الوعي هوية، والتفرد في الوعي مسؤولية تدرك مرتكزات البنى الأخرى بدقة، وتدرك ماهية التحولات الزمنية. ولا أدري كيف حكم بعض الفلاسفة والكتاب الغربيين بأن الإنسان كائن تاريخي لا يقدر على إدراك ماهية المستقبل، لكونه ليس كائنا مستقبليا. بينما التأريخ الإنساني حافل بقدرات تحتوي البعد المستقبلي، فيكون بها قادر على التكهن بالمستقبل والإيمان به، لأنه لا يشكل تأريخا لفعل فقط، بل تقويماً يمنحه القدرة على رؤية المستقبل، فلذلك نجد عدة اشتغالات في خطبة زينب (ع) تصل بنا لمرتكزات القراءة المستقبلية فاعتمدت أولا على العرض الاستفهامي:
أظننت...؟ أمن العدل...؟ وكيف يرى...؟ وكيف يرتجى...؟ وكيف يستبطأ...؟
ونجد أن عملية التخاطب المباشر جزء من إدراك جريء، دون أن تضع له ما يتوجه به الناس بألقاب الملك أو الخلافة، فنادته: يا يزيد، يابن الطلقاء، وخاطبته بضمائر متصلة أو مستترة...
وسعت إلى ذكر الجذر التكويني للهوية الإيمانية مثلاً: سوقك بنات رسول الله... أهل البيت... أهل الجنة... ذرية محمد... ذرية الرسول... عترته... لحمته... لتصل إلى اشتغال آخر هو الارتباط بالله سبحانه وتعالى من خلال مرتكز الدعاء:
{اللهم خذ لنا بحقنا وانتقم ممن ظلمنا} ....... { إلى الله المشتكى} ..... {ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب ويوجب لهم المزيد... هو حسبنا ونعم الوكيل} ...... وهناك بعض الاشتغالات ذات المضامين الفنية العالية، والدلالة الكاشفة عن بؤر تأويلية كبيرة مثل قولها: (وسيعلم من سول لك، ومكنك من رقاب المسلمين) فهناك خبرات ومصالح سولت ليزيد الفتك بآل الرسول، وهناك خيانات ممصلحة مكنته من رقاب المسلمين. فالمسألة ليست مسألة فرد جائر... لا... وإنما أصبحت امة ظالمة أو مثل قولها أني لاستصغر قدرك واستعظم تقريعك، واستكثر توبيخك، منحتها الاستمرارية المستقبلية ولم تجعلها مبوبة تحت سطوة الفعل الماضي ومن ثم نرى تلك الاشتغالات التي هي عبارة عن نبوءات مدروسة كقولها: (وتهتف بأشياخك ! زعمت انك تناديهم، فلتردن وشيكا موردهم، ولتردن انك شللت وبكمت، ولم تكن قلت ما قلت... وان اتخذتنا مغنما لتجدننا وشيكا مغرما... فو الله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك أمدنا...).
أظننت...؟ أمن العدل...؟ وكيف يرى...؟ وكيف يرتجى...؟ وكيف يستبطأ...؟
ونجد أن عملية التخاطب المباشر جزء من إدراك جريء، دون أن تضع له ما يتوجه به الناس بألقاب الملك أو الخلافة، فنادته: يا يزيد، يابن الطلقاء، وخاطبته بضمائر متصلة أو مستترة...
وسعت إلى ذكر الجذر التكويني للهوية الإيمانية مثلاً: سوقك بنات رسول الله... أهل البيت... أهل الجنة... ذرية محمد... ذرية الرسول... عترته... لحمته... لتصل إلى اشتغال آخر هو الارتباط بالله سبحانه وتعالى من خلال مرتكز الدعاء:
{اللهم خذ لنا بحقنا وانتقم ممن ظلمنا} ....... { إلى الله المشتكى} ..... {ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب ويوجب لهم المزيد... هو حسبنا ونعم الوكيل} ...... وهناك بعض الاشتغالات ذات المضامين الفنية العالية، والدلالة الكاشفة عن بؤر تأويلية كبيرة مثل قولها: (وسيعلم من سول لك، ومكنك من رقاب المسلمين) فهناك خبرات ومصالح سولت ليزيد الفتك بآل الرسول، وهناك خيانات ممصلحة مكنته من رقاب المسلمين. فالمسألة ليست مسألة فرد جائر... لا... وإنما أصبحت امة ظالمة أو مثل قولها أني لاستصغر قدرك واستعظم تقريعك، واستكثر توبيخك، منحتها الاستمرارية المستقبلية ولم تجعلها مبوبة تحت سطوة الفعل الماضي ومن ثم نرى تلك الاشتغالات التي هي عبارة عن نبوءات مدروسة كقولها: (وتهتف بأشياخك ! زعمت انك تناديهم، فلتردن وشيكا موردهم، ولتردن انك شللت وبكمت، ولم تكن قلت ما قلت... وان اتخذتنا مغنما لتجدننا وشيكا مغرما... فو الله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك أمدنا...).
تعليق