بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
ان الرؤيا والمنامات قد اثبتها القران الكريم اولاً وسنة المعصومين ثانياً ، فقد تناول القران الكريم هذه المسألة بشكل واضح وناصع في عدد من اياته الكريمة :
1ـ (إذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِين) سورة يوسف الاية 4 ـ 5
2ـ (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) سورة يوسف الاية 36
3ـ (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ، قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ ( 44 )
وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ ( 46 )
قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ)
فالاياتان 4و5 توضح ان النبي يوسف (عليه السلام) اخبر اباه بانه راى في المنام مجموعة من الكواكب على عدد اخوته
وكذلك الشمس والقمر ، فكان تفسير وتاويل احد عشر كوكباً باخوته الاحد عشر والشمس والقمر بامه وابيه
والاية 36 توضح كيف فسر رؤيا اصحابه الذين كانوا معه في السجن وكيف اوضح لهم حالهم وكان تأويله في موضعه فحصل بذلك الاطمئنان والوثوق به والايات البقية تظهر براعة يوسف ومدى تسديد الله عز وجل له حتى صار بذلك موضع ثقة الملك والناس .
4ـ (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِين) سورة الصافات الاية 102
وهذه اية اخرى تبين لنا امراً مهما واختباراً شديداً فحيث ابراهيم امره الله تعالى ، ان يذبح ابنه اسماعيل فسلم اسماعيل لامر ربه عز وجل الى آخر القصة
5ـ (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا) سورة الفتح الاية 27
وهذه ايضاً من الايات المهمة التي تفيدنا في استنباط ومعرفة اهمية الرؤيا والمنام ، قال الكاظمي: قالوا إنّ اللَّه تعالى أرى نبيّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في المنام بالمدينة قبل أن يخرج إلى الحديبيّة أنّه وأصحابه دخلوا مكَّة آمنين قد حلقوا وقصّروا ، فقصّ الرّؤيا على أصحابه ففرحوا وحسبوا أنّ ذلك في عامهم ، فلما صدّوا عن البيت واستقرّ الأمر على الصلح ، قال بعضهم واللَّه ما حلقنا ولا قصّرنا ، ولا رأينا البيت ، فنزلت ، والمعنى أنّه صدقه في رؤياه ولم يكذبه تعالى اللَّه عن الكذب وعن كلّ قبيح..) مسالك الافهام: ج2،ص248
هذا تمام الكلام حول الرؤيا والمنام في آي القران الكريم ، وبعد ذلك يمكن ان نقول ان الرؤيا تنقسم على قسمين:
1ـ الرؤيا الواقعية التي لا تقبل الشك أبداً ولا سبيل للشيطان فيها وهي رؤيا الانبياء والاولياء اذ جاء في بعض الروايات (كان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كثير الرؤيا
ولا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح) اي ان كل مناماته صحيحة .
2ـ الرؤية التي يراها كل انسان فمنها ما تكون رؤيا صحيحة ولها أثر في الواقع وتخبر عن شيء ومنها اضغاث احلام والاعم الاغلب من هذا القبيل .
كتب عن علمائنا الاكارم قصص عديدة سجلت مناماتهم الصالحة وكيف تحققت ، فقد جمع السيد محمد الشيرازي مجموعة من المنامات في كتيب صغير وطبع في حياته وضع فيه المنامات التي رأى فيها الائمة (عليهم السلام)
فالنتيجة ان هنالك منامات صحيحة وصادقة واخرى تأتي من التفكر والخيال والحالات النفسية وخصوصاً اذا كان الانسان مشغول البال وكثير القلق وكذلك اذا نام متخوماً كما قالوا .
