بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
قال الإمام علي عليه السلام :مَنْ ظَنَّ بِكَ خَيْراً فَصَدِّقْ ظَنَّهُ
لاَ تَظُنَّنَّ بِكَلِمَة خَرَجَتْ مِنْ أَحَدٍ سَوءاً وَأَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي الْخَيْرِ مُحْتَمَلاً
: إن أول الكلام فيمن ظن بك خيرا فصدقه :
والمعنى أنه : من ظهر منه طيب كلام ومعاملة ، وجميل صحبة ومعاشرة ، وحسن خلقه معك ، فيجب أن لا تتهمه وتسوء به الظن ، وتقول مثلا كاذب في كلامه وأنه متملق وله حاجة عندي إذا قضاها فلا يعرفني بعد ، أو جاء يتقرب لي ليتمكن من غشي والضرر بي ، بل صدق ظنه وعامله كما يعملك وتلطف له بالمدارات وصدق كلامه وأحسن صحبتك معه .
ولكن الكلام : في كل حديث اللوحة ، يكون واسع ويشمل مطلق الظن .
لأن الفقرة الثانية : هي أنه لا تظن بكلمة خرجت من أحد ليس فقط ممن صحبك وحسن ظنه بك ، بل مطلق الناس لا تسوء بهم الظن لكلام ما وأنت يمكنك أن تجد له محمل خير واحتمال حسن .
وأنه أذا ضننت : بأحد خيرا فصدق أنه لا يصدر منه شر ، سواء في العلم و الظن ، بل التعاليم حتى بعمل وتصرف معين ، وإن كان في ظاهره بعض الشر ويمكن أن ترى له باطن خير ، واحتمال أنه له غرض حسن ، فهو لتصرفه الطيب يجب أن تصدق حسنه وخيره ، ولعله يريد غاية كريمة وهدف صالح ، كمن مثلا يحفر بئر أو يبني حائط في ملك الغير ، لا تسوء الظن بأنه يريد أن يرميك به ، أو أنه غاصب ، بل لعله عامل عند صاحب الملك أو معين له ، وكذا قالوا من قال : لا إله ، فلا تكفره ، بل أنتظر وتريث حتى يقول : إلا الله .
وهكذا نجد كثير من التصرفات : قد لا نرضى بها ، ولكن لو دققنا بها نرى أنه صاحبها محق ، فلا يحق سوء الظن ما دام هناك احتمال للخير .
والله سبحانه وتعالى : ذكر الظن بمعاني عدة ، فطالبنا في أحوال بحسن الظن ، وأن نصدقه حتى نجعله يقين ، وأنه نهى سبحانه عن ظن السوء بمن يتوقع منه الخير دائما وحرمه ، وحرم أمور مقاربه منه تدعوا إلى تنتقص وتعيب المؤمنين ، بل هي تكون سببا لسوء الظن كاللمز والغمز والتجسس والغيبة وما يماثلها من الخلق اللئيم والكلم الخبيث ، كما وسيأتي في آيات أخرى نهى فيها عن تصديق الفاسقين والمفسدين ومن لم يكن عندهم دين والتسليم لهم ما يتم التثبت .
وأما النهي عن بعض الظن : وهو أثم إن رتبنا عليه آثر معين ، سواء بسوء معاملة ، أو حكايته للآخرين ، بل حتى لو فكر ونية فيجب أن نتعوذ بالله من الشيطان منها وأن نصرفها عنا ونجعلها كالعدم .
قال الله سبحانه وتعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (12)يَا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) } الحجرات .
آيات كريمة: فيها معارف من الآداب الإسلامية العالية ، وهي تنهى عن السخرية والاستهزاء بين العباد سواء بين الأقوام أو الأفراد ، وهي تحرم اللمز والغمز وما يقاربه مما يعيب المسلمين والأصدقاء ، بل جعلهم كأنفسنا وإن الإنسان لا يعيب وينتقص نفسه ، لا في ظنه ولا أمام الآخرين فتنزل مرتبته وشأنه ويسخر به ، وجعل السخرية بهم والاستهزاء بهم من الفسوق بعد أيمان وظالم من لم يتب منه ، ويرجع لنفس الإنسان فيسخر بها نتيجة .
