كثيرة هي إبداعات المفكرين العرب والساعين لإثراء الحركة الثقافية من المبدعين الذين وضعوا إصرارهم طابعا في عوالم الريادة، وخاضوا في جميع مجالات العلم والحياة بيقين جهادي منبعه الدرس والمثابرة والاجتهاد، وما أسعدنا ونحن نلتقي بأحد العلماء العراقيين لنرفع التهاني حوارا لحصوله على الريادة في القصيدة هو الدكتور (مشتاق عباس معن) من مواليد 1973بغداد حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة صنعاء لعام 2003م حصل على مجموعة من الجوائز العربية عام 2000 الدورة الرابعة جائزة الشارقة الإبداع العربي للإصدار الأول عن كتاب( حركية الفضاء الزمني في جسد الرواية ) وجائزة مؤسسة هايل سعيد انعم عام 2001 في مجال الإبداع الأدبي وعام 2002جائزة مؤسسة أنجال الشيخ زايد عن قصة قدمها للطفل تروي سيرة العالم الخليل ابن احمد الفراهيدي ولديه ثمانية كتب منشورة وثلاث مجاميع شعرية، ومن الشخصيات التي تأثر بها على مستوى العلم والسلوك هو الخليل بن احمد الفراهيدي وابن جني وكلاهما من المتميزين الطامحين إلى كل ما هو جديد وكل ما هو مغاير. وعلى مستوى الثقافة الحديثة لابد أن يكون التأثر غربيا لأن مساحة الانفتاح الحديث واضحة في معالم طموحه وعمله ولا يعني هذا وجود هوة كما يقول الدكتور بين التراث والمعاصرة لكونهما مصدرين مهمين من مصادر التأثير ولأي ثقافة مؤثرة لابد من احتوائهما. افتتحت صدى الروضتين حوارها عن قيم التأثر التي بدت واضحة التنوع بين التأثر بمنهج اللغة عربيا وغربية التأثر النقدي ؟
د. مشتاق: فيما يخص التأثير النقدي أكثر النقاد القدامى الذين أثروا في كتاباتي هو حازم القرطاجني لأنه حاول أن يؤطر ويؤسس لمقولاته بأطر فلسفية وأنتم تعلمون إن المنهاج الحديث للدراسة النقدية حاول أن يضع منهجيات لدراسة وتحليل النص بأطر فكرية وفلسفية لكي يكون عميقا يستطيع احتواء معالم النص ويجعله مقبولا لدى المتلقي.
صدى الروضتين: قبل دخولنا إلى عوالم الدكتور مشتاق العلمية نحتاج أن نقدم لأنفسنا ولقرائنا تعريفا مبسطا عن معنى القصيدة الرقمية ؟
د.مشتاق: يسري مفعول النص التفاعلي الرقمي على جميع الأجناس الأدبية وهو النص الذي لا يمكن أن يتصفح أو يقرأ إلا عبر الوسائط التقنية والتي هي الانترنت والقرص المدمج والحاسوب. أغلب الإخوة الذين يسمعون عن التفاعلية الرقمية يظنون بأن ثمة فوارق كبيرة بين الكاتب التفاعلي الرقمي والكاتب الورقي، ولكن في الحقيقة إن الفرق بين الكاتبين يتلخص ما بين الحاسوب والورقة ومن لم يكن أديباً على الورق لا يمكن أن يكون أديباً رقميا لسبب رئيسي واحد هو أن الموهبة لا تخلقها الآلة.
