انتظار الامام المهدي(عج) امتحان للامة البشرية
سنة الله تعالى في امتحان خلقه بالغيبة (( احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون )) .
الامتحان _اعزائي_ من الامور التي تكون لجميع الموجودات ، لجميع الموجودات البشرية . الامتحان شئ مفروض ، الافتنان شئ مفروض وسنة ألهية ومما يفتتن ويمتحن به الانسان : غيبة امامه وغيبة نبيه يلاحظ انه اذا كان نبيه غائبا هل يكون باقيا على ايمانه ؟ هل يطيعه ؟ هل لا يكون مجتنبا عن معصيته ؟ هل يبقى على الايمان به ؟ من الامور التي يمتحن بها الخلق غيبة نبيهم وامامهم وهذه سنة جارية في الانبياء وجرت في النبي الاعظم (ص) وتجري في الائمة للامتحان ، امتحان الخلق بهذه الغيبة .
ويجمع هذه السنن الشيخ الصدوق في كمال الدين ص 227 في احاديث كثيرة وكذلك الشيخ المفيد في الفصول العشرة ص 82 وشيخ الطائفة الطوسي في الغيبة ص 77 وروايات امتحان الخلق بغيبة وليهم او نبيهم او النبي الاكرم روحي فداه جمعت في هذه الكتب الشريفة واشير اليها اولا : غيبة النبي ادريس : غاب عن شيعته حتى تعذر عليهم قوتهم وقتل من قتل من شيعته الى ان رجع لهم النبي وكانت غيبته امتحان الخلق وغاب النبي صالح عن قومه ثمود التي كانت مساكنهم بين الحجاز والشام زمانا طويلا حتى رجع اليهم وهو كهل بعد ان كان في سن الشباب وغاب النبي ابراهيم وكانت غيبته اثر حمل امه حين حوله الله من بطنها الى ظهرها فلما حملت ام ابراهيم به بعث نمرود القوابل حتى يعرفون الحمل فلما ولد ابراهيم ذهبت به امه الى الغار ووضعته في الغار وجعلت على باب الغار صخرة بقي ابراهيم وحده في ابتداء ولادته فجعل الله رزق ابراهيم في ابهامه يمصها ويشرب اللبن منها الى ان شب ثم جاءت امه واخذته بعد غيبة طويلة وبعد هذه الغيبة وبعد ان انجاه الله تعالى من النار غاب غيبة اخرى . غيبتان كانتا لابراهيم .
وكذلك النبي يوسف غاب عشرين سنة عن خاصته وعامته والنبي موسى غاب عن وطنه مصر خمسين سنة وكذلك نبي الله الرسول الاعظم غاب عن قومه ، غاب عن المشركين ثلاث سنين في شعب ابي طالب الى ان تصل الغيبة الى الامام الحجة ارواحنا فداه ، فالغيبة تكون لهكذا امتحان الذي هو من شأن الله تعالى في خلقه ويشهد على ذلك احاديث كثيرة منها حديث سدير في كمال الدين ص 644 حديث سدير عن ابي عبد الله (ع) : ان للمهدي منا غيبة يطول امدها قلت : لم ذاك يا ابن رسول الله ؟ قال : ان الله عزوجل ابى الا ان يجري سنن الانبياء في غيباتهم سنة امتحانية جارية تجري في الامام المهدي (عج) .
تعليق