بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لمن نطقت الكائنات بوجوده، ومد على الممكنات ظل رحمته وجوده. وتجلى بنور الفطرة عند العقول، ورأته بحقيقة الإيمان القلوب. وأبدع الأشياء عن حكمته، وخلق الخلائق لرحمته. وعاملهم بعد عدله بفضله ، وأعطى كلا حسب تقديره من نواله. وسلامه وصلواته على أقرب الخلق إليه، المبدع من نور عظمته. المخلوق من أشرف طينته رحمته للعالمين، وسراجه للمهتدين، وعلى عترته أهل بيته بيت النبوة الذين هم هو إلا النبوة.
(( يا ألهي وسيدي وربي أترك معذبي بنارك بعد توحيدك ))
هذه العبارة من دعاء كميل فيها معطيات كثيرة وذات معاني واسعة فريدة .
ولأجل الأختصار نقف عند أهمها :
المعطى الأول : أعرابها
الهمزة في (أتراك) للإستفهام الأنكاري و(ترى) مضارع (رأى) وقياسه : (ترأى) في مضارعه ك( تخشى) ولكن العرب أجمعت على حذف الهمزة من مضارعه فقالوا : يرى ، يريان ، يرون من الرؤية .
والكاف مفعوله الأول وجملة (معذبي بنارك) مفعوله الثاني وكلمة (بعد) من ظروف الغايات .
(توحيدك) تمييز وحكم التمييز بينونة صفة لابينونة عزلة كما ذكروا هناك .
المعطى الثاني : معناها
(يا ألهي وسيدي وربي) برأي القاصر هنا إعتراف وتوسل من الداعي .
والإعتراف لايكون في اللقلقة اللسانية بل يجب أن يترجم فعليا في الخارج .
فالـ( إله ، سيد ، رب ) كلها تحتاج إلى إعتراف حقيقي فعلي في الخارج يبين أنني لا أستعين ولا أمل رحمة ورأفة ومعونة غير الـإله والسيد والرب.
وأن كل الناس بسيديتهم وشأنيتهم ومراكزهم هم تحت هذا الإله والسيد والرب العظيم الذي لا يلحقه عظيم وكل عظمة هي فرع عظمته وكل عزة هي فرع عزته .
كقوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) المنافقون8.
وقوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً }النساء139.
وقوله تعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً) فاطر10
(أترك معذبي بنارك بعد توحيدك)
هنا إستفهام إستنكاري كما ذكرنا فالداعي بهذه الفقرة يستفهم وبنفس الوقت يستنكر كيف ذلك ؟
لاحظ أن الداعي في لسان حال هذه العبارة هكذا يقول : ألهي سيدي ربي هل أنت معذبي بنارك بعد ما كنت موحدا لك وأقول بإلوهيتك وربوبيتك كيف يكون منك ذلك وأنت العادل الذي لا يظلم ولا يجور ولا يعتدي على أهل مملكته فكيف تدخلني النار وأنا من الموحدين لك ربي وأنت أجل أرفع من أن تعذب الموحدين بنارك .
وهنا أمور
1ـ معنى التوحيد هو : نفي الشريك عنه جل جلاله
ونعتقد :
بأنّه يجب توحيد الله تعالى من جميع الجهات، فكما يجب توحيده في الذات ونعتقد بأنّه واحد في ذاته ووجوب وجوده، كذلك يجب ثانياً توحيده في الصفات، وذلك بالاعتقاد بأنّ صفاته عين ذاته كما سيأتي ، وبالاعتقاد بأنه لا شبه له في صفاته الذاتية، فهو في العلم والقدرة لا نظير له، وفي الخلق والرزق لا شريك له، وفي كلّ كمال لا ندَّله.
وكذلك يجب ثالثاً توحيده في العبادة، فلا تجوز عبادة غيره بوجه من الوجوه، وكذا إشراكه في العبادة في أيّ نوع من أنواع العبادة، واجبة أو غير واجبة، في الصلاة وغيرها من العبادات.
