الامام الحسن عليه السلام مع رسول الله "صلى الله عليه واله"...
عن حذيفة بن اليمان قال: بينا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم في جبل حرى أو غيره ومعه علي عليه السلام وجماعة من المهاجرين والأنصار إذا أقبل الحسن بن علي عليهما السلام يمشي على هدوء ووقار، فنظر إليه رسول الله صلّى اله عليه وآله وسلم وقال إنّ جبرئيل يهديه وميكائيل يسدّده، وهو ولدي والطاهر من نفسي وضلع من اضلاعي، هذا سبطي وقرّة عيني بأبي هو.
فقام رسول الله صلّى اله عليه وآله وسلم وقمنا معه وهو يقول له: أنت تفاحتي وأنت حبيبي ومهجة قلبي، وأخذ بيده فمشى معه ونحن نمشي حتى جلس وجلسنا حوله نظر الى رسول الله (ص) وهو لا يرفع بصره عنه، ثم قال: أما إنّه سيكون بعدي هادياً مهدياً، هذا هديّة من ربّ العالمين لي ينبئ عنّي يعرّف الناس آثاري ويُحيي سُنّتي، ويتولّى أموري في فعله، ينظر الله إليه فيرحمه، رحم الله من عرف له ذلك وبرّني فيه وأكرمني فيه.
فما قطع رسول الله صلّى اله عليه وآله وسلم كلامه حتى أقبل أعرابي يجرّ هرواة له. فلم يسلّم وقال: أيّكم محمد؟ قلنا: وما تريد؟ قال رسول الله صلّى اله عليه وآله وسلم: مهلاً، فقال: يا محمد لقد كنتُ أبغضك ولم أرك، والآن فقد ازددتُ لك بغضاً.. فخبرني ببرهانك. قال: نعم يا حسن قم. فازدرى الأعرابي نفسه وقال: هو ما يأتي ويقيم صبيّاً ليكلّمني، قال: انك ستجده عاماً بما تريد.
فابتدره الحسن عليه السلام وقال: مهلاً يا أعرابي... أنبّئك عن سفرك، خرجتَ في ليلة ضحياء إذ عصفت ريح شديدة اشتدّ منها ظلماؤها، وأطلّت سماؤها، وأعصر سحابها، فبقيت محر نجماً كالأشقر إن تقدّم نحر وإن تأخّر عُقر، لا تسمع لواطئ حسّاً، ولا لنافخ نارٍ جرساً، تراكمت عليك غيومها، وتوارت عنك نجومها. فلا تهتدي بنجمٍ طالع، ولا بعلمٍ لامع، تقطع محجّة وتهبط لجّة في ديمومة قفر بعيدة القعر، محجفة بالسفر، إذا علوت مصعداً ازددت بُعداً، الريح تخطفك، والشوك تخبطك، في ريحٍ عاصف، وبرق خاطف، فقد أوحشتك آكامها، وقطعتك سلامها، فأبصرت فإذا أنت عندنا، فقرّت عينك، وظهر رينك، وذهب أنينك.
قال: من أين قلت يا غلام هذا، كأنّك كشفت عن سويد قلبي، ولقد كنت كانك شاهدتني، وما خفي عليك شيء من أمري، وكأنّه علم الغيب، فقال له: ما الإسلام؟
فقال الحسن عليه السلام: الله اكبر أشهد ان لا إله الاّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمداّ عبده ورسوله. فأسلم وحسن إسلامه... الحديث.
تعليق