الشخصية المائلة إلى المثالية (وكذلك تسمى الشخصية القلقة) تحب محاسبة الناس على كل ما يصدر منهم من الأخطاء (أكان ذلك علنًا أم مكبوتًا في الأفكار التي تمر بالذهن)، وفي هذا إرهاق لصاحب الشخصية، إذ سيجد الشخص أناسًا يعادونه ويسبّونه ويحسدونه، فهل من السليم أن يغضب لكل تصرف ممن هم أصلاً يتعمدون إيذاءه ويتربصون به الدوائر؟ وهل السليم في هذ الحالة مجاملتهم وإظهار الود لهم والتلطف إليهم؟
إذًا تتحدد ردة الفعل المناسبة لذلك بحسب أمرين رئيسين: مستوى العلاقة مع الشخص، مستوى الفعل والنية المصاحبة.
لن أضع حلولاً، فلكل واحدٍ منا أسلوبه الخاص في التعامل مع مثل هذه الحالات، ولكن علينا أن نكون واعين باختلاف مستويات الأصدقاء، وباختلاف تصرفاتهم وطبائعهم، وقبل ذلك نحتاج وعيًا حقيقيًّا بمشاعرنا الداخلية وتصرفاتنا، هل تعكس تصرّفاتنا ما يدور بأنفسنا؟
“قبل أن نسامح بشكل حقيقي، يجب أن نعيَ أن العفوَ هو شفاء داخليّ وليس بالضرورة تصرّفا ظاهرًا، حتى نعي ذلك، سنواجه مقاومة داخليّة ترفض العفو والغفران للمسيئين.”
تعليق