إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
محور برنامج منتدى الكفيل 26....
تقليص
X
-
يصف القرآن الكريم أنصار رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) في مدينته الطيبة فيقول: ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) .
وبما أن فلسفة الزهد مبنية على أساس الإيثار ، والإيثار يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة ، فكذلك الزهد يختلف هذا الاختلاف باختلاف الزمان والمكان ، إذ أن الإيثار في مجتمع فقير كالمدينة على عهد الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) يشتد أكثر منه فيها نفسها على عهد حفيده الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
ولعل هذا هو سر اختلاف السيرتين: علي ورسول الله في جانب وأبناؤهما الأئمة الأطهار في جانب آخر .
إن زهد هؤلاء العظماء كان قائماً على فلسفة الإيثار ، وأن الزهد الذي يبتني على فلسفة الإيثار ليس من الرهبنة في شيء بل هو عظمة إنسانية فذة نابعة من أنبل عواطف الإنسانية ، وهو ينتج أقوى الروابط الاجتماعية على الإطلاق .
33333333333333333333333333333333333333333333333333 3333
إن من فلسفة الزهد مواساة المحرومين ومشاركتهم في حياتهم . فإن هؤلاء حينما يقيسون أنفسهم بأمثالهم من بني الإنسان وهم أغنياء يحسون في قرارة نفوسهم بالفقر والحرمان من ناحية ، وتأخرهم عن أمثالهم من الناس من ناحية أخرى . ولا يستطيع الإنسان بطبعه أن يرى غيره ممن لا فضل له عليه يأكل ويتمتع ويفرح ويمرح ، ثم يقف هو جائعاً حزيناً كئيباً وقفة المتفرّج .
وهنا يحس المتدين بمسؤولية ملقاة على عاتقه تثقل كاهله ، أمام هذا الواقع السيئ ، فهو يشعر في قرارة نفسه الصافية بنداء الضمير والوجدان الإنساني الحي الذي عبّر عنه الإمام ( عليه السلام ) فقال: ( أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر ، وما أخذ الله على العلماء أن لا يقارّوا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم ) فيشعر بمسؤوليته تجاه هذا الواقع السيئ وفاءً بما أخذ الله عليه وما عاهد عليه الله إذ آمن بالله وكتبه ورسله .
وإذ لم يستطع ذلك بيد أو لسان فلا أقل من الإيثار ومقاسمة ما عنده لهؤلاء الفقراء المعوزين ، سعياً في سعادتهم وترسم واقعهم المقيت كما فعل ذلك ثلاثة من أئمتنا: الحسن والحسين وعلي بن الحسين ( عليهم السلام ) .
وإذا لم يستطع ذلك أيضاً لكثرة الضحايا في هذا الميدان فلا أقل من أن يضمّد جراح هؤلاء الضحايا - ضحايا قسوة المجتمع الظالم - ببلسم المواساة ومشاركتهم في آلامهم وهمومهم ، والتساوي معهم في فقرهم .
وإن لمواساة الآخرين في أحزانهم أهمية عظمى ، خصوصاً في حياة أئمة الأمة ، أولئك الذين تنظر إليهم الأمة لتقتدي بأفعالهم وأقوالهم .
ولذلك نرى أن الإمام ( عليه السلام ) قد زهد في حياته في الخلافة أكثر من أي وقت مضى ، وكان يقول في ذلك:
( إن الله فرض على أئمة العدل: أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كي لا يتبيّغ بالفقير فقره ) .
ويقول ( عليه السلام ) في كتابه إلى عامله على البصرة ( عثمان بن حنيف الأنصاري ):
( أأقنع من نفسي بأن يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر ، أو أكون ( أسوة ) لهم في جشوبة العيش . . ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل ولباب هذا القمح ونسائج هذا القز .
ولكن هيهات أن يغلبني هواي ويقودني جشعي إلى تخير الأطعمة ، ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالبشع! أو أبيت مبطاناً وحولي بطون غرثى وأكباد حرى؟! أو أكون كما قال القائل:
وحسبك داء أن تبيت ببطنة***وحولك أكباد تحن إلى القدّ
نعم ، كان الإمام ( عليه السلام ) هو هكذا ، ولكنه كان إذا سمع برجل يضيق على نفسه كان ينكر عليه ذلك .
فقد شكا إليه العلاء بن زياد الحارثي الهمداني أخاه عاصم بن زياد ، فقال له وماله؟ قال: لبس العباءة ، وتخلى عن الدنيا! قال: عليّ به . فلما جاء قال له:
( يا عُديّ نفسه! لقد استهام بك الخبيث! أما رحمت أهلك وولدك؟ أترى أحل الله لك الطيبات وهو يكره أن تأخذها؟ أنت أهون على الله من ذلك )!
