بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا مانسمع ان الكلام من فضة والسكوت من ذهب فما معنى ذلك ؟
وهل هذا يكون في كل المواقف ام في موقف دون موقف لان الحديث المروي عن الرسول الاعظم صلى الله عليه واله يقول (السكوت ذهب والكلام فضة) وهو مطلق .فلكل من الذهب والفضة قيمة، ولكن الذهب أغلى من الفضة كما هو معلوم، وقد لوحظ ذلك في الأحكام الشرعية أيضاً، فدية المرء المسلم -مثلاً-هي ألف دينار من الذهب أو عشرة آلاف درهم فضة.هذا الحديث الشريف يجعل النسبة بين الكلام والسكوت كالنسبة بين الفضة والذهب، فكما أن للفضة قيمة وللذهب قيمة ولكن قيمة الذهب أغلى فكذلك يمكن مقارنة السكوت إلى الكلام.تارة يكون الكلام واجباً، ولا شك أن السكوت غير مفضّل عليه في مثل هذه الحالة، ومثاله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتارة يكون السكوت واجباً ويأثم الإنسان بتركه، كما لو أدى الكلام إلى قتل النفس المحترمة، وفي مثل هذه الحالة يكون السكوت مفضلاً، بل لا يجوز الكلام. ومن الواضح أن الحديث الشريف غير ناظر إلى مثل هذه الموارد، بل هو يقرر حقيقة أخلاقية مفادها أن السكوت بنفسه -إذا لم تكن هناك مرجحات للكلام-خير وأغلى.
ويمكن توضيح الأمر بمثال مادي:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا مانسمع ان الكلام من فضة والسكوت من ذهب فما معنى ذلك ؟
وهل هذا يكون في كل المواقف ام في موقف دون موقف لان الحديث المروي عن الرسول الاعظم صلى الله عليه واله يقول (السكوت ذهب والكلام فضة) وهو مطلق .فلكل من الذهب والفضة قيمة، ولكن الذهب أغلى من الفضة كما هو معلوم، وقد لوحظ ذلك في الأحكام الشرعية أيضاً، فدية المرء المسلم -مثلاً-هي ألف دينار من الذهب أو عشرة آلاف درهم فضة.هذا الحديث الشريف يجعل النسبة بين الكلام والسكوت كالنسبة بين الفضة والذهب، فكما أن للفضة قيمة وللذهب قيمة ولكن قيمة الذهب أغلى فكذلك يمكن مقارنة السكوت إلى الكلام.تارة يكون الكلام واجباً، ولا شك أن السكوت غير مفضّل عليه في مثل هذه الحالة، ومثاله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتارة يكون السكوت واجباً ويأثم الإنسان بتركه، كما لو أدى الكلام إلى قتل النفس المحترمة، وفي مثل هذه الحالة يكون السكوت مفضلاً، بل لا يجوز الكلام. ومن الواضح أن الحديث الشريف غير ناظر إلى مثل هذه الموارد، بل هو يقرر حقيقة أخلاقية مفادها أن السكوت بنفسه -إذا لم تكن هناك مرجحات للكلام-خير وأغلى.
لو قلنا إن الأرز أغلى من القمح فإن ذلك لا يعني أنه كذلك في كل الظروف والأحوال، وبالنسبة لكلّ الأشخاص، ولكنا مع ذلك نقول: إن الأرز أغلى من القمح لأن هذا هو الغالب.إذن المقصود من الحديث الشريف أن السكوت النافع أغلى من الكلام ، ما لم يكن هناك مرجّح لأحدهما على الآخر.روي أيضاً: (إذا رأيتم المۆمن صموتاً فادنوا منه، فإنه يُلقّى الحكمة). والصموت مبالغة صامت أي كثير الصمت. والحكمة أغلى شيء في حياة الإنسان.وهذا الحديث الشريف يكشف أن الحكمة تأتي في الغالب من الصمت أكثر من الكلام، لأن الحكمة وليدة التأمل والتدبّر والتعقّل، وهذه كلها تتحقق في الصمت والسكوت.والأحاديث في هذا المجال عديدة، وهي يُفسّر بعضها بعضاً، ومنها الأحاديث التي تنهى الإنسان عن التكلم فيما لا يعنيه، قال رسول الله " صلى الله عليه وآله": (من حسن اسلام المرء تركه الكلام فيما لا يعنيه)، أي إن على المرء أن يفكر في الكلام قبل أن يطلقه هل يعود عليه بالنفع أم لا؟! فإن لم يعد عليه بالنفع فليختر السكوت، وليتخلَّ عما كان يريد قوله
عن الإمام علي " سلام الله عليه" أنه قال: (لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه)
نضرب لذلك مثلاً مادياً أيضاً، لأن الأمثلة المادية تقرب المعنويات إلى الأذهان، والإنسان بطبعه يحس بالماديات أكثر:لو خيّر إنسان محتاج من الناحية المادية بين أمرين: الحضور في ساحة والتكلم فيها لقاء دينار مثلاً، أو البقاء ساكتاً لقاء دينارين، فأيهما سيختار؟ لا شك أنه سيختار الثاني لأنه أنفع له وأكثر ربحاً.