إنها الدنيا ؛ دار العجائب والغرائب فهي عبارة عن محطات .. أجمل مافيها اللقاء وأصعب مافيها الفراق ؛ وفي كليهما تجري دموعنا ؛ تارة فرحاً ؛ وأخرى حزناً .
بل العجيب أن تجتمع في لحظة واحدة فرحة لقاء ودمعة فراق ؛ وهي حالة يعيشها الكثير من الموالين لأهل البيت (عليهم السلام) .
إذ ترتسم البسمة على وجوههم وتظهر الفرحة في قلوبهم على عيونهم عندما تقترب بهم اللحظات لزيارة أئمة البقيع (عليهم السلام) .
وفي الوقت ذاته تنقلب الفرحة الى ألم وحسرة عندما تشاهد عيونهم أن تلك المشاهد المشرفة قد إندثرت وأزيلت معالمها والسؤال يدور بينهم ؛؛ لماذا وأين كان أهل الفتوى من أهالي مدينة الرسول الكريم (عليه الصلاة وآله) عن منع بناء القبور عبر الأعوام المترامية ؟؟
وأين هم من قوله تعالى في قصة أهل الكهف :....إبنوا عليهم بنياناً ...؟؟
أليست الآية صريحة في تعظيم مراقد الصالحين من الأمة ؟؟
وأين هم ؟؟ من قول الرسول(صلى الله عليه وآله)( إذا ضاقت بكم الصدور فعليكم بزيارة القبور).
أليست المقابر درساً ينادي بفناء الدنيا وزوالها ؟؟
و ها هي ذي الأمم تقدس عظمائها وعلمائها ليتسنى للغير التعلم وأخذ الموعظة ؛؛ إلاّ طائفة تدعي إنتمائها لهذه الأمة فأنها تخفي آثار العظماء وتعطي أوضح دلالة على جهلها وظلمها بهدم قبور ساداتها .. وأي عظماء هؤلاء ؟؟
إنهم المتقون الذين أفنوا حياتهم في طاعة بارئهم وتنفيذ تعاليم دينه .. بل كانوا الأحرص على ذلك.. فهم لسان نبي الرحمة الناطق ؛ وأمتداده الصادق .. الذين تجلى حرصهم على الأمة والحفاظ عليها بسيرتهم وسلوكهم ..
أفجزاؤهم أن تسوى قبورهم بالأرض وتمحى آتارهم ؟؟
أية عقيدة صحيحة تقبل بذلك وأي دليل أو مدعي يجيز هذا الفعل ؟؟ .. إنما هي نفوس ضعيفة تتضائل أمام عظمة هؤلاء فتعمد الى قبورهم لتحاربها ولكي يختاروا بأنفسهم من يظنونهم مثالاً يقتدى به للأمة ..
ولكن إن هدمت القبور فإنها راسخة في القلوب ؛ وإن رفعت الآثار فإنها منقوشة في النفوس وإن منعوا زيارتهم فإنها حاضرة في العقول .. وتبقى القلوب تهفو الى فرحة لقاء الأمام المنقذ ليفك الأسر ويرفع القيد وترتسم من جديد فرحة اللقاء على وجوه محبيهم ..
اللهم عجل لوليك الفرج .. يااااكريم .
أول محاولة لهدم قبور البقيع على يد آل سعود في عام 1220 هجرية
وعندما سقطت الدولة بيد العثمانيين أعاد المسلمون بنائها .
وعندما أستولى آل سعود على مكة والمدينة عام 1344 هجرية .أستحصلوا على فتوى بتحريم البناء على القبو .. عُدت مُسوغاً لهدم قبور البقيع في الثامن من شوال في العام نفسه ..
منقوووووووول
تعليق