بسم الله الرحمن الرحيم
روي عن الامام الحسين سلام الله عليه انه قال : اعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم .. فلا تملوا النعم .. فتتحول إلى غيركم .. ( وفي رواية المناقب ، فتحل بكم النقم ) واعلموا أن المعروف ، مكسب حمداً ومعقب أجراً ، فلو رأيتم المعروف رجلاً لرأيتموه حسناً جميلاً يسر الناظرين ، ويفوق العالمين ، ولو رأيتم اللؤم رأيتموه سمجاً قبيحاً مشوهاً ، تنفر منه القلوب وتغض دونه الابصار ، ومن نفس كربة مؤمن ، فرج الله تعالى عنه كرب الدنيا والآخرة ، من أحسن أحسن الله إليه ، والله يحب المحسنين . البحارج75ص127أقول: جاء الإسلام ليغير اكثر ما اعتادت عليه الناس من أفكار ومفاهيم وهذا التغيير تارة يكون بإصلاح المفهوم المتعارف وتجريده من بعض الشوائب التي تشينه وتارة بمحق هذا المفهوم وتغييره تغييرا جذريا ولتقريب الصورة اكثر نضرب مثلا فان الفهم الدارج للموت انه فناء ونهاية للإنسان فجاء الإسلام واثبت انه بداية حياة جديدة متصلة بهذه الحياة الأولى بل انه نهى عن وصف بعض الموتى به واصر على انهم احياء عند ربهم يرزقون كما في الشهداء.
ومن هذا المفاهيم التي غيرها الإسلام قضاء حوائج الناس فان القران الكريم يحكي عن الفهم الجاهلي حول هذا الامر حيث يقول: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } .
وحديث الامام الحسين عليه السلام في هذا الصدد فانه يغير ما قد تعارف عليه الفهم الجاهلي في ان قضاء الحوائج تقتضي تفضل الغني على الفقير فان الرواية صريحة في ان الفقير هو الذي تفضل على الغني وعرضه لرحمة الله العضيمة بان جعله قاضيا لحاجته.
صلى الله عليك يا أبا عبد الله وعلى ال بيتك الطيبين الطاهرين.
تعليق