إذا أمعنت النظر إلى مريم
بنت حي الطابوق بسيهات
فإنك لن ترى سوى
فتاة نحيفة سمراء ، استولى عليها الحزن
وحفرت ملامحها الوحدة
وهي مع ذلك تحاول أن تجد قارب نجاة
تعبر من خلاله صعاب كثيرة
زخرت بها حياتها ، التي كان لا بد لها أن تعيشها
لأنها حين وُلدت .. وجدت نفسها تعيش هذه الظروف
سواء شاءت ذلك أم لا..
نعم إنها مريم
وجه إذا تأملته جيداً
ستجد من حولك كثيرات مثلها عايشن ما عانته مريم
ولكن .. كل مريم كان لها صراعها الخاص مع الحياة ..
ومع هذه المريم التي تناولت هواجسها هذه الرواية ..
كانت هناك حياة طويلة ممتدة تنتظرها بتحد وعناد
ومن هنا .. توالت على قلب مريم الأحداث.
مقدمة
كانت روحي تحلق بعيداً في خيالات شتى ، ونفسي تحدثني :
لا يزال حب الكتب يقودك نحو السفر!
ها قد شددت حقيبة السفر تلبية لهذه الحاجة النهمة ، ووجدت نفسك هنا، تنظر للناس من حولك وتستشعر قصصهم المختبئة خلف ابتساماتهم ، أيقضني من خيالاتي كأس عصير وضعه النادل أمامي على الطاولة ، قبضت على كأس عصير البرتقال الطازج وأنا أبتسم لابني محمد الذي رافقني في رحلتي ، كان هو من أصر على أن نتوقف في هذا المقهى لشرب العصير قبل أن نتوجه للمكتبة .
نظرت للناس الذين في المقهى وجدتهم تشغلهم أحاديث مختلفة ، ورغم أني شربت عصير البرتقال ألا أن كأس الماء لا يزال يغريني ، كأنني مريض سكر يدفعه مرضه للإكثار من السوائل ، وجدت التململ على وجه ابني "محمد" فوضعت يدي في يده وخطونا نحو الباب ، كانت التكلفة عالية لكأس العصير، لكنها لا توازي البهجةالتي زرعتها في نفس "محمد" ، إنني لا أقف أمام رغباته الطفولية ، بل أتصابى معه ، لعلي أستعيد صباي ، لعلي أعوض ما فقدته من تسلية بريئة في حياتي،ابتهج "محمد" بقطع الشيكولاتة التي أعطاه إياها العامل كهدية ، وخرجنا من المقهى والفرح يملأنا ،كان " محمد" مثلي تواقا لزيارة المكتبة ، فما انفك السؤال الملح يتكرر على لسانه :
- بابا متى نصل إلى المكتبة ؟
كان في ذهني أن اشترى مجلة علمية..
لكنني كعادتي استهوتني الكتب الجديدة المعروضة ، وقع نظري عليها فشدتني إليها
زرقاء واقعية ، ضممتهاإلى صدري بلهفة عارمة ، كانت روايات مغرية
وكعادتي لم التفت إلى الأسعار الغالية، أنه الاندفاع والحماس والعاطفة
الجياشة التي تدفعني في كل شيء ، ( بنات إيران.. ناهد..
رواية واقعية، اخترتها من بين روايات كثيرة، قرأت رواية بنات الرياض
و روايات لزينب حنفي ، ومازالت ذاكرتي تحتفظ بقصص سندريلا التي
كنت أقرأها على أمي حين كنت في الخامسة الابتدائية ، في مدرسة ابن
خلدون في "سيهات" ،بلدالبحر والعشق والحنان.
أصر " محمد" على شراء قلم ..
رأيت شخصين لهما ملامح تنتمي لوطني، بدا لي ممن يهتما بالشأن الأدبي ، يقبلون على الروايات الممنوعة في بلدي ،فكل شيء يعبق بروح أدب الحرية ممنوع هنا في بلدي ، لكنه مسموح الدخول به إذا كان على شكل كميات صغيرة، غريب هذا الوطن يقمع المواطن في الداخل، ولكن هل سيتمكن من السيطرة عليه خارج حدوده.. ؟!
عدت إلى الوطن ولكني ما برحت أن شددت حقيبة السفر من جديد ، في طريقي إلى مكة بدأت حروف رواية "مريم" تسرح في مخيلتي،هذه الرواية التي تراودني لتجعلني أحيى اجواء مدينة "سيهات" ، بكل ما فيها من جمال ، بيوتها وسكانها ، نسيمها وزحمة شوارعها ..
للحروف بقية ...