فقال: يا أمير المؤمنين! هذا أنت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك؟!
فقال ( عليه السلام ): ( ويحك! إني لست كأنت ، إن الله فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس . . ) .
وفي ( أصول الكافي ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال: ( إن الله جعلني إماماً لخلقه ، ففرض عليّ التقدير في نفسي ومطعمي ومشربي وملبسي كضعفاء الناس ، كي يقتدي الفقير بفقري ولا يُطغي الغني غناه ) .
وقال رجل لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ): أصلحك الله! ذكرت أن علي بن أبي طالب كان يلبس الخشن والقميص بأربعة دراهم وما أشبه ذلك ، ونرى عليك اللباس الجديد؟!
فقال له: ( إن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر عليه ، ولو لبس مثل ذلك اليوم لشهر به ) .
السلام عليك سيدي يا أمير المؤمين
الموضوع منقول
التعديل الأخير تم بواسطة صادق مهدي حسن; الساعة 15-07-2014, 04:45 PM.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،أعزيكم أختي الفاضلة وأعزي العالم الأسلامي وبقية الله في ارضه الحجة بن الحسن (عج)لذكرى مصابنا بأمام المتقين وسيد الموحدين أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب (صلوات الله وسلامه عليه)،ان القائد العظيم الذي اكتفى بقرصين ومن دنيانا هذه بطمريه ونحن ليس لنا القدرة على هذا الزهد الراقي فقال (ع)ولكن لاتقدرون على ذلك فأعينوني منكم بورع وسداد وعفة واجتهاد ،نعم لقد بلغ امام المتقين قمة في الزهد والأيثار وتقديم الغير على نفسه ،فمرة يعطي المؤمن اخاه ويؤثره على نفسه وهو يبقي لنفسه الباقي ومرة يعطي كل ما عنده لأخيه وهوبحاجة الى تلك العطية ،فقد كان امامنا من النوع الثاني في العطاء وقمة في الزهد وهو لايرضى ان يجتمع أدامان على مائدته خوفا من طول وقوفه للحساب وحاشاك سيدي ان تقف للمحاسبة وأنت ميزان الأعمال وساقي السلسبيل الزلال،وقد ورد في دعاء الندبة المبارك (في اوليائك الذين استخلصتهم لنفسك ودينك اذ اخترت لهم جزيل ما عندك من النعيم المقيم الذي لازوال له ولا اضمحلال بعد ان شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها فشرطوا لك ذلك وعلمت منهم الوفاء به فقبلتهم وقربتهم ....)أذن فالزهد درجة الصديقين والمقبولين والمقربين عند الحق سبحانه ،فهنيئا لمن زهد في الأولى لسعادة الخرى وهنيئا لمن اتخذكم ائمتي نبراسا وقدوة ومنهجا لحياته ليفوز معكم فوزا عظيما .
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
اللهم صل على محمد وال محمد
ونجدد العزاء لكل اعضاءنا وعضواتنا الاكارم بهذا المصاب الجلل والخطب الفادح بفقد امامنا ومقتدانا ونور قلوبنا
امير المؤمنين (عليه السلام )
وعزاءنا وعزاء اعضاءنا نرفعه الى مقام صاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن المهدي (عليه السلام )
كان بودي ان ادخل لموضوع الزهد وعدم الاسراف والكفاف في الماكل وتفقد الايتام والمحتاجين وخاصة ونحن في شهر رمضان المبارك
لكن لم يتح ذلك لروعة المواضيع وكثرتها ...
وهاقد جاءت اللحظة المناسبة ان شاء الله بان نستذكر فيها زهد امامنا وايثار الاخرين على نفسه بمحوركم المبارك هذا
وسنفتح عليه الكثير من الاسئلة منها :
هل اقتدينا بمعشار من زهد امامنا (عليه السلام )؟؟؟؟؟
هل اعطينا من طعامنا ؟؟؟؟هل قللنا كمّ وصنوف انواع الطعام على مائدة افطارنا ؟؟؟
كم تذكرنا جوع وعطش الفقراء والمحتاجين والمهجرين والنازحين في ظرفنا المؤلم الذي يمر به عراقنا الحبيب ؟؟؟؟
ففي قول الشاعر ((ان المحب لمن احب مطيع ))
اذن سنكون معكم بمحورنا الذي سناخذ فيه تعازيكم العامة
وكذلك رايكم بموضوع عدم الاسراف والتبذير والاقتداء بزهد امير المؤمنين (عليه السلام )
لانكم رضعتم حبه من الامهات وتغذيتم به من حديث الاباء ....
