بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
ظهر في هذا العصر الكثير ممن يدعي العرفان والوصول إلى الله تعالى والناس مبتلون كثيراً بهذا الأمر
إن هذه مصيبة المصائب وهو حديث ذو شجون!..
فالمشكلة أن العلوم التخصصية الأكاديمية كالطب والهندسة والفقه والأصول -كما نعلم- تحتاج إلى سنوات من التخصص ، والإنسان الذي هو أجنبي عن المادة يتبين من خلال كلامه أنه لا يفقه شيئاً في هذا العلم ، بينما في القضايا الأخلاقية باعتبار أن القضية قضية سلوكية والمعلومات فيها واضحة ، فالأمر لا يحتاج إلى مستوى أكاديمي متميز ، فنفس سهولة المادة تجعل البعض من الأدعياء من النساء والرجال يتصدون لهذا الأمر ، وخاصة بأن القضية فيها بعض المزايا من جمع المريدين وجمع الأموال وأمور أخرى أيضاً لا يحسن ذكرها ، وبالتالي كثر المدعون طوال التاريخ وليس فقط في هذا العصر..
ومع الأسف في هذا العصر باعتبار أن الناس - وخاصة في البلدان المترفة - وصلت إلى نهاية الترف ، حيث كل صور المتاع متاحة ، ومن هنا فالإنسان يرى نفسه أنه لازال ضائعا ولم يصل إلى بر الأمان ، وأنه يعيش حياة سرابية ، إذ جعل البيت مثلا هي الغاية فلما وصل إليها لم يجده شيئاً فوجد الله عنده فوفاه حسابه ، ولهذا إذا فتحت لهم كوة أو مجال لعالم الغيب وعالم الترقي الأخلاقي فإنهم يندفعون بسرعة ، فيأتي إنسان متطفل أو قاطع طريق ويسرق هؤلاء ويأخذهم إلى جهته..
وأما كيف نميز بين الصادق والمدعي ، فهنالك عدة علامات فاضحة لمثل هؤلاء منها:
أولاً: كثرة الدعاوى العريضة والمبالغة فيها..
فالذي يريد أن يأخذ بيد الآخرين ويؤثر فيهم ، فلا ينبغي أن يعتمد على أساليب ملتوية وغير متعارفة ، بل عليه أن يبث علومه في الناس ويدعوهم إلى الله عزوجل ولا يكن همه المريدين ، وقد ورد هذا المضمون الجميل في روايات أهل البيت (ع): (إياكم وهؤلاء الرؤساء الذين يترأّسون ، فوالله ما خفقت النّعال خلف رجل إلا هلك وأهلك)..أي أن الذي يريد أن يسمع أصوات من يطأ خلفه من الرجال وغيرهم ، فهذا علامة على أنه إنسان لا حقيقة له ، ولا يرجى منه نفع لدنيا فضلاً عن الآخرة .
والملاحظ - هذه الأيام وأنا أقول عن علم وشهادة حسية لا ظنية - هو الاتصال بالغيب عبر المنامات وعبر المكاشفات ، ونقل أوامر شرعية ، والادعاء بأخذ الكلام مباشرة من المعصوم الفلاني.. والقضية جداً خطيرة ، وحقيقة تصديق هؤلاء والسعي خلفهم والترويج لهم ومساعدتهم إعانة على هدم الدين..
ثانياً: الابتعاد عن خط الكتاب والسنة..
فالبعض قد يأتي بأمور مجانبة للشريعة.. ومن المعلوم أن الكتاب ما ترك شيئاً من الكليات ، وسنة أهل البيت (ع) ما تركت شيئاً في التفريعات ، فلماذا الاعتماد على أقوال لا أساس لها ممن هم لا يركن إليهم؟!..
ثالثاً: الخواء العلمي..فالذي كتب في الأخلاق أمثال النراقي والحر العاملي والفيض الكاشاني والسيد الإمام والشهيد مطهري رضوان الله عليهم ، هؤلاء كانوا علماء ولم يكتبوا في العرفان والأخلاق من فراغ ، فقد درسوا الفقه والأصول والرجال والحديث.. أما أن يأتي إنسان من عامة الناس -كما هو الملاحظ هذه الأيام- ليس له من العلم شيئاً ، ولا يفقه أوليات الشريعة في الفقه ، ويريد أن يكون قدوة للعارفين كما يقولون.. فهذا أمر غير مقبول أبداً!..
