بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على حبيبه محمد وآله الطيبين الطاهرين وتقبل الله طاعاتكم في هذا الشهر الفضيل،وصلنا الى المفطر السابع وهو (ايصال الغبار الغليظ الى الجوف عمدا )مفهومه الفقهي واضح ولكن المفهوم المعنوي يعني بذلك: ان الفرد الذي يدخل في فمه عمدا الأطعمة المحرمة شرعا فانه لم يحقق الغرض الأساسي من فرض الصيام ،لذا على الصائم أن يراقب الطعام الذي يتناوله في فترة الفطور والسحور ،حتى وردت الكثير من الروايات في الآثار التي ينتجها أكل الحرام والأكل الغير مخمس أو المتعلق به الحق الشرعي وتاثيره على العبادات بصورة عامة ،فقد ورد عن النبي الأكرم انه قال :من اكل لقمة حرام لم تقبل صلاته أربعين ليلة....وان الله حرم الجنة جسدا غذي بالحرام ،وقال ايضا :اذا وقعت اللقمة من حرام في جوف العبد لعنه كل ملك في السماوات والأرض وايضا العبادة مع اكل الحرام كالبناء على الرمل . أما المفطر الثامن (تعمد القيء )............... ان التقيء من الناحية المعنوية والأخلاقية فهو اخراج الأحقاد عن طريق اللسان وبألفاظ بذيئة وذات رائجة نتنة،لان الفرد الذي تطفح عنده حالة الحقد الشديد بسبب مرض النفس فأنه سرعان ما يخرج ما في جوفه من الفاظ بذيئة وافتراءات كبيرة يوجب ذلك احباط ما كان من الأجر والثواب الذي حصل عليه من فريضة الصوم ،وخير شاهد عندما سمع رسول الرحمة (ص)أمرأة تسب جاريتها فبعث اليها طعاما فقالت:اني صائمة فقال (ص): وهل بقي من صيامك شيء. فهذا ملخص ما اردنا توضيحه من وجود علاقة بين المفطرات الفقهية والجوانب الأخلاقية وتركنا التفاصيل الى فطنتكم ،وفي الختام نود ان نقول بان الفرد الصائم لابد أن يراقب نفسه خلال فترة الصوم بأنه هل بدأ الصوم يؤثر به ايجابيا أم أن افطاره وصومه سواء نفأذا كان صومه قد أثر عليه ايجابيا فليحمد الله تعالى ويستزيد على ذلك ،وان كان العكس فهذا يعني أن الخلل في الصائم نفسه وليس في الفريضة ـ فليدعو الله تعالى أن يرزقه التوبة والرجوع الى طريق الصواب ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصائمين لهذا الشهر المبارك وان يكون صيامنا بالمستوى المطلوب لمرضاته تعالى بحق محمد وآله الطاهرين ،والحــــــــــــــــــــــمد لله رب العالمـــــــــــــــــــــــــــــــين .
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
الجوانب الأخلاقية في فهم المفطرات الفقهية (الحلقة الأخيرة )
تقليص