صدى الروضتين: ولكننا نريد أن نتقرب أكثر لنسأل هل ثمة فوارق حقيقية بين الأديب الذي صرنا نسميه ورقيا والأديب الرقمي ؟
د. مشتاق: نعم ولكن عبر مقدمة بسيطة يجب أن أعرِّفها لكم وهي: إن لكل عصر مناخا ثقافيا يحكم ذلك العصر، فكان الحديث سابقا عن الشفاهية وكل ما كان موجوداً آنذاك مؤطر بإطارها العام، وعند مراحل التطور البشري تحول العصر الشفاهي إلى كتابي فتأطر العصر بجميع تفصيلاته بأطر الكتابة العامة، اليوم نحن نحيا عصر التقنية المعلوماتية والتكنولوجيا فمن الطبيعي أن يغطي هذا التحول التقني جميع مناحي الحياة ومنها الأدب، وقد التفت الغرب إلى هذه العملية قبلنا لأنهم الأسبق إلى عصر المعلوماتية فبدأ الأدب التكنولوجي منذ منتصف القرن الماضي، ولكن النصوص التفاعلية الرقمية بدأت في سنة 1986وقد صدرت عام 1990للشاعر(كي روبرت كامبل) الذي كتب أول قصيدة تفاعلية رقمية، فالفارق بين النصين هو أن النص الورقي يحتكم على مقومات البداية النصية وصولا إلى خاتمة النص ضمن استدراج فني لاحتواء التلاحم النصي، أما الأدب الرقمي هو شيء مختلف تماما، حيث يستطيع المتلقي أن يبدأ من حيث يشاء وينتهي من حيث يشاء مثل الانترنت، تصفح النص من أين ما تريد والمهم في القضية انه لا يؤثر على فكرة النص، وهذه من صفات الأدب الرقمي فهو يستطيع أن يصوغ النص من حيث لا يؤثر بالدلالة بمعنى إن البداية والنهاية لا تؤثر لأنك مرتبط بنص يسمى (الهايبر تكس) أي: النص التفرعي، أي نص يؤدي بك إلى نص وهكذا ومن مجموع تلك النصوص تتشكل لديك طبقات دلالية إذا استطعت أن تخوض بتلك الطبقات وإلا فتقف عند طبقة محددة ومجموع هذه الطبقات تؤدي إلى دلالة كلية، هذه الدلالة الكلية تتفرع إلى دلالات جزئية وهذا الفارق الأول. النقطة الفارقة الثانية هي أن النص الورقي يكتب على الورق وتنتهي القضية أما بالنسبة للنص التفاعلي الرقمي لا تنتهي القضية هنا فيحتاج النص الرقمي إلى المؤثر الصوري والمؤثر الصوتي الذي يدخل ضمن الكتابة أي هنالك ثلاث دلالات هي الدلالة النصية والدلالة الصوتية والدلالة الصورية بمجموعها تشكل لدينا مناخا ينقل القارئ إلى أجواء النص، كما هو معمول في بعض الأماسي الأدبية حيث يصاحب الإلقاء الشعري عزف لآلة من الآلات الموسيقية مشتق من روح النص وهو بهذه الطريقة يسعى لنقل المتلقي إلى جو النص ولضمان روحية التفاعل كما تجد في بعض المجموعات الشعرية وجود لوحات خلفية تستخدم لشد المتلقي إلى أجواء النص وبمجمل هذه العوامل فأن النص يعتمد على العناصر الثلاثة المذكورة، ويجب أن يكون المعادل الصوري يعبر عن روح النص بالكامل والمعادل الصوتي والنص الكتابي موجود بحيث إذا سمعت المقطوعة الصوتية وحدها اغنتك عن النص والصور وإذا رأيت الصورة عبرت عن الصوت والكلمة وإذا قرأت النص عبر لك عن الصورة والصوت وهذا يعني وجود وحدة متواشجة. هذه القضية عرضت من قبل خبراء الحاسوب في جامعة أريزونا حيث يقولون: (إن التفاعلية الرقمية هي مناخ جديد بحيث يعاد من خلالها خلق ثقافة جديدة فنحن نتعامل مع الحواس على أنها عادات فمثلا اعتدنا أن نرى هذا اللون فيعني لنا ولذا قالوا علينا أن نحول الحواس من عادة إلى مدرك وعندما تتحول القضية إلى مدرك يدخل هذا في المنظومة الرمزية الموجودة في ذهنية الإنسان بإعادة تشكيل الرموز فيعاد تشكيل الثقافة.
صدى الروضتين: إذن هناك حيرة، كيف نقرأ الموروث العربي الكبير بتفاعلية رقمية؟
د.مشتاق: التفاعلية الرقمية هي بالنسبة للنصوص المنتجة حديثا وقد يقدم لنا الخبراء في هذا المجال كيف نتعامل مع الموروث وفقا لهذه النظرية ونحن نتعامل مع الموروث على أساس انه مرجعية من المرجعيات، وهنالك معادلة مابين الحديث ومابين التراث فهل نتعامل مع التراث على أساس انه فكر قاري أم نستطيع أن نحول هذا القاري إلى فكر متحول ومتحرك وهذا هو مفهوم الحيوية في التراث وهذا ما يجعل التراث حيا ولا تؤثر هذه النظرية على جوهر الكتابة الورقية فهي طريقة خاصة بالتلقي.
صدى الروضتين: إذن هناك المعادل الصوري والصوتي والمؤثرات الأخرى...
