بسم الله الرحمن الرحيم
نسمع في المقاتل ان احد قتلة الامام الحسين عليه السلام انشغل بنور وجهه عن التفكير بقتله وقد يستغرب البعض ولا يستسيغ هذا القول او يحمله البعض على معان مجازية الا ان الحق ان نورا كان في وجه الحسين عليه السلام وقد ورد هذا المعنى كثيرا في الروايات منها ما رواه العلامة المجلسي في البحار عن المقداد بن الاسود الكندي أن النبي (صلى الله عليه وآله) خرج في طلب الحسن والحسين وقد خرجا من البيت... وأنا معه فقلت لفاطمة: ما منزلة الحسين ؟ قالت: إنه لما ولدت الحسن أمرني أبي أن لا ألبس ثوبا أجد فيه اللذة حتى أفطمه فأتاني أبي زائرا فنظر إلى الحسن وهو يمص الثدي فقال فطمته ؟ قلت: نعم، قال: إذا أحب علي الاشتمال، فلا تمنعيه فإني أرى في مقدم وجهك ضوءا ونورا وذلك أنك ستلدين حجة لهذا الخلق فلما تم شهر من حملي وجدت في سخنة فقلت لابي ذلك فدعا بكوز من ماء، فتكلم عليه وتفل عليه، وقال: اشربي، فشربت فطرد الله عني ما كنت أجد، وصرت في الاربعين من الايام فوجدت دبيبا في ظهري كدبيب النمل في
بين الجلدة والثوب فلم أزل على ذلك حتى تم الشهر الثاني، فوجدت الاضطراب والحركة فو الله لقد تحرك وأنا بعيد عن المطعم والمشرب، فعصمني الله كأني شربت لبنا حتى تمت الثلاثة أشهر وأنا أجد الزيادة، والخير في منزلي.
لما صرت في الاربعة آنس الله به وحشتي، ولزمت المسجد لا أبرح منه إلا لحاجة تظهرلي، فكنت في الزيادة والخفة في الظاهر والباطن حتى تمت الخمسة فلما صارت الستة كنت لا أحتاج في الليلة الظلماء إلى مصباح وجعلت أسمع إذا خلوت بنفسي في مصلاي التسبيح والتقديس في باطني...الحديث (1)
ويقول المحقق التستري حول الموضوع:
ومن الخصوصيات لنوره (ع): إن النور الذي كان يظهر على جبين الأمهات عند الحمل بأحد الأجداد للنبي (ص) وعلى جبين آمنة عند الحمل بالنبي (ص)، فإنما ذلك لعدم كون أنفسهن من هذه الأنوار فإذا حملته ظهر أثره في الجبهة، وأما إذا كانت الأم بذاتها من الأنوار، فلا وجه لظهور النور، ولا يظهر على الوجه بالخصوص نور زائد على ذلك، فلم يظهر على جبهة الزهراء (ع) حين حملها بالحسين (ع) نور زائد على نور وجهها المبارك، ولكن خصوصية الحسين (ع) إنها لما حملت بالحسين (ع) قال لها النبي (ص) " أني أرى في مقدم وجهك ضوء ونورا وستلدين حجة لهذا الخلق "، وقالت عليها السلام: " إني لما حملت به كنت لا أحتاج في الليلة الظلماء إلى مصباح " فخصوصية نور الحسين (ع) إنه يظهر على النور أيضا، ومن خصوصياته أيضا، إنه يغلب النور أيضا، ولذا قال من رآه صريعا وهو في الشمس نصف النهار حين قتله: والله لقد شغلني نور وجهه عن الفكرة في قتله.
ومن خصوصياته أيضا: إنه لا يحجبه حاجب، كما قال ذلك القائل: أني ما رأيت قتيلا مضمخا بدمه * أي التلطخ بالطيب وغيره والإكثار منه، أني ما رأيت مضمخا بالدم والتراب أنور وجها منه " فلم يحجب التراب والدم الذي علا على وجهه نوره الذي علا كل نور.(2)
بحار الأنوار / جزء 43 / صفحة [271]
الخصائص الحسينية ص7
تعليق