة الشاب . )
الموقف الثامن :
هل أنبئك بتأويل رؤياك
عندما ظهر السيد الشهيد ( قدس سره ) على الساحة العراقية مرجعاً وقائداً وولياً وهادياً للناس , كان لي صدسق إسمه سجاد ، وكنا في حينها من سكنة بغداد ، وكان يقلد أحد المراجع ، وأنا كنت أقلد السيد الشهيد الصدر ( قدس سره ) ، وهذا الكلام قبل إقامة صلاة الجمعة المباركة بسنتين تقريباً ، وأنا كنت أنصحه بالعدول عن مقلده الى شهيدنا الصدر ( قدس سره ) وذلك بالأدلة والبراهين الشرعية الدالة على أعلمية الشهيد الصدر ، إلا أنه كان صعباً من هذه الناحية ، ولم يحصل الاطمئنان بقولي وكان يقول لي : أريد دليلاً ملموساًعلى ذلك ؟
ولكن بعد يوم من كلام معه جاءني وهو ليس على تلك الحال ، بل جاء مستبشراً وهو يقول : حصلت على الدليل الملموس ؟
فقلت له : ماهو ؟ ، قال : رأيت رؤيا هذه الليلة وهي : كأن الامام الحسين (عليه السلام ) جاءني وقال بالحرف الواحد ، وهو ( عليه السلام ) ينزع الخاتم من يده المباركة وقال لي : (( خذ هذا الخاتم وأعطه للسيد محمد الصدر )) .
فأستيقظت وإنتبهت من نومي فماذا تقول أنت ؟
فقلت له : لماذا لانذهب غداً إن شاء الله تعالى الى النجف الاشرف وتقص رؤياك على السيد وتعلن تقليدك أمامه ( رضوان الله تعالى عليه ) . وفعلاً في الصباح ذهبنا الى النجف الاشرف ، وبعد زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) توجهنا الى براني السيد ( قدس سره ) وهنا محل الشاهد أنه بمجرد أن سلمنا على السيد ، إلتفت السيد الى سجاد وقال له بصريح العبارة (( أين الخاتم الذي أعطاك إياهجدي الامام الحسين ، وهل إقتنعت ؟ ))
وحينها تفاجئنا بكلام السيد ( قدس سره ) وعند ذلك إنكب سجاد على السيد يقبله ، والعبرة في قلبه والدموع تترقرق في عينيه ، ثم أعلن تقليده للسيد الشهيد ( قدس سره ) وهو الى الآن مازال محافظاً على هذا الشرف ، وبعدها تعاهدنا معاً أن نكون يداً واحدة ً في نصرة السيد ومنهجه المبارك . هذه قصتي والله على ما أقول شهيد .
ما كنت لأبوح بذلك ولكن للأمانة التاريخية ولإزالة الشك ممن قد يساوره الشك ، أو من وسوس له الشيطان ، أو من كانت نفسه الأمارة بالسوء تقوده للظن بشهيدنا الصدر ( قدس سره ) ، ففي أحد الايام تداولنا أمر الجرائم التي يرتكبها النظام العفلقي المجرم وأزلامه بحق المؤمنين ، ولماذا لا نقابلهم بالمثل والعمل لردعهم وذلك من خلال العمل المسلح . فقمت بمفاتحة السيد الشهيد بذلك فقال ،ماهوالمطلوب مني ؟ فقلت له إعطاؤنا الاذن بالعمل ، ودعمنا مادياً لشراء السلاح وما يلزم لهذا العمل . وقد أجابني بشجاعة ومن دون تردد بالاذن .
فقال : (( يهدر دم كل من تثبت عداوته وإيذاؤه للمؤمنين ، والمفسدين في الارض الذين لايتوانون في محاربةا لاسلام . )) ودفع لي مبلغاً قدره ( 200 ) ألف دينار عراقي لهذا الغرض ، ودعا لنا بالتوفيق ، وما هذا الموقف من سماحته إلا موقف من مواقفه النادرة في الشجاعة في زمن الطاغية ( صدام ) ونظامه الاجرامي الذي زرع الرعب في قلوب كثير من الذين لا يجرؤون على ذكره بسوء حتى في خلواتهم .
