بسم الله الرحمن الرحيم
من كتاب الغنية: أنّ الحسين قال: «دخلتُ على جدّي رسول الله وعنده أُبَيّ بن كعب، فقال لي رسولُ الله : مرحباً بك يا أبا عبد الله، يا زَينَ السماوات والأرض. فقال له أُبيُّ بن كعب: كيف يكون يا رسولَ الله زينَ السماوات والأرض أحدٌ غيرك؟!
فقال له: يا أُبيّ، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً، إنّ الحسين بن عليّ كرامتُه في الأرض، وإنّه مكتوبٌ عن يمين العرش: مصباح هادٍ وسفينة نجاة، وإمامٌ غير وَهن، وعزٌّ وفخر، وبحرُ علمٍ وذخر، كيف لا يكون كذلك وإنّ الله ركّب في صُلبه نطفةً طيّبةً مبارَكةً زكيّة، مِن قبل أن يكون مخلوقٌ في الأرحام، أو يجري ما في الأصلاب، أو يكون ليلٌ ونهار؟! ولقد لُقّن دعواتٍ ما يدعو بهنّ مخلوقٌ إلّا حشره الله معه، وكان شفيعَه في الآخرة، وفرَّجَ اللهُ عنه كَربَه، وقضى دَينَه، ويسّرَ أمرَه، وأوضحَ سبيلَه، وقوّاه على عدوِّه، ولم يُهتَكْ له سترُه.
فقال أُبي: وما هذه الدعوات يا رسول الله؟ فقال: تقول إذا فرغتَ من صلاتك وأنت قاعد:
اللّهمّ إنّي أسألك بكلماتك، ومَعاقِدِ عرشِك، وسُكّانِ سماواتك وأرضِك، وأنبيائك ورُسُلك، أن تستجيبَ لي، فقد رَهِقَني مِن أمري عُسر، فأسألك أن تصلّيَ على محمّدٍ وآل محمّد، وأن تجعلَ لي مِن عُسري يُسراً.
فإنّ الله يسهّل أمرَك، ويشرح لك صدرك، ويلقّنك شهادةَ أن لا إله إلّا الله عند خروج نفسك. فقال أُبي: يا رسول الله، فما هذه النطفة الّتي في صُلب حبيبي الحسين ؟
قال: مثَلُ هذه النطفة كمثل القمر، وهي نطفة بنين وبنات، يكون مَن اتَّبَعه رَشد، ومَن ضلَّ عنه هوى.
قال: فما اسمُه وما دعاؤه؟ قال: اسمه علي، ودعاؤه هذا:
يا دائمُ يا ديّوم، يا حيُّ يا قيّوم، يا كاشف الغمّ يا فارِجَ الهمّ، ويا باعث الرُّسُل ويا صادق الوعد. اللّهمّ إن كان لي عندَك رِضوانٌ ووُد، فاغفر لي ولمَن تَبِعني من إخواني وشيعتي وطيِّبِ ما في صُلبي، برحمتك يا أرحم الراحمين.
فمن دعا بهذا الدعاء، حشره الله مع عليّ بن الحسين ، وكان قائدَه إلى الجنّة»1.
وارجو ان لا تنسوني ووالدي في دعائكم.
1. حكاه الشيخ الصدوق في كتابه عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 62 ح 29 باب في قول النبي : الأئمة اثنا عشر، وكذا في كتابه كمال الدين وتمام النعمة: 264 ـ 265 ح 11 باب نصّ النبي صلى الله عليه وآله على القائم عليه السلام، وحكاه عنهما الشيخ المجلسي في بحار الأنوار 36: 204 ـ 205 باب كتاب أنزله الله تعالى على رسول الله صلى الله عليه وآله قبل أن يأتيه الموت.
تعليق