ألا تخلق تشويشا فكريا على النص ؟
د.مشتاق: يجب النظر إلى هذا الموضوع من ناحية المتلقي حيث يتوقف المتلقي في بعض الأحيان عن قراءة النص لمجرد أن النص تجاوز أطره الفكرية، ومشكلة عدم فهم النصوص المطروحة هي مشكلة قديمة وليست جديدة وهذه القضية تدرس علميا حيث في نهاية السبعينات وجد ما يسمى بالفجوة الرقمية وهو التفاوت في مستوى التعاطي والتعامل مع الحاسوب بالنسبة إلى الأفراد في مكان واحد كما واجه الأمريكان هذه المشكلة و بالأخص مع الوافدين حيث لمسوا أن هنالك تفاوت مابين الوافدين وبين المواطنين الأصليين. هنالك مستويات في النصوص متفاوتة، فمن تلك النصوص ما هو سهل لا يحتاج إلى كد الذهن ومن النصوص من يجمع بين لذة الاكتشاف وبين لذة العاطفة، فالنص التفاعلي يجمع بين لذة العاطفة ولذة الاكتشاف لترسخ الفكرة وتسهل عملية تصفح اكبر للقارئ.
صدى الروضتين: أصل فكرة التفاعلية الرقمية ؟
د.مشتاق: أصل فكرة التفاعلية الرقمية كيف تستطيع أن تؤثر بالمتلقي فتضخ له إمكانات بحيث يحيا في جو النص وتستثمر ما لديك من طاقات لكي تسحب المتلقي لجو النص.
صدى الروضتين: هل بقي لجوهر الكتابة شيء داخل النص؟
د.مشتاق: هنالك أكثر من ثلاثمائة تعريف للنص، فالنص لا يقف على حدود فهو كل ما يدرك، مثلاً اللوحات لا يوجد فيها كتابة ولكن يقال عنها أنها قصيدة أو معزوفة.هذا يعني أن النص لا يتوقف عند حدود الكتابة فقط وإنما كل ما يدل على رمز فهو نص وبذلك نستنتج أن النص التفاعلي الرقمي مجموعة من النصوص التي تصب في الرمز الموحد.
صدى الروضتين: هل هذه هي كل ما في التفاعلية؟
د.مشتاق: كلا فهنالك تطورات مستقبلية للتفاعلية ونحن في بداية عصر التفاعلية أما بالنسبة للغرب فقد تجاوزوا الخط الأول من التفاعلية وهنالك تعليق للكاتب الفرنسي (تسفتانتو دوروف): يقول الشعب الفرنسي شعب لا يقرأ. ونستشف من هذه المقولة أن الشعب الفرنسي وهو فلتر الثقافة لا يعي ما يقرأ. وفي هذه الحالة أصبحت المرحلة الأولى هي أن تقرأ ما يكتب والمرحلة الثانية هي أن تعي ما تقرأ والمرحلة الثالثة هي أن تفرز ما تقرأ. فالقراءة قضية مجردة وهي في مجال التطور.
صدى الروضتين: كيف ينظر الإعلام إلى التفاعلية والتفاعلية إلى الإعلام ؟
د.مشتاق: هنالك حديث الان عن المقالة التفاعلية وحتى التلفزيون التفاعلي والإعلام يستكشف الجديد دائما والعصر الذي نحيا به هو عصر مصبوغ بالتكنولوجيا، وهي الان تـُدرس في مصر والإمارات وقد تدرس مستقبلا في العراق.
جريدة صدى الروضتين تشكر لك هذا اللقاء وتتمنى لك الموفقية.
د. مشتاق: فيما يخص التأثير النقدي أكثر النقاد القدامى الذين أثروا في كتاباتي هو حازم القرطاجني لأنه حاول أن يؤطر ويؤسس لمقولاته بأطر فلسفية وأنتم تعلمون إن المنهاج الحديث للدراسة النقدية حاول أن يضع منهجيات لدراسة وتحليل النص بأطر فكرية وفلسفية لكي يكون عميقا يستطيع احتواء معالم النص ويجعله مقبولا لدى المتلقي.
صدى الروضتين: قبل دخولنا إلى عوالم الدكتور مشتاق العلمية نحتاج أن نقدم لأنفسنا ولقرائنا تعريفا مبسطا عن معنى القصيدة الرقمية ؟
د.مشتاق: يسري مفعول النص التفاعلي الرقمي على جميع الأجناس الأدبية وهو النص الذي لا يمكن أن يتصفح أو يقرأ إلا عبر الوسائط التقنية والتي هي الانترنت والقرص المدمج والحاسوب. أغلب الإخوة الذين يسمعون عن التفاعلية الرقمية يظنون بأن ثمة فوارق كبيرة بين الكاتب التفاعلي الرقمي والكاتب الورقي، ولكن في الحقيقة إن الفرق بين الكاتبين يتلخص ما بين الحاسوب والورقة ومن لم يكن أديباً على الورق لا يمكن أن يكون أديباً رقميا لسبب رئيسي واحد هو أن الموهبة لا تخلقها الآلة.