وعندها أخذ ( قدس سره ) يتصفح فيه بشكل سريع وكأنه قد قرأه بتمامه , ثم قال لي : ( المؤلف جيد , ولكن المعلومات ململمة ) بصريح عبارته ( قدس سره ) , ومعنى ذلك ان الطابع العام للكتاب هو تجميع المعلومات فقط , ثم تبسم ( قدس سره ) وقال لي ( أنتمجازٌ فيه )
ومن الملاحظ ان السيد الشهيد ( قدس سره ) حينما قيم الكتاب , فهذا معناه أنه قد قرأه , وعرف مضمونه من حيث : أن تقييم الشيء فرع معرفته ـ كما يقولون ـ , وتفسير ذلك هو سرعة الانتقال الذهني التي يمتلكها شهيدنا الصدر ( قدس سره ) لمعرفة المعلومات بمجرد النظر اليها , وبعد ذلك إلتفت إليَّ وقال لي بصريح هذه العبارة : ( إتبيعه ) .
بمعنى انه ( قدس سره ) طلب مني أن أبيعه الكتاب , وعندها تفاجئت بذلك , وقلت له : سيدنا أنا بخدمتكم , الكتاب لك من دون مقابل.
قال : ( لا , أنت محتاج الى بعض المصادر ) , ثم تناول بيده المباركة القلم وقصاصة ورق صغيرة , وكتب عليها ( خمسة عشر الف دينار ) ثم طوى الورقة كعادته ( قدس سره ) وسلمها لي , وكان المبلغ كبيراً جداً آنذاك , وهو أضعاف سعر الكتاب , وعندها تفاجئت بذلك , لأني في تلك اللحظة ـ أقسم بالله ـ كنت أحدث نفسي أن أطلب من السيد , مساعدة مالية لكوني محتاجاً الى بعض المصادر , ولكن الخجل وهيبة السيد منعاني أن أطلب منه ذلك , وكأنه ( قدس سره ) قد عرف مني ذلك , فأراد أن يعطيني المبلغ عوضاً عن الكتاب حتى لا يحرجني , بدليل أن الكتاب لايتناسب مع المبلغ الذي صرفه لي ( رضوان الله عليه ) .
هذا الموقف كان لي مع شهيدنا الصدر وقد نقلته بما هو .
الموقف السادس: ( أعطاني قبل أن أطلب منه )
- [*=right]الشيخ جليل الخاقاني
روى لي جناب الشيخ عبدالله إن مجموعة من متولي المدارس كان لديهم , موعد خاص مع سماحة السيد الشهيد ( قدس سره ) في منزله , فعرضوا عليه أن يذهب معهم , وعندما ذهبوا الى منزل السيد وبعد إنتهاء اللقاء , وعندما أرادوا الانصراف قال لي السيد : ( أنت لاتخرج )؟
فيقول إنتابني شعور بالخوف , وإحتملت أني زرته من دون موعد مسبق , ثم تركني السيد وذهب الى أحد الغرف , ثم عاد وهو يحمل معه مبلغاً من المال , وقال : ( خذ هذا ) فقلت له : سيدنا أنا لم آت لأجل ذلك ؟
فقال : ( نعم , أعلم ذلك , لكنك لاتملك شيئاً من المال ) , ويقول جناب الشيخ : وأنا في ذلك اليوم لا أملك أي مبلغ من المال يذكر , فأخذت المبلغ وودعت سماحة السيد الشهيد , وأنا في دهشةٍ من أمري !! , كيف علم أني لا أملك أي مبلغ من المال ؟
وكيف عرف أني زرته لغرض رؤيته فقط ؟
سبحان ربي يعلم حيث يجعل رسالته .
