بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
من المعلوم أن أثمن ما عند الإنسان هو العمر، وكما ورد في الحديث الشريف "إن الليل والنهار يعملان فيك، فاجهد أن تعمل فيهما". فالعمر كما يعرّفه إمام مسجد الإمام علي "ع" "هو عبارة عن رأسمال ثمين وغال يحصل عليه الإنسان، ويفترض ان يقدم فيه ما دام على هذه الأرض الأعمال الصالحة، وان يستفيد من الزمن بما يضمن سعادته عند الله تعالى في الآخرة، وبما يضمن الحياة السعيدة في الدنيا".
"وليس المقصود من الإستفادة من الزمن للأمور الأخروية محضا"، بل يستطيع الإنسان أن يستفيد من ساعاته، حتى لبناء مستقبله والذي هو في نهاية المطاف يصب في مصلحة الآخرة، لأن كل عمل خير وصالح هو عمل للآخرة، مقبول عند الله تعالى، وعن النبي الأكرم "ص" في الوصية المشهورة لصاحبه أبا ذر الغفاري "يا أبا ذر كن على وقتك أحرص منك على دينارك ودرهمك".
"ان الساعة التي تمر في لحظات الإنسان لا يمكن الحصول على بديل لها، لأن ساعات العمر مقسمة له. وكل ساعة اعطاها له الله تعالى لا تشبه الساعة التي قبلها او بعدها". الحذرا من العواقب الوخيمة التي تعود على الإنسان اذا ادى في تلك الساعات عملا غير صالح، والتي يمكن ان تكون حسرتها كبيرة جدا اذا مضت كوقت فراغ لم يستفد منه شيئا"، لافتا الى ان "اصعب ما يواجهه في الآخرة- غير العذاب المادي- هو العذاب النفسي، عندما يكتشف أن زمنا معينا كان يمكن ان يؤدي فيه فائدة وعمل خير، عندها يشعر بالحسرة والندامة".
وقد ورد في الحديث القدسي "يا ابن آدم تفرغ لعبادتي، املأ قلبك غنىً" انه ليس المقصود ان يقضي الانسان وقته بالصلاة والصوم والزكاة ... ولكن أن يكون هدفه من كل الأعمال التي يقوم بها حتى لو كانت للدنيا- كطلب العلم وغيرها، اذا كانت نهايتها نهاية خير او للصالح العام ومراعية للحدود والضوابط الشرعية هي في نهاية المطاف اعمال لله تعالى.
"اذا قدم الانسان رضا الله، سيربح ويوفق، سواء كانت الأعمال تتعلق بالفروض والواجبات الشرعية، ام من أجل كسب الحلال وينوي من خلالها القرب من الله تعالى، فالله تعالى "يملأ قبلك غنى" بمعنى ان يصبح القليل مبارك وكثير في عينيه.
"لقد كثرت الاحاديث الشريفة المروية عن اهل البيت عليهم السلام والتي ركزت على الوقت. فالحديث المروي عن النبي "ص" وعن عدد من الأئمة، "ان يغتنم الانسان شبابه قبل هرمه"، وورد في حديث شريف ان "اطول ساعات عمر الإنسان هي في اللحظة التي يولد فيها".
والائمة يحثوننا بشكل كبير على الاستفادة من الوقت، وخصوصا جيل الشباب قبل الهرم، لأن الانسان في مرحلة الشباب قادر على تأدية الكثير من الأعمال سواء كانت اجتماعية او عبادية او غيرها، ومرحلة الشباب تساعد على الحركة والنشاط والحيوية والفعل سواء على المستوى الذهني او الجسدي ويكون تعلقه بالامور الدنيوية اقل".
"يستفيدوا من هذه المرحلة، لأنه كلما تقدم بهم العمر عجزوا عن تأدية الكثير من الأعمال وخاصة العبادية منها، وكلما استفادوا من تلك المرحلة كلما كانت المؤونة التي حصلوا عليها (الزاد) كان اكبر".
"هناك بعض الوسائل التي قد يتلهى بها الانسان وتبعده عن تأدية واجباته وتضيع وقته، كشاشات التلفزة، والشبكات الإجتماعية"، مؤكدا على ضرورة ترتيب الوقت، وتأدية الواجبات المفروضة اولا، كواجبات دينيه واجتماعية، بالاضافة الى عملية تنشيط الفكر من قراءة ومتابعة الامور والأفكار الجديدة".
"على الانسان ان يوزع وقته، بين ما هو لله تعالى أولا ولنفسه وراحته ثانيا، وثالثا لأسرته ومجتمعه ولكسبه. فالوقت محدود جدا لكن الاهتمامات والفروض والواجبات هي كثيره جدا، داعيا الى "وضع برنامج هادف وشامل لليوميات، وان يكون هذا الوقت مبذولا لتحقيق الاهداف"، "يكون وقت أحد منا غير هادف على قاعدة "أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى ممن يمشي سويا على صراط مستقيم".