اللهم صل على محمد وأل محمد


التدبر هو الوقوف عند الآية، واجالة النظر فيها، وما تنطوي عليــه من ابعاد فكريـة واجتماعية وسياسية وخلاقية. فلا ينبغي ان تكون تلاوة آيات القرآن الكريم مجرد قراءة عابرة. فمن الضروري للانسان المسلـم الذي يريد التسلح بالقـرآن مـن خلال تقوية ايمانه، ان يتلو كتاب الله بامعان وتوجه. فلا بد من ان تنسجم مع خطاب الله سبحانـه وحديثه معنــا، لكي تطمئن بـه قلوبنـا، وتنـزل السكينة على ارواحنا ونفوسنــا. فبالقرآن يصيــر الانسان الى القناعــة، وبه يمتلئ سعادة وراحـة روحية ومعنويــة.

ان تدبر القرآن يزوّد المؤمن بالبصيرة، فيفهم الحياة بافضل وجه، ويميّز الجيد فيها عن السيء، والطيب من الخبيث، ولا ينخدع بالمظاهر الجوفاء. فلابد من فهم القرآن والانسجام معه، وان لا نوحي الى انفسنا باننا دون مستوى فهم القرآن. صحيح ان بعض الآيات تحتاج الى مراجعة التفاسير لفهم مغزاها، ولكن القرآن على العموم واضح المعنى، سهل الفهم، وهو نفسه يؤكد على هذه الحقيقة قائلاً
{ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ } (القمر / 17
ولذلك فان من يفتح قلبه للقرآن، سيفهمه باذن الله تعالى، وسيمنحه الهاماً خاصاً يفهم به لغة القرآن.