صدى الروضتين: ولكننا نريد أن نتقرب أكثر لنسأل هل ثمة فوارق حقيقية بين الأديب الذي صرنا نسميه ورقيا والأديب الرقمي ؟
د. مشتاق: نعم ولكن عبر مقدمة بسيطة يجب أن أعرِّفها لكم وهي: إن لكل عصر مناخا ثقافيا يحكم ذلك العصر، فكان الحديث سابقا عن الشفاهية وكل ما كان موجوداً آنذاك مؤطر بإطارها العام، وعند مراحل التطور البشري تحول العصر الشفاهي إلى كتابي فتأطر العصر بجميع تفصيلاته بأطر الكتابة العامة، اليوم نحن نحيا عصر التقنية المعلوماتية والتكنولوجيا فمن الطبيعي أن يغطي هذا التحول التقني جميع مناحي الحياة ومنها الأدب، وقد التفت الغرب إلى هذه العملية قبلنا لأنهم الأسبق إلى عصر المعلوماتية فبدأ الأدب التكنولوجي منذ منتصف القرن الماضي، ولكن النصوص التفاعلية الرقمية بدأت في سنة 1986وقد صدرت عام 1990للشاعر(كي روبرت كامبل) الذي كتب أول قصيدة تفاعلية رقمية، فالفارق بين النصين هو أن النص الورقي يحتكم على مقومات البداية النصية وصولا إلى خاتمة النص ضمن استدراج فني لاحتواء التلاحم النصي، أما الأدب الرقمي هو شيء مختلف تماما، حيث يستطيع المتلقي أن يبدأ من حيث يشاء وينتهي من حيث يشاء مثل الانترنت، تصفح النص من أين ما تريد والمهم في القضية انه لا يؤثر على فكرة النص، وهذه من صفات الأدب الرقمي فهو يستطيع أن يصوغ النص من حيث لا يؤثر بالدلالة بمعنى إن البداية والنهاية لا تؤثر لأنك مرتبط بنص يسمى (الهايبر تكس) أي: النص التفرعي، أي نص يؤدي بك إلى نص وهكذا ومن مجموع تلك النصوص تتشكل لديك طبقات دلالية إذا استطعت أن تخوض بتلك الطبقات وإلا فتقف عند طبقة محددة ومجموع هذه الطبقات تؤدي إلى دلالة كلية، هذه الدلالة الكلية تتفرع إلى دلالات جزئية وهذا الفارق الأول. النقطة الفارقة الثانية هي أن النص الورقي يكتب على الورق وتنتهي القضية أما بالنسبة للنص التفاعلي الرقمي لا تنتهي القضية هنا فيحتاج النص الرقمي إلى المؤثر الصوري والمؤثر الصوتي الذي يدخل ضمن الكتابة أي هنالك ثلاث دلالات هي الدلالة النصية والدلالة الصوتية والدلالة الصورية بمجموعها تشكل لدينا مناخا ينقل القارئ إلى أجواء النص، كما هو معمول في بعض الأماسي الأدبية حيث يصاحب الإلقاء الشعري عزف لآلة من الآلات الموسيقية مشتق من روح النص وهو بهذه الطريقة يسعى لنقل المتلقي إلى جو النص ولضمان روحية التفاعل كما تجد في بعض المجموعات الشعرية وجود لوحات خلفية تستخدم لشد المتلقي إلى أجواء النص وبمجمل هذه العوامل فأن النص يعتمد على العناصر الثلاثة المذكورة، ويجب أن يكون المعادل الصوري يعبر عن روح النص بالكامل والمعادل الصوتي والنص الكتابي موجود بحيث إذا سمعت المقطوعة الصوتية وحدها اغنتك عن النص والصور وإذا رأيت الصورة عبرت عن الصوت والكلمة وإذا قرأت النص عبر لك عن الصورة والصوت وهذا يعني وجود وحدة متواشجة. هذه القضية عرضت من قبل خبراء الحاسوب في جامعة أريزونا حيث يقولون: (إن التفاعلية الرقمية هي مناخ جديد بحيث يعاد من خلالها خلق ثقافة جديدة فنحن نتعامل مع الحواس على أنها عادات فمثلا اعتدنا أن نرى هذا اللون فيعني لنا ولذا قالوا علينا أن نحول الحواس من عادة إلى مدرك وعندما تتحول القضية إلى مدرك يدخل هذا في المنظومة الرمزية الموجودة في ذهنية الإنسان بإعادة تشكيل الرموز فيعاد تشكيل الثقافة.
