بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اَللّـهُمَّ إِنّي اَسْاَلُكَ مِنْ بَهائِكَ بِاَبْهاهُ وَ كُلُّ بَهائِكَ بَهِيٌّ ، اَللّـهُمَّ إِنّي أَسْاَلُكَ بِبَهائِكَ كُلِّهِ
وجه العدول عن كلمة يا الله أو يا الله آمنّا بخير على الخلاف إلى اللهم مع أنها الأصل تنزيه جناب الحقّ المقدس عن النداء المستلزم للبعد ولو في الجملة الموضوع له لفظ الياء لكونه أقرب إلى كل شيء من كل شيء، قرب علم وإحاطة، ولذا قال من قال: أبعيد أنت فأناديك؟
فإن قيل: أوليس النداء مقصوداً؟
قلت: بلى ولكنه بالنظر إلى حد العبد لبعده بإنكانه كينونته عن ساحة رتبة الحق الواجب وجوده بذاته، فالعبد في حد ذاته ليس محض والحق ليس صرف والمباينة واضحة، ووصول السافل إلى العالي واكتناهه له ممتنع، بخلاف العكس، فتحقق البعد من جهة خاصة، وفي حذف حرف النداء لفظاً رعاية الأدب بالنسبة إلى الحق لان النداء على ما قيل هو إحضار للغائب وتنبيه للحاضر وتوجيه للمعرض وتفريغ للمشغول وتهييج للفارغ، ولاينافيها التعويض عنه بالميم المشددة على القول به، لعدم وضعها للنداء المنافي لها، وفي التعبير عن السؤال بالفعل دون اسم فاعله إشارة إلى تجدده في كل حال من الأحوال فإن الله يحب العبد الفراغ لبابه الملازم لجنابه.
مع أن الممكن كما أنه في حدوثه مفتقر إلى الواجب كذلك يفتقر في بقائه إليه، فإن وجه افتقاره إليه هو إمكانه والإمكان ذاتي للممكن وذاتي الشيء لا ينفك عنه البتة، فهو في جميع آنات بقائه سائل عن جناب تلحق بلسان الافتقار، ومفتقر إلى المؤثر في جميع الأطوار
....................
الشيخ حبيب الله الكاشاني
تعليق