بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
عندما نرجع التاريخ نجد سقطات للقوم تبين حجم التآمر على أهل البيت عليهم السلام .
فقد سجل التاريخ فلتات وسقطات لعمر بن الخطاب يفصح فيها كراهية قريش أن تجتمع في بني هاشم النبوة والإمامة ،
عندما أراد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أن يكتب الكتاب حيث قال أعطوني دواة وكتف أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعدي ولما واجهه القوم بتلك الكلمة القارصة والعبارة الجارحة ( وهي قولهم يهجر أو غلبه الوجع ) خاصة وهو في آخر أيامه من الدنيا رأى إن من الحكمة والمصلحة أن يعدل عن كتابته حفاظا على الدين وقياما بما أوجبه صلى الله عليه وآله من تقديمه الأهم على المهم وهذا ما ما سجله التاريخ .
فقد علم عمر أن النبي صلى الله عليه وآله أراد في مرضه أن يكتب لعلي عليه السلام بالخلافة ويعهد بها إليه، فمنعه من ذلك، لعلمه بأن العرب تنقض عليه لبغضها له كما يدعي
فقد جاء في تاريخ الطبري الذي يعتمد عليه السلفية كما يقول ابن تيمية :
عن ابن عباس، قال بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبعض أصحابه يتذاكرون الشعر، فقال بعضهم: فلان أشعر؛ وقال بعضهم: بل فلان أشعر، قال: فأقبلت، فقال عمر: قد جاءكم أعلم الناس بها، فقال عمر: من شاعرالشعراء يا بن عباس؟ قال: فقلت: زهير بن أبي سلمى، فقال عمر: من شاعر الشعراء يا بن عباس؟ قال: فقلت: زهير بن أبي سلمى، فقال عمر: هلمّ من شعره ما نستدل به على ما ذكرت؛ فقلت: امتدح قوماً من بني عبد الله بن غطفان، فقال:
لو كان يقعد فوق الشمس من كرم ... قوم بأولهم أو مجدهم قعدوا
قوم أبوهم سنان حين تنسبهم ... طابوا وطاب من الأولاد ما ولدوا
إنس إذا أمنوا، جن إذا فزعوا ... مرزءون بها ليل إذا حشدوا
محدون على ما كان من نعم ... لا ينزع الله منهم ماله حسدوا
فقال عمر: أحسن؛ وما أعلم أحداً أولى بهذا الشعر من هذا الحيّ من بني هاشم! لفضل رسول الله صلى الله عليه وسلّم وقرابتهم منه، فقلت: وفقت يا أمير المؤمنين، ولم تزل موفقاُ، فقال: يا بن عباس، أتدري ما منع قومكم منهم بعد محمد؟ فكرهت أن أجيبه، فقلت: إن لم أكن أدري فأمير المؤمنين يدريني، فقالعمر: كرهوا أن يجمعوا لكم النبوّة والخلافة، فتبجحوا على قومكم بجحاً بجحاً، فاختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت.
فقلت: يا أمير المؤمنين، إن تأذن لي في الكلام، وتمط عني الغضب تكلمت.
فقال: تكلم يا بن عباس، فقلت: أمّا قولك يا أمير المؤمنين: اختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفّقت، فلو أن قريشاً اختارت لأنفسها حيث اختار الله عزّ وجلّ لها لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود. وأما قولك: إنهم كرهوا أن تكون لنا النبوّة والخلافة، فإنّ الله عزّ وجلّ وصف قوماً بالكراهية فقال: " ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم " فقال عمر: هيهات والله يا بن عباس! قد كانت تبلغني عنك أشياء كنت أكره أن أفرّك عنها، فتزيل منزلتك مني؛ فقلت: وما هي يا أمير المؤمنين؟ فإن كانت حقا فما ينبغي أن تزيل منزلتي منك وإن كانت باطلا فمثلي أماط الباطل عن نفسه فقال عمر بلغني أنك تقول إنما صرفوها عنا حسدا وظلما فقلت أما قولك يا أمير المؤمنين ظلما فقد تبين للجاهل والحليم وأما قولك حسدا فإن إبليس حسد آدم فنحن ولده المحسودون فقال عمر هيهات أبت والله قلوبكم يا بني هاشم إلا حسدا ما يحول وضغنا وغشا ما يزول فقلت مهلا يا أمير المؤمنين لا تصف قلوب قوم أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا بالحسد والغش فإن قلب رسول الله صلى الله عليه و سلم من قلوب بني هاشم فقال عمر إليك عني يابن عباس فقلت أفعل فلما ذهبت لأقوم استحيا مني فقال يابن عباس مكانك فوالله إني لراع لحقك محب لما سرك فقلت يا أمير المؤمنين إن لي عليك حقا وعلى كل مسلم فمن حفظه فحظه أصاب ومن أضاعه فحظه أخطأ ثم قام فمضى (1).
أقول وهذا الكلام واضح وصريح بأن أصحاب السقيفة كانوا يعلمون مسبقا بالنص على علي عليه السلام ولكنهم يرون أن مصلحة الأمة وانتقاض العرب، وعدم رغبتهم في اجتماع النبوة والإمامة في أهل البيت عليهم السلام . هذه المحاورة تكشف التي جرت بين ابن عباس وبين قائد السقيفة عمر تبين حجم الجريمة والحقد على أهل البيت عليهم السلام .
ــــــــــــــ
(1) تاريخ الطبري ج 2 ص 578 .
.
وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
عندما نرجع التاريخ نجد سقطات للقوم تبين حجم التآمر على أهل البيت عليهم السلام .
فقد سجل التاريخ فلتات وسقطات لعمر بن الخطاب يفصح فيها كراهية قريش أن تجتمع في بني هاشم النبوة والإمامة ،
عندما أراد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أن يكتب الكتاب حيث قال أعطوني دواة وكتف أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعدي ولما واجهه القوم بتلك الكلمة القارصة والعبارة الجارحة ( وهي قولهم يهجر أو غلبه الوجع ) خاصة وهو في آخر أيامه من الدنيا رأى إن من الحكمة والمصلحة أن يعدل عن كتابته حفاظا على الدين وقياما بما أوجبه صلى الله عليه وآله من تقديمه الأهم على المهم وهذا ما ما سجله التاريخ .
فقد علم عمر أن النبي صلى الله عليه وآله أراد في مرضه أن يكتب لعلي عليه السلام بالخلافة ويعهد بها إليه، فمنعه من ذلك، لعلمه بأن العرب تنقض عليه لبغضها له كما يدعي
فقد جاء في تاريخ الطبري الذي يعتمد عليه السلفية كما يقول ابن تيمية :
عن ابن عباس، قال بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبعض أصحابه يتذاكرون الشعر، فقال بعضهم: فلان أشعر؛ وقال بعضهم: بل فلان أشعر، قال: فأقبلت، فقال عمر: قد جاءكم أعلم الناس بها، فقال عمر: من شاعرالشعراء يا بن عباس؟ قال: فقلت: زهير بن أبي سلمى، فقال عمر: من شاعر الشعراء يا بن عباس؟ قال: فقلت: زهير بن أبي سلمى، فقال عمر: هلمّ من شعره ما نستدل به على ما ذكرت؛ فقلت: امتدح قوماً من بني عبد الله بن غطفان، فقال:
لو كان يقعد فوق الشمس من كرم ... قوم بأولهم أو مجدهم قعدوا
قوم أبوهم سنان حين تنسبهم ... طابوا وطاب من الأولاد ما ولدوا
إنس إذا أمنوا، جن إذا فزعوا ... مرزءون بها ليل إذا حشدوا
محدون على ما كان من نعم ... لا ينزع الله منهم ماله حسدوا
فقال عمر: أحسن؛ وما أعلم أحداً أولى بهذا الشعر من هذا الحيّ من بني هاشم! لفضل رسول الله صلى الله عليه وسلّم وقرابتهم منه، فقلت: وفقت يا أمير المؤمنين، ولم تزل موفقاُ، فقال: يا بن عباس، أتدري ما منع قومكم منهم بعد محمد؟ فكرهت أن أجيبه، فقلت: إن لم أكن أدري فأمير المؤمنين يدريني، فقالعمر: كرهوا أن يجمعوا لكم النبوّة والخلافة، فتبجحوا على قومكم بجحاً بجحاً، فاختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت.
فقلت: يا أمير المؤمنين، إن تأذن لي في الكلام، وتمط عني الغضب تكلمت.
فقال: تكلم يا بن عباس، فقلت: أمّا قولك يا أمير المؤمنين: اختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفّقت، فلو أن قريشاً اختارت لأنفسها حيث اختار الله عزّ وجلّ لها لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود. وأما قولك: إنهم كرهوا أن تكون لنا النبوّة والخلافة، فإنّ الله عزّ وجلّ وصف قوماً بالكراهية فقال: " ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم " فقال عمر: هيهات والله يا بن عباس! قد كانت تبلغني عنك أشياء كنت أكره أن أفرّك عنها، فتزيل منزلتك مني؛ فقلت: وما هي يا أمير المؤمنين؟ فإن كانت حقا فما ينبغي أن تزيل منزلتي منك وإن كانت باطلا فمثلي أماط الباطل عن نفسه فقال عمر بلغني أنك تقول إنما صرفوها عنا حسدا وظلما فقلت أما قولك يا أمير المؤمنين ظلما فقد تبين للجاهل والحليم وأما قولك حسدا فإن إبليس حسد آدم فنحن ولده المحسودون فقال عمر هيهات أبت والله قلوبكم يا بني هاشم إلا حسدا ما يحول وضغنا وغشا ما يزول فقلت مهلا يا أمير المؤمنين لا تصف قلوب قوم أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا بالحسد والغش فإن قلب رسول الله صلى الله عليه و سلم من قلوب بني هاشم فقال عمر إليك عني يابن عباس فقلت أفعل فلما ذهبت لأقوم استحيا مني فقال يابن عباس مكانك فوالله إني لراع لحقك محب لما سرك فقلت يا أمير المؤمنين إن لي عليك حقا وعلى كل مسلم فمن حفظه فحظه أصاب ومن أضاعه فحظه أخطأ ثم قام فمضى (1).
أقول وهذا الكلام واضح وصريح بأن أصحاب السقيفة كانوا يعلمون مسبقا بالنص على علي عليه السلام ولكنهم يرون أن مصلحة الأمة وانتقاض العرب، وعدم رغبتهم في اجتماع النبوة والإمامة في أهل البيت عليهم السلام . هذه المحاورة تكشف التي جرت بين ابن عباس وبين قائد السقيفة عمر تبين حجم الجريمة والحقد على أهل البيت عليهم السلام .
ــــــــــــــ
(1) تاريخ الطبري ج 2 ص 578 .
.
تعليق