بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على محمد وآلة الطيبين الطاهرين .
أقول فقد تواتر الروايات عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله أنه كان يؤكد على شراكة علي عليه السلام معه في مهمة الرسالة والتبليغ والدعوة وإرساله بسورة براءة أكبر واوضح دليل على ذلك ، فعندما أنزلت سورة براءة أمر الرسول ( صلى الله عليه وآله )أبا بكر أن يبلغ أول عشرة آيات من السورة إلى اهل مكة، وعندما توجه إلى مكة نزل جبرائيل عليه السلام من عند الله فقال : لن يبلغ عنك إلا أنت أو رجل منك (1)، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام على ناقته العضباء أو الجدعاء أثره فلحقه علي عليه السلام في العرج أو في مكان آخر حسب الروايات، وأخذ الكتاب منه وحج وبلغ وأذن وهذا ما أخرجه كثير من الأئمة والحفاظ من أهل السنة وقد بلغ حد التواتر .
وقد صح عند القوم أنه قال أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي .
وقد أوضح القرآن الكريم مهمة هارون حيث قال تعالى : ﴿ وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا *
قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى ﴾ 20 .
و قوله ( جل و علا ) :
﴿ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ ﴾ 21
﴿ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ... ﴾ 22
فالوزارة للنبوّة جعل إلهي، لذا فقوله (صلى الله عليه وآله): "أنت منّي بمنزلة هارون من موسى"، بمعنى الخلافة والوزارة والإمامة، وكون هارون وزيراً غير كونه نبيّاً.
وثبت عند القوم أنه ميزان الأعمال وقسيم الجنة والنار ، فعن ابن عباس قال : رسول الله صلى الله عليه وآله (( لو اجتمع الناس على حب علي بن ابي طالب لما خلق الله النار (2) .
وعن عبد الله بن عمر قال قال : ( صلى الله عليه وآله ) ( إذا كان يوم القيامة يقعد علي على الفردوس ، وهو جبل قد على الجنة وفوقه عرش رب العالمين ومن سفحه تتفجر أنهار الجنة وتتفرق في الجنان ، وعلى جالس على كرسي من نور تجري بين يديه التنسيم ، فلا يجوز أحد الصراط إلا من معه برائة بولايته وولاية أهل بيته يشرف على الجنة فيدخل محبه الجنة ومبغضيه النار (3) .
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) مسند أحمد ج 1 ص 3 و 151 و 230 و ج 3 ص 283، وتفسير الطبري ج 10 ص 46 و 47، وخصائص النسائي ص 20، ومستدرك الحاكم ج 3 ص 51، وكنز العمال ج 1 ص 246، ومجمع الزوائد ج 9 ص 119، وصحيح الترمذي ج 2 ص 183، وفي الدر المنثور ج 3 ص 209 رواه عن كثير من حفاظ الحديث،
(2) ـ أخرجه الخوارزمي في المناقب ص 67 ، والحنفي القندوزي في ينابيع المودة ج 2 ص 61
وقال رواه صاحب الفردوس .
(3) ـ أخرجه الجويني الشافعي في فرائد السمطين ج 1 ص 393 ، والخوارزمي في المناقب ص 71 .
تعليق