ومن أشرك في العبادة غيره فهو مشرك، كمن يرائي في عبادته ويتقرّب إلى غير الله تعالى، وحكمه حكم من يعبد الاصنام والاوثان، لافرق بينهما. عقائد الامامية ص28ـ29
2ـ وحدانيته ظاهرة :
كل شي يدل عليه وهو الواحد القهار.
* الإمام علي (عليه السلام) - في وصيته لابنه الحسن (عليهما السلام) -: واعلم يا بني أنه لو كان لربك شريك لاتتك رسله، ولرأيت آثار ملكه وسلطانه، ولعرفت أفعاله وصفاته، ولكنه إله واحد كما وصف نفسه، لا يضاده في ملكه أحد، ولا يزول أبدا. ميزان الحكمة - محمدي الريشهري ج3ص129.
*وردّ عن سيّد الشهداء عليه و على آبائه و أولاده شرائف الصلاة و الثناء حيث قال في دعاء عرفة: (إليك أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك، متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك، ومتى بعدت حتى تكون الاثار هي التي توصل إليك، عميت عين لا تراك عليها رقيبا، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا إلهي أمرت بالرجوع إلى الاثار فارجعني إليك بكسوة الأنوار، وهداية الاستبصار حتى أرجع إليك منها كما دخلت إليك منها، مصون السر عن النظر إليها، ومرفوع الهمة عن الاعتماد عليها، إنك على كل شئ قدير.)(إقبال الأعمال: 349 ) .
3ـ الوحدانية مع شروطها :
كثير من الناس موحد ولكن شروط التوحيد غير متوفره فيه ومن أهمها موالاة آل محمد عليهم السلام
*عن إسحاق بن راهويه قال : لما وافى أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) بنيسابور وأراد أن يرحل منها إلى المأمون اجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له : يابن رسول الله ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك ، وكان قد قعد في العمارية فاطلع رأسه وقال : سمعت أبي موسى بن جعفر يقول : سمعت أبي جعفر بن محمد يقول : سمعت أبي محمد بن علي يقول : سمعت أبي علي بن الحسين يقول : سمعت أبي الحسين بن علي يقول : سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يقول : سمعت رسول الله يقول : سمعت جبرئيل يقول : سمعت الله عز وجل يقول : « لا إله إلا الله حصني ، فمن دخل حصني أمن من عذابي ، فلما مرت الراحلة نادى : بشروطها وأنا شروطها » رواه الصدوق في العيون 2 : 134 ، التوحيد : 24 ، الأمالي : 195 ، أخرجه في صحيفة الرضا ( عليه السلام ) : 79 ، عنه البحار 3 : 13 ، رواه الزمخشري في ربيع الأبرار 2 : 249 ، والمتقي الهندي في كنز العمال 1 : 52 ، والرافعي في التدوين 2 : 214 .
* عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي، قال كنت مع الرضا (عليه السلام) لما دخل نيسابور و هو راكب بغلة شهباء، و قد خرج علماء نيسابور في استقباله، فلما سار إلى المرتعة تعلقوا بلجام بغلته، و قالوا يا ابن رسول الله، حدثنا بحق آبائك الطاهرين، حدثنا عن آبائك (صلوات الله عليهم أجمعين)، فأخرج رأسه من الهودج و عليه مطرف خز، فقال حدثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين سيد شباب أهل الجنة، عن أبيه أمير المؤمنين، عن رسول الله (صلى الله عليه و آله)، قال أخبرني جبرئيل الروح الأمين، عن الله )تقدست أسماؤه و جل وجهه(، قال إني أنا الله، لا إله إلا أنا وحدي عبادي فاعبدوني، و ليعلم من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله مخلصا بها، أنه قد دخل حصني، و من دخل حصني أمن عذابي. قالوا يا ابن رسول الله، و ما إخلاص الشهادة لله قال طاعة الله و رسوله، و ولاية أهل بيته(عليهم السلام). الأمالي للطوسي ج2ص171
اللهم نجنى من النار برحمتك
ووفقنا لتوحيدك المشروط
نسألكم الدعاء
بقلم
جاسم السيلاوي الكربلائي
الثلاثاء 15/شوال/1435هـ
الموافق 12/8/2014م
الحمد لمن نطقت الكائنات بوجوده، ومد على الممكنات ظل رحمته وجوده. وتجلى بنور الفطرة عند العقول، ورأته بحقيقة الإيمان القلوب. وأبدع الأشياء عن حكمته، وخلق الخلائق لرحمته. وعاملهم بعد عدله بفضله ، وأعطى كلا حسب تقديره من نواله. وسلامه وصلواته على أقرب الخلق إليه، المبدع من نور عظمته. المخلوق من أشرف طينته رحمته للعالمين، وسراجه للمهتدين، وعلى عترته أهل بيته بيت النبوة الذين هم هو إلا النبوة.