فبوركتم وادامكم الباري لكل خير وفضيلة وحب وولاء لال البيت النجباء ....
التعديل الأخير تم بواسطة مقدمة البرنامج; الساعة 15-07-2014, 01:49 PM.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
محور برنامج منتدى الكفيل 26....
عضو نشيط
الحالة :
رقم العضوية : 165443
تاريخ التسجيل : 06-03-2014
الجنسية : العراق
الجنـس : أنثى
المشاركات : 272
التقييم : 10
زهد علي ابن ابي طالب (عليه السلام)
عن الأحنف بن قيس قال: دخلت على علي بن أبي طالب وقت إفطاره إذ دعا بجراب مختوم فيه سويق الشعير.
فقلت: يا أمير المؤمنين لم أعهدك بخيلا فكيف ختمت على هذا الشعير؟!
فقال: لم أختمه بخلا ولكن خفت أن يلينه الحسن أو الحسين بسمن أو زيت.
قلت: هما حرام عليك؟ قال: لا ولكن يجب على الأئمة أن يغتذوا بغذاء ضعفاء الناس وأفقرهم ليراهم الفقير فيرضى عن الله تعالى
بما هو فيه، ويراهم الغني فيزداد شكرا وتواضعا.
ونقل المحدثون عن سويد بن غفلة وغيره، قال: دخلت على علي ابن أبي طالب في الكوفة فرأيت بين يديه رغيف من شعير وقدح
من لبن، والرغيف يابس تارة يكسره بيده وتارة بركبتيه، فشق علي ذلك.
فعاتبت جارية له يقال لها فضة فقلت: أ ما ترحمين هذا الشيخ وتنخلين له هذا الشعير، أما ترين نشارته على وجهه وما يعاني منه؟!
فقالت: إنه عهد إلينا أن لا ننخل له طعاما قط. فالتفت علي إلي وقال: ما تقولها لها؟ فأخبرته وقلت: يا أمير المؤمنين ارفق بنفسك.
فقال: ويحك يا سويد ما شبع رسول الله (ص) من خبز بر ثلاثا حتى لقي الله، ولا نخل له طعام قط، يا بن غفلة! ذلك أحرى أن يذل
النفس ويقتدي بي المؤمنون، وألحق برسول الله (ص).
وفي الخبر المروي عن أهل البيت (ع) أن الإمام علي (ع) في الليلة التي ضرب فيها بسيف ابن ملجم لعنه الله، كان ضيفا عند ابنته
زينب الكبرى (ع) فقدمت له الفطور في طبق فيه قرصان من خبز الشعير، وقصعة فيها اللبن الحامض، وقليل من الملح، فلما نظر
الإمام إلى فطوره عاتب ابنته قائلا: بنية! متى رأيت أباك يجلس على مائدة فيها إدامان؟ ارفعي اللبن فإن في الملح كفاية، ثم أكل
قرصا واحدا مع الملح وحمد الله تعالى. ثم قال: في حلال الدنيا حساب وفي حرامها عذاب وعقاب.
******************************
************
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي واخواتي اعضاء هذا المنتدى الولائي المبارك بكلمات الفاجعة والمصاب الجلل
مع حسرة الروح والم القلب المتحسر على من فُلقت هامتهه النوراء وخضبت شيبته الغراء
بدم راسه وفي محراب صلاته امير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين
علي بن ابي طالب (عليه السلام )
وهاهو محوركم المبارك بين ايديكم من نشر اختكم الفاضلة (عشقي زينبي )
شاكرين لها نشرها المبارك ونامل كلنا بان نكون من المقتدين بامامنا (امير المؤمنين عليه السلام )
ولو بالقليل القليل من الزهد وورد عنه (عليه السلام) انه قال : (ألا وإن لكل مأموم إماماً يقتدي به ويستضيء بنور علمه ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه، ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك، ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد، فوالله ما كنزت من دنياكم تبراً، ن ولا ادخرت من غنائمها وفراً، ولا أعددت لبالي ثوبي طمراً، ولا حزت من أرضها شبراً، ولا أخذت منها إلا كقوت أتان دبره، ولهي في عيني أوهى وأهون من عفصة )
لنُشمل بشفاعته وكرامة اتباعه وحبه وموالاته ....
وتعازينا نرفعها لامام العصر والزمان الحجة بن الحسن (ارواحنا لتراب مقدمة الفداء )
بمصاب جده الجلل ونسال الله ان نكون ممن يسير بنهجه الوضاء ....
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
اترك تعليق: