بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
عند ما ننظر الى الواقع الذي تعاني منه الأمة الإسلامية في هذا العصر، وعلى رأسها التفرق، والتشرذم، والاختلاف، والتباغض، والتناحر، والتدابر، نرى مردها يعود إلى التمر على أمر النبي عندما طلب دواة وكتف من أجل أن يكتب الهم كتاب فيه عصمت من الضلال والتيه ، أراد أن يبين من يقوم مقامه حتى يرجع اليه الناس عند حدوث الفتن ونزول الكوارث على الأمة، ويرضون بحكمه ، ويأتمرون بأمره ، وينتهوا بنهيه.
فقد أجمعت الأمة على أن النبي صلى الله عليه وآله قال : آتوني بدواة وكتف اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا .
فقد أخرج البخاري ومسلم وغيرهم من الحفاظ والرواة والمؤرخين مجمعين كلهم على صحة الواقعة
عندما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أحد أيامه الأخيرة، وقد اشتد به المرض، أراد أن يكتب وصيته الأخيرة بحضور ومشهد من أهل بيته وكبار الصحابة. وإليك ما حصل في ذلك اليوم كما يرويه لنا البخاري ومسلم في صحيحيهما بالإسناد إلى ابن عباس قال: (يوم الخميس وما يوم الخميس - ثم بكى حتى بل دمعه الحصى - اشتد برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجعه فقال: آتوني أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعدي. فتنازعوا، وما ينبغي عند نبي تنازع، وقالوا: ما شأنه، أهجر؟ استفهموه.
قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: دعوني، فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه) (1).
وفي رواية أخرى، قال ابن عباس: (لما حضر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: هلم أكتب لكم لا تضلون بعده. فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. فاختصموا، فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر. فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: قوموا. فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما خال بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم) (2).
بعد هذا يتبين أن سبب الضلال الأمة ونحرافها هو تلك الرزية التي جعلت من ابن عباس حبر الأمة يبكي حتى تبل دمعه الحصى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب مرض النبي ووفاته، ج 5 ص 511.
(2) صحيح مسلم، كتاب الوصية، باب ترك الوصية، ج 4 ص 171.
وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
عند ما ننظر الى الواقع الذي تعاني منه الأمة الإسلامية في هذا العصر، وعلى رأسها التفرق، والتشرذم، والاختلاف، والتباغض، والتناحر، والتدابر، نرى مردها يعود إلى التمر على أمر النبي عندما طلب دواة وكتف من أجل أن يكتب الهم كتاب فيه عصمت من الضلال والتيه ، أراد أن يبين من يقوم مقامه حتى يرجع اليه الناس عند حدوث الفتن ونزول الكوارث على الأمة، ويرضون بحكمه ، ويأتمرون بأمره ، وينتهوا بنهيه.
فقد أجمعت الأمة على أن النبي صلى الله عليه وآله قال : آتوني بدواة وكتف اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا .
فقد أخرج البخاري ومسلم وغيرهم من الحفاظ والرواة والمؤرخين مجمعين كلهم على صحة الواقعة
عندما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أحد أيامه الأخيرة، وقد اشتد به المرض، أراد أن يكتب وصيته الأخيرة بحضور ومشهد من أهل بيته وكبار الصحابة. وإليك ما حصل في ذلك اليوم كما يرويه لنا البخاري ومسلم في صحيحيهما بالإسناد إلى ابن عباس قال: (يوم الخميس وما يوم الخميس - ثم بكى حتى بل دمعه الحصى - اشتد برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجعه فقال: آتوني أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعدي. فتنازعوا، وما ينبغي عند نبي تنازع، وقالوا: ما شأنه، أهجر؟ استفهموه.
قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: دعوني، فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه) (1).
وفي رواية أخرى، قال ابن عباس: (لما حضر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: هلم أكتب لكم لا تضلون بعده. فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. فاختصموا، فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر. فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: قوموا. فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما خال بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم) (2).
بعد هذا يتبين أن سبب الضلال الأمة ونحرافها هو تلك الرزية التي جعلت من ابن عباس حبر الأمة يبكي حتى تبل دمعه الحصى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب مرض النبي ووفاته، ج 5 ص 511.
(2) صحيح مسلم، كتاب الوصية، باب ترك الوصية، ج 4 ص 171.
تعليق