ما هو الواجب على الأباء أتجاه الأبناء
بسم الله الرحمن الرحيم
وأفضل الصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
تحدثنا في مواضيع كثيرة عن حقوق الوالدين ووجوب برهما وطاعتهما وعليه لابد من بيان ما يجب على الوالد للولد من حق ، فقد أوجب الله للأولاد حقوق حتى من قبل الولادة وذلك من اختيار الأم الصالحة وغيرها ، حيث إن الآثار التي تلحق بالأولاد راجعة بعضها إلى عامل الوراثة فالبيئة والوراثة لها إنعكاسات واضحة في سلوكيات الفرد . فقد أثبت الواقع الأجتماعي والواقع العلمي بدراسته المستفيضة بأن للوراثة والمحيط الأجتماعي الأثر الحاسم في تكوين الطفل ونشوئه ، وانعكاسات الوراثة والمحيط عليه في جميع جوانبه الجسدية والنفسية فأغلب الصفات تنتقل من الآباء والأمهات والأجداد إلى الأبناء كالذكاء والأضطراب السلوكي
اختيار الأم الصالحة :
فلهذا راعى الإسلام مسألة اختيار الأزواج وأولها عناية خاصة ، حتى لا تكون الوراثة سبب في تعاسة وشقاء الابناء والوالدين فلهذا نجد الرسول صلى الله عليه وآله
( اختاروا لنطفكم ؛ فإن الخال أحد الضجيعين )
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( اختاروا لنطفكم ؛ فإن العرق دساس ) ،
فهو أمر للطرفين ؛ بأن يختار الرجل المرأة الحسنة وتختار المرأة الرجل المناسب لكي لا يتأثر الطفل بعامل الوراثة ..
ويقول النبي (صلى الله عليه وآله) مُحذراً: (إياكم وخضراء الدّمن)، قيل: يا رسول الله وما خضراء الدّمن؟
قال: ( المرأة الحسناء في منبت السّوء ).
كذلك حذرت السنّة المطهّرة من المرأة الحمقاء، تلك التي لا تُحسن التصرف؛ لضعفٍ مستحكم في عقلها، وكشفت عن الآثار السلبية التي تُصيب الأبناء من جراء الاقتران بالمرأة الحمقاء، فالحديث النبوي يقول: (إياكم وتزوج الحمقاء، فإنّ صحبتها بلاء، وولدها ضياع).
وقد فعل ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام ) عندما قال لأخيه عقيل
(عليه السلام) وكان عالماً بأخبار العرب وأنسابها
: (أبغني امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب، لأتزوجها، فتلد لي غلاماً فارساً.
فقال له: أين أنت عن فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية، فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس.
* اختيار المرضعة العفيفة:
وقد ذكر الفقهاء أنه يستحبّ أن يختار لرضاع الأولاد المسلمة العاقلة العفيفة الوضيئة ذات الأوصاف الحسنة، فإنّ للّبن تأثيراً تامّاً في المرتضع؛ كما يشهد به الاختبار ونطقت به الأخبار والآثار، فعن الباقر
(عليه السلام ) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
(لا تسترضعوا الحمقاء والعمشاء فإنّ اللبن يعدي) .
* تحسين اسمه وأدبه وتعليمه:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (وَحَقُّ الْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ أَنْ يُحَسِّنَ اسْمَهُ، ويُحَسِّنَ أَدَبَهُ، ويُعَلِّمَهُ الْقُرْآنَ) .
وقال الإمام الصادق (عليه السلام ): (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حق الولد على والده إذا كان ذكراً، أن يستفره أمه (يستفره في الموضعين أي: يستكرم أمه ولا يدعو بالسب لأمه واللعن والفحش)، ويستحسن اسمه، ويعلمه كتاب الله، ويطهره، ويعلمه السباحة. وإذا كانت أنثى أن يستفره أمها، ويستحسن اسمها، ويعلمها سورة النور، ولا يعلمها سورة يوسف، ولا ينزلها الغرف، ويعجل سراحها إلى بيت زوجها، أما إذا سميتها فاطمة فلا تسبها ولا تلعنها ولا تضربها) .
وقال الإمام زين العابدين (عليه السلام):
(وأما حق ولدك، فأن تعلم أنّه منك، ومضافٌ إليك في عاجل الدنيا بخيره وشرّه، وأنك مسؤول عما ولّيته من حسن الأدب والدلالة على ربّه، والمعونة له على طاعته فيك وفي نفسك، فمثابٌ على ذلك ومعاقب، فاعمل في أمره عمل المتزين بحسن أثره عليه في عاجل الدنيا، المعذّر إلى ربِّه فيما بينك وبينه بحسن القيام عليه والأخذ له منه) .
وقال الإمام الصادق (عليه السلام ): (تجب للولد على والده، ثلاث خصال:
(اختيار والدته، وتحسين اسمه، والمبالغة في تأديبه ).
تعليق