بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على خير خلقه اجمعين محمد و آله الطيبين الطاهرين
روى الطبري الامامي قال : حدثنا أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسن الكرميني قال : حدثنا أحمد بن الخليل بن خالد بن حرب ، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري ، حدثنا عبد الله بن صالح ، حدثنا معاوية بن صالح ، عن راشد بن سعد ، عن يعلى بن مرة انه قال :
« خرجنا مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقد دعينا إلى طعام فإذا الحسن يلعب في الطريق فأسرع النبي أمام القوم ثم بسط يده فجعل يمر مرة هاهنا ومرة هاهنا يضاحكه حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والاخرى بين رأسه ثم اعتنقه فقبله ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : حسن مني وأنا منه ، أحب الله من أحب الحسن ، الحسن والحسين سبطان من الأسباط »
( كتاب بشارة المصطفى -ص- لشيعة المرتضى -ع- / ص 247 رقم الحديث 37 ) .
و معنى قول رسول الله (ص) هذا في الامام الحسن (ع) هو ذات معنى قوله في الامام الحسين (ع) ،
فأما كون الامام الحسن صلوات الله عليه من رسول الله (ص) فذلك لأنه سبطه و ابن ابنته الصديقة الكبرى صلوات الله عليها ، بل هو ابن رسول الله لأن النبي كان ينسب الحسنين (ع) الى نفسه فيقول عنهما " إنهما ابناي " ،
و اما معنى قوله صلى الله عليه و آله (( و أنا منه )) ، أي ان نهج الاسلام و شريعة محمد صلوات الله عليه و آله انما بقيت و استمرت بفضل الامام الحسن (ع) و جهاده و صبره ، و بذلك فقد تعلق استمرار ذكر رسول الله صلى الله عليه و آله و نهجه و فكره في هذا العالم بجهاد الامام الحسن و ذوده عن دين جده الخاتم (ص) ، فكان رسول الله بهذا " من الامام الحسن " عليه السلام ، فلولا الامام الحسن لقضي على دين الاسلام ! .
أما عن كيفية بقاء الاسلام و استمراريته بفضل الامام الحسن ( عليه السلام ) ، فذلك لعدة اسباب :-
منها اولاً :- ان وصي النبي هو الذي تقع عليه مسؤلية حفظ شريعة ذلك النبي و الذب عنها و الحفاظ على استمراريتها صحيحة سالمةً من الموضوعات و البدع الدخيلة عليها ، و اذا استمرت تلك الشريعة فعلاً على وفق ما انزله الله تعالى من دون تبديل او تحريف ، فإن للوصي في ذلك فضلاً و دوراً بالغ الاهميه ! ،
و الامام الحسن صلوات الله عليه هو ثاني اوصياء رسول الله صلى الله عليه و آله ، و بذلك يكون له الفضل الذي يكون لأي وصي قد ادى مهمته و حافظ على الشريعة سالمه .
ثانياً : ان الامام الحسن عليه السلام و من خلال الصلح الذي قام به فقد احيى شريعة جده النبي الأعظم صلى الله عليه و آله و حماها من الزوال و الانحراف و حقن دماء اتباعها و أعزهم و نصرهم ، و لولا ما قام به صلوات الله عليه لَـذُل الاسلام و المسلمين و تاهوا في غمرات الضلال و الإنحراف ،
و من اقواله سلام الله عليه في ذلك :-
« لستُ مُذلاًّ للمؤمنين، ولكني معزّهم ، ما أردت بمصالحتي معاوية إلا أن أدفع عنكم القتل » ( الدينوري نقلاً عن صلح الحسن: ص 238 ) .
وقوله: «ما تدرون ما عملت والله الذي عملت خير لشيعتي من ما طلعت عليه الشمس» ( صلح الحسن: ص233. )
وقوله: «إني خشيت أن يجتث المسلمون من وجه الأرض فأردت أن يكون للدين داعي» . ( صلح الامام الحسن -ع- من منظور آخر / ص 98 ) .
وقوله: «أيها الناس إن الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية إنما هو حق أتركه لإصلاح أمر الأمة وحقن دمائها» ( أعيان الشيعه / صلح الامام الحسن -ع- من منظور آخر / ص 98 )
وقوله: «لولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد إلا قتل» ( البحار نقلاً عن صلح الحسن: ص 200 ) .
و عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال : « والله للذي صنعه الحسن بن علي ( عليه السلام ) [ يعني الصلح ] كان خيرا لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس » ( الكافي 8 / 330 ) .
و هذه اقوال المعصومين عليهم السلام يتضح من خلالها الدور الفعال للصلح الذي قام به الامام ، بحيث توقف عليه دوام الاسلام !
و لأن الامام الحسن هو ابن رسول الله فهو اذاً (( من رسول الله ))
و لأن الامام الحسن هو من حافظ على الاسلام و بقائه - كجميع اهل البيت صلوات الله عليهم - اذاً فــ (( رسول الله منه ))
و الحمد الله رب العالمين
و سلامٌ على محمد و آله آل ياسين
تعليق