ثم ليس هذا فقط : بل الله سبحانه حرمه و أمرنا أن نجتنب الظن وكثرته ، لأنه بعض الظن أثم و ذنب ، لأنه قد لا يكون بحق وأنت تفكر بأن أخيك المؤمن سيء القول أو العقيدة أو العمل ، ولم تتيقن منه ذلك ، ولكن تحكم عليه حكم اليقين مع أنه محتمل ، وهذا من سوء الظن ، فيحرم ترتيب أثر عليه وحكايته للغير واغتيابه أو السخرية به وعيبه ولمزه وغمزه وغيرها مما ينتقص منه ، كما أنه يحسن أن نتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وما يريد أن يلقي بيينا من العداوة ، وندفع عنا ظن السوء ما دام هناك محتمل للخير منه .
كما حرم الله التجسس والغيبة : وجعلهما مثل أكل لحم الإنسان ، ومن يتجنبها أي السخرية والاستهزاء من اللمز والغمز وسوء الظن والتجسس والغيبة ، يكون متقي ومؤمن وله رضا الله طبعا ، ومن يدخل في أحدهما يكون ظالم وعليه أن يتوب ويتقي الله سبحانه من خبث فعله أو نيته وطويته ، وإلا يحشر مع الظالمين ولهم العذاب الشديد .
وفي آخر الأمر سبحانه : عرفنا أنه خلق الخلق من ذكر وأنثا وفي مختلف البلاد وجعلهم شعوب وقبائل ، لكي يتعارفوا بالحسنى وحسن الظن ، وأن يحافظوا على التقوى وعدم الدخول بينهم فيما نهى عنه من تعييب وانتقاص بعض الأفراد أو الأقوام والشعوب البعض الآخر ، بل يتعاملوا بما يجعلهم يتعارفوا بالمحبة والتقوى ، لا بالمباغضة وما يوجد التعدي والإحن وغيرها ممن يجعلهم متباعدين و لا يتعارفون ، ولا بالخير والصلاح والمحبة يتعاونون .
وهذا المعنى الكريم : استخدم الظن بما هو ظن بمعنى ترجيح طرف السوء والشر ، أو رفعه حتى اليقين ، والمفروض ما لم نتيقن شره ، أن نعدم وننزله تحت مرتبة الشك والوهم وأن لا نعتني به .
وهذا نفسه : أمر به أمير المؤمنين عليه السلام في الحديث أعلاه ، إذا أحتمل الخير فلا يحق سوء الظن
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
قال الإمام علي عليه السلام :مَنْ ظَنَّ بِكَ خَيْراً فَصَدِّقْ ظَنَّهُ
لاَ تَظُنَّنَّ بِكَلِمَة خَرَجَتْ مِنْ أَحَدٍ سَوءاً وَأَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي الْخَيْرِ مُحْتَمَلاً
: إن أول الكلام فيمن ظن بك خيرا فصدقه :
والمعنى أنه : من ظهر منه طيب كلام ومعاملة ، وجميل صحبة ومعاشرة ، وحسن خلقه معك ، فيجب أن لا تتهمه وتسوء به الظن ، وتقول مثلا كاذب في كلامه وأنه متملق وله حاجة عندي إذا قضاها فلا يعرفني بعد ، أو جاء يتقرب لي ليتمكن من غشي والضرر بي ، بل صدق ظنه وعامله كما يعملك وتلطف له بالمدارات وصدق كلامه وأحسن صحبتك معه .
ولكن الكلام : في كل حديث اللوحة ، يكون واسع ويشمل مطلق الظن .
لأن الفقرة الثانية : هي أنه لا تظن بكلمة خرجت من أحد ليس فقط ممن صحبك وحسن ظنه بك ، بل مطلق الناس لا تسوء بهم الظن لكلام ما وأنت يمكنك أن تجد له محمل خير واحتمال حسن .
وأنه أذا ضننت : بأحد خيرا فصدق أنه لا يصدر منه شر ، سواء في العلم و الظن ، بل التعاليم حتى بعمل وتصرف معين ، وإن كان في ظاهره بعض الشر ويمكن أن ترى له باطن خير ، واحتمال أنه له غرض حسن ، فهو لتصرفه الطيب يجب أن تصدق حسنه وخيره ، ولعله يريد غاية كريمة وهدف صالح ، كمن مثلا يحفر بئر أو يبني حائط في ملك الغير ، لا تسوء الظن بأنه يريد أن يرميك به ، أو أنه غاصب ، بل لعله عامل عند صاحب الملك أو معين له ، وكذا قالوا من قال : لا إله ، فلا تكفره ، بل أنتظر وتريث حتى يقول : إلا الله .
وهكذا نجد كثير من التصرفات : قد لا نرضى بها ، ولكن لو دققنا بها نرى أنه صاحبها محق ، فلا يحق سوء الظن ما دام هناك احتمال للخير .
