أزهر الوجه أشم الأنف مربوع القامة
أنزع رقيق البشرة على خده خال أسود، أسود الشعر..
انه مولانا وامامنا جعفر ابن محمد الصادق
قال النبي (صلى الله عليه وآله) :---
اذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فسموه الصادق..
فإنه سيكون في ولده سمي له، يدعي الإمامة بغير حقها ويسمى كذابا.
كانت عبادته موفورة وأوراده متواصلة، يقسم ساعاته في الليل والنهار على أنواع الطاعات حتى أقرّ من لم يعتقد امامته بأنه (ع)
من أكابر الزهاد الذين يخشون الله عزّوجل
قال محمّد بن طلحة الشافعي: «أبو عبد الله جعفر الصادق ابن محمّد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وهو من عظماء أهل البيت وساداتهم، ذو علوم جمّة، وعبادة موفورة، وأوراد متواصلة، وزهادة بيّنة، وتلاوة كثيرة، يتتبع معاني القرآن الكريم ويستخرج من بحره جواهره ويستفتح عجائبه، رويته تذكر الآخرة، واستماع كلامه يزهد في الدنيا والاقتداء بهدايته يورث الجنة، نور قسماته شاهد أنه من سلالة النبوة، وطهارة أفعاله تصدع بأنه من ذرية الرسالة»
كان مولانا الصادق (ع) كان يتلو القرآن في صلاته، فغشي عليه فلما افاق سئل: ما الذي أوجب ما انتهت حاله اليه؟ فقال ما معناه: ما زلت أكرر آيات القرآن حتى بلغت الى حال كأنني سمعتها مشافهة ممن أنزلها
قال أبان بن تغلب: «كنت مع أبي عبد الله(ع) مزاملة فيما بين مكة والمدينة،
فلما انتهى الى الحرم نزل واغتسل وأخذ نعليه بيديه، ثم دخل الحرم حافياً فصنعت مثل ما صنع، فقال: يا أبان من صنع مثل ما رأيتني صنعت تواضعاً لله محى الله عنه مائة ألف سيئة وكتب له مائة ألف حسنة وبنى الله عزّوجل له مائة ألف درجة وقضى له مائة ألف حاجة»....
كان (ع) من الفضل بمكان يقر له العدو والصديق، التف حوله كافة العلماء والفقهاء والقراء كلهم كانوا يجلسون تحت منبر درسه وينهلون من رحيق أنفاسه علما وأدبا وحكمة، فكان أعلم الأمة في زمانه بلا منافس. **
وقد أكد على قضية الامام الحسين (ع)وعلى احياء شعائر جده الحسين ع
واقامة مجالس العزاء لينشر مصائب كربلاء
وقد كان يدعو كثيرا لزوار قبر جده الحسين ع
فلقد منع الأمويون زيارة الحسين(ع)
وأخذوا الضرائب من الزائرين ثم أمروا بقتل أو سجن كل زائر..
واستمر الجور على قبره الشريف وعلى زائريه ....
ولما انتهى أمرهم
عمل الإمام الصادق على إشاعة عدة أمور منها:
1- التأكيد على زيارة الحسين (عليه السلام) وأن زيارته تدخل الجنة.
2- التأكيد على البكاء عليه وذرف الدموع.
3- التأكيد على إقامة مآتم الحزن وإنشاد المراثي عليه.
4- التاكيد على لبس السواد حزنا على الحسين (ع) ومظلوميته وجرائم بني أمية وفظيع أعمالهم.
وغيرها من محاولات وبرامج عمل عليها الإمام الصادق (عليه السلام) حتى أعاد الأمة وربطها برموزها الحقيقية وأحيا ذكرى الطف الأليمة قولا وفعلا.
- قال الامام الصادق (ع):---
1- مابين قبر الحسين الى السماء السابعة مختلف الملائكة
2- ان حول قبره ع سبعين ألف ملكا شعثا غبرا يبكون عليه الى ان تقوم الساعة
3-ماخلق الله اكثر من الملائكة وانه لينزل الى السماء كل مساء سبعون الف ملك يطوفون بالبيت الحرام ثم ياتون قبر الحسين فيسلمون عليه ثم يعرجون الى السماء قبل ان تطلع الشمس ثم تنزل ملائكة النهار سبعون الف ملك فيطوفون بالبيت الحرام ثم ياتون قبر الحسين فيسلمون عليه ثم يعرجون الى السماء قبل ان تغيب الشمس .
وكانت حياته الشريفة حافلة بالأحداث الجسام، في فترةٍ حسّاسةٍ من التاريخ الاسلامي
وكان عهده يشكل منعطفاً هامّاً في مسيرة الحياة الإسلامية، طبعه ع بطابعه الشريف، حتى سمّي بحقٍّ « عصر الإمام الصادق »، كان عصراً اختلطت فيه المفاهيم، وتضاربت الآراء والمذاهب، يأخذ بعضها - على كثرتها - برقاب بعض، واحتاج الأمر إلى فيصل صدقٍ يميز خبيثها من طيّبها، فكان الإمام الصادق ع خير فيصل لهذا الأمر. ولا تزال تعاليمه ومواقفه إلى اليوم فيصل صدقٍ بين الحقّ والباطل. ولا تزال كلماته وحكمه مناراً يهدي إلى سواء السّبيل.
وقد قام المنصور بالتخلص من الامام فدس له السم وقضى نحبه مسموما مظلوما شهيدا
في الخامس والعشرين من شهر شوال
وكان في الخامسة والسّتين من عمره الشّريف.
وفي هذا المصاب
نعزي سادتنا أهل الكساء وجميع الائمة النجباء(ع)
سيما مولانا الحجة المنتظر عج بأستشهاد
مولانا الأمام جعفر الصادق ع
ونعزي جميع مراجعنا العظام وجميع شيعة أمير المؤمنين
ونعزي أهل بيت منتدى الكفيل من مشرفي الاقسام
وجميع الاعضاء والزوار الكرام
نقولها بقلوب مفجوعة وعيون دامعة وجمرات تسعر بين الاحشاء
عظم الله لكم الأجر وأحسن لكم العزاء
تعليق