- الموقف السابع (لا تسَلِّم عليَّ فتهلك ؟ ) الشيخ جليل الموسوي
في أحد الايام كنت أمشي خلف السيد الشهيد ( قدس سره ) وهو يخر ج من صحن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وفي أثناء ذلك سأله شاب عن مسألة ما , إلا ّ أن السيد زجره بقوةٍ , ورأيت وجه الشاب قد إصفَرَّ , إذ كانت مفاجأة بالنسبة له , وقد رأيت شخصاً آخر , صنع معه الشيء نفسه ؟؟
وعندما سُئل السيد عن ذلك أجاب : ( إنني أصنع ذلك لأجل الحفاظ على الناس من الاعتقال من قبل أزلام النظام , لأن السائل لايعلم أن أزلام النظام تراقبه , وهي محيطة بنا , فإن أنا وقفت معه فبمجرد تركي له , ستعتقله السلطة الظالمة , فصنعتُ ذلك لمصلحة الشاب . )
الموقف الثامن :
هل أنبئك بتأويل رؤياك
- [*=right]( الشيخ عادل الكرعاوي )
عندما ظهر السيد الشهيد ( قدس سره ) على الساحة العراقية مرجعاً وقائداً وولياً وهادياً للناس , كان لي صدسق إسمه سجاد ، وكنا في حينها من سكنة بغداد ، وكان يقلد أحد المراجع ، وأنا كنت أقلد السيد الشهيد الصدر ( قدس سره ) ، وهذا الكلام قبل إقامة صلاة الجمعة المباركة بسنتين تقريباً ، وأنا كنت أنصحه بالعدول عن مقلده الى شهيدنا الصدر ( قدس سره ) وذلك بالأدلة والبراهين الشرعية الدالة على أعلمية الشهيد الصدر ، إلا أنه كان صعباً من هذه الناحية ، ولم يحصل الاطمئنان بقولي وكان يقول لي : أريد دليلاً ملموساًعلى ذلك ؟
ولكن بعد يوم من كلام معه جاءني وهو ليس على تلك الحال ، بل جاء مستبشراً وهو يقول : حصلت على الدليل الملموس ؟
فقلت له : ماهو ؟ ، قال : رأيت رؤيا هذه الليلة وهي : كأن الامام الحسين (عليه السلام ) جاءني وقال بالحرف الواحد ، وهو ( عليه السلام ) ينزع الخاتم من يده المباركة وقال لي : (( خذ هذا الخاتم وأعطه للسيد محمد الصدر )) .
فأستيقظت وإنتبهت من نومي فماذا تقول أنت ؟
فقلت له : لماذا لانذهب غداً إن شاء الله تعالى الى النجف الاشرف وتقص رؤياك على السيد وتعلن تقليدك أمامه ( رضوان الله تعالى عليه ) . وفعلاً في الصباح ذهبنا الى النجف الاشرف ، وبعد زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) توجهنا الى براني السيد ( قدس سره ) وهنا محل الشاهد أنه بمجرد أن سلمنا على السيد ، إلتفت السيد الى سجاد وقال له بصريح العبارة (( أين الخاتم الذي أعطاك إياهجدي الامام الحسين ، وهل إقتنعت ؟ ))
وحينها تفاجئنا بكلام السيد ( قدس سره ) وعند ذلك إنكب سجاد على السيد يقبله ، والعبرة في قلبه والدموع تترقرق في عينيه ، ثم أعلن تقليده للسيد الشهيد ( قدس سره ) وهو الى الآن مازال محافظاً على هذا الشرف ، وبعدها تعاهدنا معاً أن نكون يداً واحدة ً في نصرة السيد ومنهجه المبارك . هذه قصتي والله على ما أقول شهيد .
- الموقف التاسع : موقفه مع النظام العفلقي . ( الشيخ نعيم الربيعاوي )
ما كنت لأبوح بذلك ولكن للأمانة التاريخية ولإزالة الشك ممن قد يساوره الشك ، أو من وسوس له الشيطان ، أو من كانت نفسه الأمارة بالسوء تقوده للظن بشهيدنا الصدر ( قدس سره ) ، ففي أحد الايام تداولنا أمر الجرائم التي يرتكبها النظام العفلقي المجرم وأزلامه بحق المؤمنين ، ولماذا لا نقابلهم بالمثل والعمل لردعهم وذلك من خلال العمل المسلح . فقمت بمفاتحة السيد الشهيد بذلك فقال ،ماهوالمطلوب مني ؟ فقلت له إعطاؤنا الاذن بالعمل ، ودعمنا مادياً لشراء السلاح وما يلزم لهذا العمل . وقد أجابني بشجاعة ومن دون تردد بالاذن .
فقال : (( يهدر دم كل من تثبت عداوته وإيذاؤه للمؤمنين ، والمفسدين في الارض الذين لايتوانون في محاربةا لاسلام . )) ودفع لي مبلغاً قدره ( 200 ) ألف دينار عراقي لهذا الغرض ، ودعا لنا بالتوفيق ، وما هذا الموقف من سماحته إلا موقف من مواقفه النادرة في الشجاعة في زمن الطاغية ( صدام ) ونظامه الاجرامي الذي زرع الرعب في قلوب كثير من الذين لا يجرؤون على ذكره بسوء حتى في خلواتهم .