والله سبحانه وتعالى : ذكر الظن بمعاني عدة ، فطالبنا في أحوال بحسن الظن ، وأن نصدقه حتى نجعله يقين ، وأنه نهى سبحانه عن ظن السوء بمن يتوقع منه الخير دائما وحرمه ، وحرم أمور مقاربه منه تدعوا إلى تنتقص وتعيب المؤمنين ، بل هي تكون سببا لسوء الظن كاللمز والغمز والتجسس والغيبة وما يماثلها من الخلق اللئيم والكلم الخبيث ، كما وسيأتي في آيات أخرى نهى فيها عن تصديق الفاسقين والمفسدين ومن لم يكن عندهم دين والتسليم لهم ما يتم التثبت .
وأما النهي عن بعض الظن : وهو أثم إن رتبنا عليه آثر معين ، سواء بسوء معاملة ، أو حكايته للآخرين ، بل حتى لو فكر ونية فيجب أن نتعوذ بالله من الشيطان منها وأن نصرفها عنا ونجعلها كالعدم .
قال الله سبحانه وتعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (12)يَا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) } الحجرات .
آيات كريمة: فيها معارف من الآداب الإسلامية العالية ، وهي تنهى عن السخرية والاستهزاء بين العباد سواء بين الأقوام أو الأفراد ، وهي تحرم اللمز والغمز وما يقاربه مما يعيب المسلمين والأصدقاء ، بل جعلهم كأنفسنا وإن الإنسان لا يعيب وينتقص نفسه ، لا في ظنه ولا أمام الآخرين فتنزل مرتبته وشأنه ويسخر به ، وجعل السخرية بهم والاستهزاء بهم من الفسوق بعد أيمان وظالم من لم يتب منه ، ويرجع لنفس الإنسان فيسخر بها نتيجة .
ثم ليس هذا فقط : بل الله سبحانه حرمه و أمرنا أن نجتنب الظن وكثرته ، لأنه بعض الظن أثم و ذنب ، لأنه قد لا يكون بحق وأنت تفكر بأن أخيك المؤمن سيء القول أو العقيدة أو العمل ، ولم تتيقن منه ذلك ، ولكن تحكم عليه حكم اليقين مع أنه محتمل ، وهذا من سوء الظن ، فيحرم ترتيب أثر عليه وحكايته للغير واغتيابه أو السخرية به وعيبه ولمزه وغمزه وغيرها مما ينتقص منه ، كما أنه يحسن أن نتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وما يريد أن يلقي بيينا من العداوة ، وندفع عنا ظن السوء ما دام هناك محتمل للخير منه .
كما حرم الله التجسس والغيبة : وجعلهما مثل أكل لحم الإنسان ، ومن يتجنبها أي السخرية والاستهزاء من اللمز والغمز وسوء الظن والتجسس والغيبة ، يكون متقي ومؤمن وله رضا الله طبعا ، ومن يدخل في أحدهما يكون ظالم وعليه أن يتوب ويتقي الله سبحانه من خبث فعله أو نيته وطويته ، وإلا يحشر مع الظالمين ولهم العذاب الشديد .
وفي آخر الأمر سبحانه : عرفنا أنه خلق الخلق من ذكر وأنثا وفي مختلف البلاد وجعلهم شعوب وقبائل ، لكي يتعارفوا بالحسنى وحسن الظن ، وأن يحافظوا على التقوى وعدم الدخول بينهم فيما نهى عنه من تعييب وانتقاص بعض الأفراد أو الأقوام والشعوب البعض الآخر ، بل يتعاملوا بما يجعلهم يتعارفوا بالمحبة والتقوى ، لا بالمباغضة وما يوجد التعدي والإحن وغيرها ممن يجعلهم متباعدين و لا يتعارفون ، ولا بالخير والصلاح والمحبة يتعاونون .
وهذا المعنى الكريم : استخدم الظن بما هو ظن بمعنى ترجيح طرف السوء والشر ، أو رفعه حتى اليقين ، والمفروض ما لم نتيقن شره ، أن نعدم وننزله تحت مرتبة الشك والوهم وأن لا نعتني به .
وهذا نفسه : أمر به أمير المؤمنين عليه السلام في الحديث أعلاه ، إذا أحتمل الخير فلا يحق سوء الظن
وأسال الله سبحانه : أن يرزقنا حسن الظن في الخير وبين الطيبين ، وأن نحلم ونصر ونتريث في معرفة حقائق توقع أو ظهور الشر من عباد الله أجمعين ، ومادام هناك محتملا يصلح لأن يرفعه أو يخفضه كلا حسبه في الجانبين ، فإنه أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .
تعليق