مع تحيات ابوعلي و أم عبد الله
بنت حي الطابوق بسيهات
فإنك لن ترى سوى
فتاة نحيفة سمراء ، استولى عليها الحزن
وحفرت ملامحها الوحدة
وهي مع ذلك تحاول أن تجد قارب نجاة
تعبر من خلاله صعاب كثيرة
زخرت بها حياتها ، التي كان لا بد لها أن تعيشها
لأنها حين وُلدت .. وجدت نفسها تعيش هذه الظروف
سواء شاءت ذلك أم لا..
نعم إنها مريم
وجه إذا تأملته جيداً
ستجد من حولك كثيرات مثلها عايشن ما عانته مريم
ولكن .. كل مريم كان لها صراعها الخاص مع الحياة ..
ومع هذه المريم التي تناولت هواجسها هذه الرواية ..
كانت هناك حياة طويلة ممتدة تنتظرها بتحد وعناد
ومن هنا .. توالت على قلب مريم الأحداث.
مقدمة
كانت روحي تحلق بعيداً في خيالات شتى ، ونفسي تحدثني :
لا يزال حب الكتب يقودك نحو السفر!
ها قد شددت حقيبة السفر تلبية لهذه الحاجة النهمة ، ووجدت نفسك هنا، تنظر للناس من حولك وتستشعر قصصهم المختبئة خلف ابتساماتهم ، أيقضني من خيالاتي كأس عصير وضعه النادل أمامي على الطاولة ، قبضت على كأس عصير البرتقال الطازج وأنا أبتسم لابني محمد الذي رافقني في رحلتي ، كان هو من أصر على أن نتوقف في هذا المقهى لشرب العصير قبل أن نتوجه للمكتبة .
نظرت للناس الذين في المقهى وجدتهم تشغلهم أحاديث مختلفة ، ورغم أني شربت عصير البرتقال ألا أن كأس الماء لا يزال يغريني ، كأنني مريض سكر يدفعه مرضه للإكثار من السوائل ، وجدت التململ على وجه ابني "محمد" فوضعت يدي في يده وخطونا نحو الباب ، كانت التكلفة عالية لكأس العصير، لكنها لا توازي البهجةالتي زرعتها في نفس "محمد" ، إنني لا أقف أمام رغباته الطفولية ، بل أتصابى معه ، لعلي أستعيد صباي ، لعلي أعوض ما فقدته من تسلية بريئة في حياتي،ابتهج "محمد" بقطع الشيكولاتة التي أعطاه إياها العامل كهدية ، وخرجنا من المقهى والفرح يملأنا ،كان " محمد" مثلي تواقا لزيارة المكتبة ، فما انفك السؤال الملح يتكرر على لسانه :
- بابا متى نصل إلى المكتبة ؟
كان في ذهني أن اشترى مجلة علمية..
لكنني كعادتي استهوتني الكتب الجديدة المعروضة ، وقع نظري عليها فشدتني إليها
زرقاء واقعية ، ضممتهاإلى صدري بلهفة عارمة ، كانت روايات مغرية
وكعادتي لم التفت إلى الأسعار الغالية، أنه الاندفاع والحماس والعاطفة
الجياشة التي تدفعني في كل شيء ، ( بنات إيران.. ناهد..
رواية واقعية، اخترتها من بين روايات كثيرة، قرأت رواية بنات الرياض
و روايات لزينب حنفي ، ومازالت ذاكرتي تحتفظ بقصص سندريلا التي
كنت أقرأها على أمي حين كنت في الخامسة الابتدائية ، في مدرسة ابن
خلدون في "سيهات" ،بلدالبحر والعشق والحنان.
أصر " محمد" على شراء قلم ..
رأيت شخصين لهما ملامح تنتمي لوطني، بدا لي ممن يهتما بالشأن الأدبي ، يقبلون على الروايات الممنوعة في بلدي ،فكل شيء يعبق بروح أدب الحرية ممنوع هنا في بلدي ، لكنه مسموح الدخول به إذا كان على شكل كميات صغيرة، غريب هذا الوطن يقمع المواطن في الداخل، ولكن هل سيتمكن من السيطرة عليه خارج حدوده.. ؟!
عدت إلى الوطن ولكني ما برحت أن شددت حقيبة السفر من جديد ، في طريقي إلى مكة بدأت حروف رواية "مريم" تسرح في مخيلتي،هذه الرواية التي تراودني لتجعلني أحيى اجواء مدينة "سيهات" ، بكل ما فيها من جمال ، بيوتها وسكانها ، نسيمها وزحمة شوارعها ..
للحروف بقية ...
مع تحيات ابوعلي و أم عبد الله
تعليق