(( يا ألهي وسيدي وربي أترك معذبي بنارك بعد توحيدك ))
هذه العبارة من دعاء كميل فيها معطيات كثيرة وذات معاني واسعة فريدة .
ولأجل الأختصار نقف عند أهمها :
المعطى الأول : أعرابها
الهمزة في (أتراك) للإستفهام الأنكاري و(ترى) مضارع (رأى) وقياسه : (ترأى) في مضارعه ك( تخشى) ولكن العرب أجمعت على حذف الهمزة من مضارعه فقالوا : يرى ، يريان ، يرون من الرؤية .
والكاف مفعوله الأول وجملة (معذبي بنارك) مفعوله الثاني وكلمة (بعد) من ظروف الغايات .
(توحيدك) تمييز وحكم التمييز بينونة صفة لابينونة عزلة كما ذكروا هناك .
المعطى الثاني : معناها
(يا ألهي وسيدي وربي) برأي القاصر هنا إعتراف وتوسل من الداعي .
والإعتراف لايكون في اللقلقة اللسانية بل يجب أن يترجم فعليا في الخارج .
فالـ( إله ، سيد ، رب ) كلها تحتاج إلى إعتراف حقيقي فعلي في الخارج يبين أنني لا أستعين ولا أمل رحمة ورأفة ومعونة غير الـإله والسيد والرب.
وأن كل الناس بسيديتهم وشأنيتهم ومراكزهم هم تحت هذا الإله والسيد والرب العظيم الذي لا يلحقه عظيم وكل عظمة هي فرع عظمته وكل عزة هي فرع عزته .
كقوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) المنافقون8.
وقوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً }النساء139.
وقوله تعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً) فاطر10
(أترك معذبي بنارك بعد توحيدك)
هنا إستفهام إستنكاري كما ذكرنا فالداعي بهذه الفقرة يستفهم وبنفس الوقت يستنكر كيف ذلك ؟
لاحظ أن الداعي في لسان حال هذه العبارة هكذا يقول : ألهي سيدي ربي هل أنت معذبي بنارك بعد ما كنت موحدا لك وأقول بإلوهيتك وربوبيتك كيف يكون منك ذلك وأنت العادل الذي لا يظلم ولا يجور ولا يعتدي على أهل مملكته فكيف تدخلني النار وأنا من الموحدين لك ربي وأنت أجل أرفع من أن تعذب الموحدين بنارك .
وهنا أمور
1ـ معنى التوحيد هو : نفي الشريك عنه جل جلاله
ونعتقد :
بأنّه يجب توحيد الله تعالى من جميع الجهات، فكما يجب توحيده في الذات ونعتقد بأنّه واحد في ذاته ووجوب وجوده، كذلك يجب ثانياً توحيده في الصفات، وذلك بالاعتقاد بأنّ صفاته عين ذاته كما سيأتي ، وبالاعتقاد بأنه لا شبه له في صفاته الذاتية، فهو في العلم والقدرة لا نظير له، وفي الخلق والرزق لا شريك له، وفي كلّ كمال لا ندَّله.
وكذلك يجب ثالثاً توحيده في العبادة، فلا تجوز عبادة غيره بوجه من الوجوه، وكذا إشراكه في العبادة في أيّ نوع من أنواع العبادة، واجبة أو غير واجبة، في الصلاة وغيرها من العبادات.