صدى الروضتين: إذن هناك حيرة، كيف نقرأ الموروث العربي الكبير بتفاعلية رقمية؟
د.مشتاق: التفاعلية الرقمية هي بالنسبة للنصوص المنتجة حديثا وقد يقدم لنا الخبراء في هذا المجال كيف نتعامل مع الموروث وفقا لهذه النظرية ونحن نتعامل مع الموروث على أساس انه مرجعية من المرجعيات، وهنالك معادلة مابين الحديث ومابين التراث فهل نتعامل مع التراث على أساس انه فكر قاري أم نستطيع أن نحول هذا القاري إلى فكر متحول ومتحرك وهذا هو مفهوم الحيوية في التراث وهذا ما يجعل التراث حيا ولا تؤثر هذه النظرية على جوهر الكتابة الورقية فهي طريقة خاصة بالتلقي.
صدى الروضتين: إذن هناك المعادل الصوري والصوتي والمؤثرات الأخرى...
ألا تخلق تشويشا فكريا على النص ؟
د.مشتاق: يجب النظر إلى هذا الموضوع من ناحية المتلقي حيث يتوقف المتلقي في بعض الأحيان عن قراءة النص لمجرد أن النص تجاوز أطره الفكرية، ومشكلة عدم فهم النصوص المطروحة هي مشكلة قديمة وليست جديدة وهذه القضية تدرس علميا حيث في نهاية السبعينات وجد ما يسمى بالفجوة الرقمية وهو التفاوت في مستوى التعاطي والتعامل مع الحاسوب بالنسبة إلى الأفراد في مكان واحد كما واجه الأمريكان هذه المشكلة و بالأخص مع الوافدين حيث لمسوا أن هنالك تفاوت مابين الوافدين وبين المواطنين الأصليين. هنالك مستويات في النصوص متفاوتة، فمن تلك النصوص ما هو سهل لا يحتاج إلى كد الذهن ومن النصوص من يجمع بين لذة الاكتشاف وبين لذة العاطفة، فالنص التفاعلي يجمع بين لذة العاطفة ولذة الاكتشاف لترسخ الفكرة وتسهل عملية تصفح اكبر للقارئ.
صدى الروضتين: أصل فكرة التفاعلية الرقمية ؟
د.مشتاق: أصل فكرة التفاعلية الرقمية كيف تستطيع أن تؤثر بالمتلقي فتضخ له إمكانات بحيث يحيا في جو النص وتستثمر ما لديك من طاقات لكي تسحب المتلقي لجو النص.
صدى الروضتين: هل بقي لجوهر الكتابة شيء داخل النص؟
د.مشتاق: هنالك أكثر من ثلاثمائة تعريف للنص، فالنص لا يقف على حدود فهو كل ما يدرك، مثلاً اللوحات لا يوجد فيها كتابة ولكن يقال عنها أنها قصيدة أو معزوفة.هذا يعني أن النص لا يتوقف عند حدود الكتابة فقط وإنما كل ما يدل على رمز فهو نص وبذلك نستنتج أن النص التفاعلي الرقمي مجموعة من النصوص التي تصب في الرمز الموحد.
صدى الروضتين: هل هذه هي كل ما في التفاعلية؟
د.مشتاق: كلا فهنالك تطورات مستقبلية للتفاعلية ونحن في بداية عصر التفاعلية أما بالنسبة للغرب فقد تجاوزوا الخط الأول من التفاعلية وهنالك تعليق للكاتب الفرنسي (تسفتانتو دوروف): يقول الشعب الفرنسي شعب لا يقرأ. ونستشف من هذه المقولة أن الشعب الفرنسي وهو فلتر الثقافة لا يعي ما يقرأ. وفي هذه الحالة أصبحت المرحلة الأولى هي أن تقرأ ما يكتب والمرحلة الثانية هي أن تعي ما تقرأ والمرحلة الثالثة هي أن تفرز ما تقرأ. فالقراءة قضية مجردة وهي في مجال التطور.
صدى الروضتين: كيف ينظر الإعلام إلى التفاعلية والتفاعلية إلى الإعلام ؟
د.مشتاق: هنالك حديث الان عن المقالة التفاعلية وحتى التلفزيون التفاعلي والإعلام يستكشف الجديد دائما والعصر الذي نحيا به هو عصر مصبوغ بالتكنولوجيا، وهي الان تـُدرس في مصر والإمارات وقد تدرس مستقبلا في العراق.
جريدة صدى الروضتين تشكر لك هذا اللقاء وتتمنى لك الموفقية.