كانت طفلة تداعب عرائسها بجوار أمها وأختها وهي تستمع الى حديثهما لكنها لم تفهم حول ماذا يدور هذا الحديث تسألت وقالت : أماه ماهذا الحديث الذي تحدثي به أختي ؟!
أجابتها أختهاالكبرى : وما يهمك انت !
انه حديث خاص بيني وبين امي عندما تكبرين سوف تحدثك امي بمثل حديثي .
جلست صامتة وتسالت في نفسها لماذا للكبار حديث غير حديثنا ؟ وملابس وأحذية غير أحذيتنا؟!
آه كم اتمنى ان اكبر حتى يكون لي حديثاً خاص مثلهم . يارب متى ستجعلني كبيرة مثلهم .
وفي يوما من الأيام وبينما هي تلاعب عرائسها كالمعتاد جاءتها أمها وقالت لها :اليوم سوف اشتري لك عباءة جميلة وسوف نتدرب على كيفية الحجاب وايضاً الصلاة .
اثارت انتباهها هذه الكلمات التفتت الى أمها وقالت ولماذا يا أمي ؟
اجابتها أمها بصوتها الحنون : قريبا سوف تبلغين سن التكليف .
صمطت وحدثت نفسها سن التكليف ًماهو سن التكليف ؟
تذكرت ، نعم سمعت امي تحدث اختي عنه من قبل .هذا يعني انني أصبحت كبيرة
اهتزت فرحا ونادت أمها : أماه هل سأصبح كبيرة مثلكم ؟
احتضنتها أمها وقالت :نعم سوف تصبحين كبيرة وسوف يقبلك الله من بين عباده المؤمنين .
حقاً يا أمي .انا سعيدة جداً اخيراً سأصبح كبيرة .شكرا لك يا رب ان جعلتني اكبر .
وراحت تتعلم أمور العبادة والأخلاق الكريمة حتى جاء يوم تكليفها فعملت لها أمها حفلا صغيرا ليكون اول يوم تنظم فيه الى صفوف المكلفين وتسير في طريق البالغين المؤمنين .
سوف يكون هذا اليوم يوم عيدها لان الله ينظر لها نظرة اخرى كما ينظر الى أمها وجدتها.وهي أيضاً سوف تنظر لنفسها نظرة اخرى وتعمل على ان لايقع نظر الله عليها الا وهي في طاعته .
اختي المؤمنة عليك ان تكوني عونا لابنتك في هذا السن الذي باركه الله اذا ستقبل المرأة قبل الرجل بست سنوات فأوجب عليها الصلاة وهي عمود الدين ،والصيام الذي هو حصن الدين ،والحج الذي هو وفادة على الله هذا كله دليل على ان المرأة هي اليق من الرجل لتلقي الفضائل .
فالبلوغ شرف من الله اذا قبلها من الذاكرين يقول الامام علي بن الحسين عليه السلام في مناجاة الذاكرين (يامن ذكره شرف )
ايتها الام المسئولة لاتعيري انتباه لمن يقول انها مازالت صغيرة وعلينا معاملتها كالصبي الذي لما يبلغ .فالله هو من يسن القوانين الموافقة لطبيعة الانسان لا تتحكم فيها العواطف والهواء . فقبلي الى ابنتك هذه الوفادة على كما قبلتها انتي من قبل وسعي في تهذيبها بمايليق بهذه الوفادة
قال رسول الله صلوات الله عليه وآله : (من كانت له ابنة فأدبها وأحسن أدبها وعلمها فأحسن تعليمها فأوسع عليها من نعم الله التي عليه كانت له منعة وسترا من النار) كنز العمال
فلتكن ابنتك سترا لك من النار .
تعليق