بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صَلِّ على محمد وآل محمد
عليّ بن ابي طالب سلام الله عليه في ضمائرنا
اللهم صَلِّ على محمد وآل محمد
عليّ بن ابي طالب سلام الله عليه في ضمائرنا
يعتمد نجاح كل حركة إصلاحية على أشخاص مؤمنين بقضيتهم شجعان لا يخافون لومة لائم ولا يبخلون على إنجاح ثورتهم او حركتهم بالمال او بالدم ، وقد جاء ذكر هذه الحركات الإصلاحية في القرأن الحكيم ، وهم الأنبياء والرسل عليهم السلام ، لكونهم النخبة المنتخبة من الله تعالى واختيار الرب أفضل بكثير من اختيار البشر ، والشواهد من خلال حياتنا اليومية وكتب التاريخ التي تذكر ما صنع الحُكّام الذين استولوا على الحكم بقوة السلاح بـ شعوبهم من ظلم وبطش وتقتيل وما الى ذلك . ،
فالمختارون من قبل الله تعالى متميزين بالأفعال والأقوال ، والله سبحانه هيأهم لهذا المنصب الرباني وكان من أفضل الرسالين وسيدهم وخاتمهم نبي الرحمة رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم ..
والله جل شأنه تدخل بترشيح خلفاء للأنبياء او الرسل ، يساعدهم فيما حمّلوا من أعباء الرساله ، وعلى سبيل المثال نبي الله موسى عليه السلام طلب من الله اخوه هارون ، قال تعالى : ( وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ..)[1] .
فرسول الله صلى الله عليه وآله نصب عليّاً وزيراً منذ بداية الدعوى الى الاسلام ( من حديث الدار { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ }[22][3] ، الى { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } ..[4] ، وما بينهما الكثير من الآيات القرآنية ومنها قال تعالى: (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آَمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلَاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ ))[5] .. والأحاديث النبوية كثيرة جداً[6] ولا اريد ان ادخل بالتفاصيل ولكن اكتفي بهذا القدر ، ونحن بهذه الأيام الحزينة المؤلمة التي تهدم بها أركان الهدى وانفصمت العروة الوثقى ، ذكرى استشهاد إمامنا وقائدنا وخليفة الله ورسوله أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه . ،، وبما ان حياته النضالية لا تدركها العقول ولا تحويها مجلدات ( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدً )[7] ، فلابد من آخذ الشيء البسيط منها .
- قال خليل بن أحمد الفراهيدي صاحب علم العروض : ( إحتياج الكل إليه واستغناؤه عن الكل دليل على أنه إمام الكل )[8] .
صحيح وهو عليه السلام لا يحتاج إلينا بل نحن محتاجون إليه ، اللهم اجعلنا من المتمسكين فيه وفي منهجه .
فان المنصفين من الكتاب والمحققين والباحثين لم يستطيعوا ان يعطوه حقه ، لانه وحده كيان لا يمكن الوصول الى كنه معرفته .
- عن بعض الفضلاء وقد سئل عن فضائله ( عليه السلام ) فقال : (ما أقول في شخص أخفى أعداؤه فضائله حسداً ، وأخفى أولياؤه فضائله خوفاً وحذراً ، وظهر فيما بين هذين ما طبقت الشرق والغرب )[9] .
- عن هارون الحضرمي قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ( ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه (وآله) ) من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام )[10] .
إيمان عليّ سلام الله عليه: قال فيه الرسول الأعظم (ص) يوم برز لعمرو بن عبدود العامري: "" برز الإيمان كله إلى الشرك كله ""[11] .
وهذا أول وسام حصل عليه من النبي (ص) ، هو الاول في الإيمان ، وهو القائل عليه السلام : ( لو انكشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً )[12] ، أيضاً قال ( عليه السلام ) : ( إلهي كفى بي عزاً أن أكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب ) .
وخير شاهد على إيمانه الراسخ فيما جاء في كتاب نهج البلاغة ؛ احتوى مواضيع كثيرة متنوعة من الخطب البليغة والموعظ القيمة سلام الله عليه ، فقد طأطأ له البلغاء إعظاماً ، وإنحنى له الفصحاء اجلالاً ، وهو مفخرة لكل مسلم، وعز لكل موحد، وهو بعد هذا وذاك دون كلام الخالق، وفوق كلام المخلوق كما قال الشيخ محمد عبده .
الى موضوع آخر من حياته المباركة ... لا تنسونا من الدعاء لي ولوالديّ
بقلمي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
[1] (طه: 29 ~ 34) .
[2] (الشعراء: 214) .
[3] حيث طلب النصرة من عشيرته ؛ فقال : يا بني عبد المطلب إني بعثت إليكم بخاصة وإلى الناس بعامة ، وقد رأيتم من هذه الآية ما قد رأيتم ، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي فلم يقم إليه أحد ، فقمت إليه وكنت أصغر القوم فقال : اجلس ، ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول : اجلس ، حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي ثم قال أنت أخي وصاحبي ووارثي ووزيري "
[4] (المائدة: 3) .
[5] (المائدة: 55) .
[6] القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: ص76 ب 13. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «أقدم أُمتي سلماً وأكثرهم علماً وأصحهم ديناً وأفضلهم يقيناً وأكملهم حلماً وأسمحهم كفاً وأشجعهم قلباً: علي، وهو الإمام على أُمتي».
القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: ص146 ب41: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إن الله قد فرض عليكم طاعتي ونهاكم عن معصيتي، وفرض عليكم طاعة علي بعدي ونهاكم عن معصيته، وهو وصيي ووارثي، وهو مني وأنا منه، حبه إيمان وبغضه كفر، محبه محبي ومبغضه مبغضي، وهو مولى من أنا مولاه، وأنا مولى كل مسلم ومسلمة، وأنا وهو أبوا هذه الأمة».
ابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب …: ص222، الرقم: 267. قال النبي(صلى الله عليه وآله):
«عليّ منّي وأنا من علي، ولا يؤدّى عنّي إلاّ أنا أو عليّ».
البخاري في صحيحه: ج4 ص208 كتاب أصحاب النبي ب 9 مناقب علي بن أبي طالب. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): «أما تى
تعليق