ومن أشرك في العبادة غيره فهو مشرك، كمن يرائي في عبادته ويتقرّب إلى غير الله تعالى، وحكمه حكم من يعبد الاصنام والاوثان، لافرق بينهما. عقائد الامامية ص28ـ29
2ـ وحدانيته ظاهرة :
كل شي يدل عليه وهو الواحد القهار.
* الإمام علي (عليه السلام) - في وصيته لابنه الحسن (عليهما السلام) -: واعلم يا بني أنه لو كان لربك شريك لاتتك رسله، ولرأيت آثار ملكه وسلطانه، ولعرفت أفعاله وصفاته، ولكنه إله واحد كما وصف نفسه، لا يضاده في ملكه أحد، ولا يزول أبدا. ميزان الحكمة - محمدي الريشهري ج3ص129.
*وردّ عن سيّد الشهداء عليه و على آبائه و أولاده شرائف الصلاة و الثناء حيث قال في دعاء عرفة: (إليك أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك، متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك، ومتى بعدت حتى تكون الاثار هي التي توصل إليك، عميت عين لا تراك عليها رقيبا، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا إلهي أمرت بالرجوع إلى الاثار فارجعني إليك بكسوة الأنوار، وهداية الاستبصار حتى أرجع إليك منها كما دخلت إليك منها، مصون السر عن النظر إليها، ومرفوع الهمة عن الاعتماد عليها، إنك على كل شئ قدير.)(إقبال الأعمال: 349 ) .
3ـ الوحدانية مع شروطها :
كثير من الناس موحد ولكن شروط التوحيد غير متوفره فيه ومن أهمها موالاة آل محمد عليهم السلام
*عن إسحاق بن راهويه قال : لما وافى أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) بنيسابور وأراد أن يرحل منها إلى المأمون اجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له : يابن رسول الله ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك ، وكان قد قعد في العمارية فاطلع رأسه وقال : سمعت أبي موسى بن جعفر يقول : سمعت أبي جعفر بن محمد يقول : سمعت أبي محمد بن علي يقول : سمعت أبي علي بن الحسين يقول : سمعت أبي الحسين بن علي يقول : سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يقول : سمعت رسول الله يقول : سمعت جبرئيل يقول : سمعت الله عز وجل يقول : « لا إله إلا الله حصني ، فمن دخل حصني أمن من عذابي ، فلما مرت الراحلة نادى : بشروطها وأنا شروطها » رواه الصدوق في العيون 2 : 134 ، التوحيد : 24 ، الأمالي : 195 ، أخرجه في صحيفة الرضا ( عليه السلام ) : 79 ، عنه البحار 3 : 13 ، رواه الزمخشري في ربيع الأبرار 2 : 249 ، والمتقي الهندي في كنز العمال 1 : 52 ، والرافعي في التدوين 2 : 214 .
* عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي، قال كنت مع الرضا (عليه السلام) لما دخل نيسابور و هو راكب بغلة شهباء، و قد خرج علماء نيسابور في استقباله، فلما سار إلى المرتعة تعلقوا بلجام بغلته، و قالوا يا ابن رسول الله، حدثنا بحق آبائك الطاهرين، حدثنا عن آبائك (صلوات الله عليهم أجمعين)، فأخرج رأسه من الهودج و عليه مطرف خز، فقال حدثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين سيد شباب أهل الجنة، عن أبيه أمير المؤمنين، عن رسول الله (صلى الله عليه و آله)، قال أخبرني جبرئيل الروح الأمين، عن الله )تقدست أسماؤه و جل وجهه(، قال إني أنا الله، لا إله إلا أنا وحدي عبادي فاعبدوني، و ليعلم من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله مخلصا بها، أنه قد دخل حصني، و من دخل حصني أمن عذابي. قالوا يا ابن رسول الله، و ما إخلاص الشهادة لله قال طاعة الله و رسوله، و ولاية أهل بيته(عليهم السلام). الأمالي للطوسي ج2ص171
اللهم نجنى من النار برحمتك
ووفقنا لتوحيدك المشروط
نسألكم الدعاء
بقلم
جاسم السيلاوي الكربلائي
الثلاثاء 15/شوال/1435هـ
الموافق 12/8/2014م
تعليق