كما ان هنالك اقوال تنتشر بين الناس فيدعي احدهم صلته بالامام المعصوم وبين فترة واخرى يراه ، ومثل هذا الكلام ينتشر بين البسطاء من الناس وهكذا اشياء ، فاصل الرؤيا والمنام ليس فيه شيء او بأس وانما هنالك بعض من يدعي مثل هذه الامور اما عن طريق الاشتباه او متعمداً فيوقع الناس في شبه وضلالات متعددة .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
ان الرؤيا والمنامات قد اثبتها القران الكريم اولاً وسنة المعصومين ثانياً ، فقد تناول القران الكريم هذه المسألة بشكل واضح وناصع في عدد من اياته الكريمة :
1ـ (إذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِين) سورة يوسف الاية 4 ـ 5
2ـ (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) سورة يوسف الاية 36
3ـ (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ، قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ ( 44 )
وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ ( 46 )
قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ)
فالاياتان 4و5 توضح ان النبي يوسف (عليه السلام) اخبر اباه بانه راى في المنام مجموعة من الكواكب على عدد اخوته
وكذلك الشمس والقمر ، فكان تفسير وتاويل احد عشر كوكباً باخوته الاحد عشر والشمس والقمر بامه وابيه
والاية 36 توضح كيف فسر رؤيا اصحابه الذين كانوا معه في السجن وكيف اوضح لهم حالهم وكان تأويله في موضعه فحصل بذلك الاطمئنان والوثوق به والايات البقية تظهر براعة يوسف ومدى تسديد الله عز وجل له حتى صار بذلك موضع ثقة الملك والناس .
4ـ (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِين) سورة الصافات الاية 102
وهذه اية اخرى تبين لنا امراً مهما واختباراً شديداً فحيث ابراهيم امره الله تعالى ، ان يذبح ابنه اسماعيل فسلم اسماعيل لامر ربه عز وجل الى آخر القصة
5ـ (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا) سورة الفتح الاية 27
وهذه ايضاً من الايات المهمة التي تفيدنا في استنباط ومعرفة اهمية الرؤيا والمنام ، قال الكاظمي: قالوا إنّ اللَّه تعالى أرى نبيّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في المنام بالمدينة قبل أن يخرج إلى الحديبيّة أنّه وأصحابه دخلوا مكَّة آمنين قد حلقوا وقصّروا ، فقصّ الرّؤيا على أصحابه ففرحوا وحسبوا أنّ ذلك في عامهم ، فلما صدّوا عن البيت واستقرّ الأمر على الصلح ، قال بعضهم واللَّه ما حلقنا ولا قصّرنا ، ولا رأينا البيت ، فنزلت ، والمعنى أنّه صدقه في رؤياه ولم يكذبه تعالى اللَّه عن الكذب وعن كلّ قبيح..) مسالك الافهام: ج2،ص248
هذا تمام الكلام حول الرؤيا والمنام في آي القران الكريم ، وبعد ذلك يمكن ان نقول ان الرؤيا تنقسم على قسمين:
1ـ الرؤيا الواقعية التي لا تقبل الشك أبداً ولا سبيل للشيطان فيها وهي رؤيا الانبياء والاولياء اذ جاء في بعض الروايات (كان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كثير الرؤيا
ولا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح) اي ان كل مناماته صحيحة .
2ـ الرؤية التي يراها كل انسان فمنها ما تكون رؤيا صحيحة ولها أثر في الواقع وتخبر عن شيء ومنها اضغاث احلام والاعم الاغلب من هذا القبيل .
كتب عن علمائنا الاكارم قصص عديدة سجلت مناماتهم الصالحة وكيف تحققت ، فقد جمع السيد محمد الشيرازي مجموعة من المنامات في كتيب صغير وطبع في حياته وضع فيه المنامات التي رأى فيها الائمة (عليهم السلام)
فالنتيجة ان هنالك منامات صحيحة وصادقة واخرى تأتي من التفكر والخيال والحالات النفسية وخصوصاً اذا كان الانسان مشغول البال وكثير القلق وكذلك اذا نام متخوماً كما قالوا .
كما ان هنالك اقوال تنتشر بين الناس فيدعي احدهم صلته بالامام المعصوم وبين فترة واخرى يراه ، ومثل هذا الكلام ينتشر بين البسطاء من الناس وهكذا اشياء ، فاصل الرؤيا والمنام ليس فيه شيء او بأس وانما هنالك بعض من يدعي مثل هذه الامور اما عن طريق الاشتباه او متعمداً فيوقع الناس في شبه وضلالات متعددة .
تعليق