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
ظهر في هذا العصر الكثير ممن يدعي العرفان والوصول إلى الله تعالى والناس مبتلون كثيراً بهذا الأمر
إن هذه مصيبة المصائب وهو حديث ذو شجون!..
فالمشكلة أن العلوم التخصصية الأكاديمية كالطب والهندسة والفقه والأصول -كما نعلم- تحتاج إلى سنوات من التخصص ، والإنسان الذي هو أجنبي عن المادة يتبين من خلال كلامه أنه لا يفقه شيئاً في هذا العلم ، بينما في القضايا الأخلاقية باعتبار أن القضية قضية سلوكية والمعلومات فيها واضحة ، فالأمر لا يحتاج إلى مستوى أكاديمي متميز ، فنفس سهولة المادة تجعل البعض من الأدعياء من النساء والرجال يتصدون لهذا الأمر ، وخاصة بأن القضية فيها بعض المزايا من جمع المريدين وجمع الأموال وأمور أخرى أيضاً لا يحسن ذكرها ، وبالتالي كثر المدعون طوال التاريخ وليس فقط في هذا العصر..
ومع الأسف في هذا العصر باعتبار أن الناس - وخاصة في البلدان المترفة - وصلت إلى نهاية الترف ، حيث كل صور المتاع متاحة ، ومن هنا فالإنسان يرى نفسه أنه لازال ضائعا ولم يصل إلى بر الأمان ، وأنه يعيش حياة سرابية ، إذ جعل البيت مثلا هي الغاية فلما وصل إليها لم يجده شيئاً فوجد الله عنده فوفاه حسابه ، ولهذا إذا فتحت لهم كوة أو مجال لعالم الغيب وعالم الترقي الأخلاقي فإنهم يندفعون بسرعة ، فيأتي إنسان متطفل أو قاطع طريق ويسرق هؤلاء ويأخذهم إلى جهته..
وأما كيف نميز بين الصادق والمدعي ، فهنالك عدة علامات فاضحة لمثل هؤلاء منها:
أولاً: كثرة الدعاوى العريضة والمبالغة فيها..
فالذي يريد أن يأخذ بيد الآخرين ويؤثر فيهم ، فلا ينبغي أن يعتمد على أساليب ملتوية وغير متعارفة ، بل عليه أن يبث علومه في الناس ويدعوهم إلى الله عزوجل ولا يكن همه المريدين ، وقد ورد هذا المضمون الجميل في روايات أهل البيت (ع): (إياكم وهؤلاء الرؤساء الذين يترأّسون ، فوالله ما خفقت النّعال خلف رجل إلا هلك وأهلك)..أي أن الذي يريد أن يسمع أصوات من يطأ خلفه من الرجال وغيرهم ، فهذا علامة على أنه إنسان لا حقيقة له ، ولا يرجى منه نفع لدنيا فضلاً عن الآخرة .
والملاحظ - هذه الأيام وأنا أقول عن علم وشهادة حسية لا ظنية - هو الاتصال بالغيب عبر المنامات وعبر المكاشفات ، ونقل أوامر شرعية ، والادعاء بأخذ الكلام مباشرة من المعصوم الفلاني.. والقضية جداً خطيرة ، وحقيقة تصديق هؤلاء والسعي خلفهم والترويج لهم ومساعدتهم إعانة على هدم الدين..
ثانياً: الابتعاد عن خط الكتاب والسنة..
فالبعض قد يأتي بأمور مجانبة للشريعة.. ومن المعلوم أن الكتاب ما ترك شيئاً من الكليات ، وسنة أهل البيت (ع) ما تركت شيئاً في التفريعات ، فلماذا الاعتماد على أقوال لا أساس لها ممن هم لا يركن إليهم؟!..
ثالثاً: الخواء العلمي..فالذي كتب في الأخلاق أمثال النراقي والحر العاملي والفيض الكاشاني والسيد الإمام والشهيد مطهري رضوان الله عليهم ، هؤلاء كانوا علماء ولم يكتبوا في العرفان والأخلاق من فراغ ، فقد درسوا الفقه والأصول والرجال والحديث.. أما أن يأتي إنسان من عامة الناس -كما هو الملاحظ هذه الأيام- ليس له من العلم شيئاً ، ولا يفقه أوليات الشريعة في الفقه ، ويريد أن يكون قدوة للعارفين كما يقولون.. فهذا أمر غير مقبول أبداً!..
سماحة الشيخ حبيب الكاظمي
تعليق