اللهم صل على محمد وآل محمد
بسمهِ تعالى :
هؤلاء ليسوا من المعصومين:بسمهِ تعالى :
وذكر المعترض في هذا المقام، روايات عن غير أهل البيت، عبرت بكلمة بنت النبي «صلى الله عليه وآله».. أو نحو ذلك.
وبما أن هؤلاء ليسوا من المعصومين، فلا معنى لإدراج قولهم في السنة المعصومة.
والنصوص المشار إليها هي التالية:
1 ـ عن انس بن مالك قال: لما ماتت رقيّة بنت النبي «صلى الله عليه وآله»، فبكت النساء عليها، فجاء عمر يضربهن بسوطه، فأخذ النبي «صلى الله عليه وآله» بيده، وقال: دعهن يبكين..
إلى أن قال: فبكت فاطمة، وهي على شفير القبر، فجعل النبي «صلى الله عليه وآله» يمسح الدمع من عينيها بطرف ثوبه([1]).
2 ـ روى أحمد في مسنده، عن أنس: أنه لمّا ماتت رقيّة بنت النبي «صلى الله عليه وآله» بضرب زوجها عثمان لعنه النبي خمس مرّات وقال: لا يتّبعنا أحد ألمّ بجاريته البارحة، لأجل أنّه ألمّ بجارية رقيّة، فرجع جماعة. وشكى عثمان بطنه ورجع، ولعنه جماعة حيث حرموا الصلاة عليها بسببه..([2]).
وأخذها عنه محمد طاهر القمّي في كتاب الأربعين([3]).
3 ـ وقال الشيخ عباس القمي «رحمه الله»: وتزوج علي «عليه السلام» أمامة ابنة زينب بعد وفاة فاطمة صلوات الله عليها بوصية منها، معللة بأنها تكون لولدها مثلها([4]).
ثم أوصته بأن يتزوّج أمامه بنت أختها زينب، وأن يتّخذ لها نعشاً([5]). وإن الزهراء «عليها السلام» قد أوصت بثلاث: أولها: أن يتزوج أمامة بنت أُختها زينب من أبي العاص ابن الربيع، وذلك لأنها ـ كما قالت «عليها السلام» ـ إنّها ابنة أُختي، وتحنو على ولدي([6]).
4 ـ وتزوج أمامة بنت أبي العاص ابن الربيع العبشمي بوصية من فاطمة صلوات الله عليها. ولذا كان يقول: أما تزويج أمامة فليس لي منه بد.
وأم أمامة هذه زينب بنت رسول الله «صلى الله عليه وآله».
وأمامة هي التي حملها رسول الله «صلى الله عليه وآله» في صلاة الظهر. وتوفي عن أربع: أمامة، وأمها زينب بنت النبي «صلى الله عليه وآله»([7]).
5 ـ روي: أن أمير المؤمنين «عليه السلام» دخل بفاطمة «عليها السلام» بعد وفاة أختها رقيّة زوجة عثمان بستة عشر يوماً. وذلك بعد رجوعه من بدر. وذلك لأيام خلت من شوّال([8]).
وانظر بدقة إلى لفظ «أختها» في الخبر فهل تجده يحتمل التأويل؟! أو يصح أن تكون مجازاً بلا علاقة ولا قرينة؟!([9]).
ونقول:
إن جميع هذه النصوص لا تفيده في إثبات ما يسعى لإثباته، وذلك لما يلي:
أولاً: قلنا أكثر من مرة: إن قول أنس، والشيخ عباس القمي، والشيخ جعفر النقدي، وكذلك قول الراوي لتاريخ زواج أمير المؤمنين بفاطمة الزهراء «عليهما السلام». إنما يعبرون عن رأيهم، وليس كلامهم كاشفاً عن قول المعصوم، ولا عن رضاه، ليصح إدراج أقوالهم في السنة المعصومة.
ثانياً: إذا ثبت بالدليل أن البنات ربائب، فلا بد من حمل كلام المعصومين «عليهم السلام» على أنه أريد به البنت بالتربية. لا البنت بالولادة. ولتكن معروفية هذا الأمر للناس القرينة الدالة على إرادة هذا المعنى، وأما العلاقة المسوغة لإرادته، فهي معرفة الناس بتربية النبي «صلى الله عليه وآله» وسلم للبنات خارجاً.
وبذلك يتضح أنه لا وقع لقول المعترض: إن لفظ «أختها» الوارد في الخبر لا يحتمل التأويل، أو لا يصح أن يكون مجازاً بلا علاقة ولا قرينة.
ثالثاً: قد شكك المعترض في أن يكون عثمان قد قتل رقية في نفس كتابه هذا، فكيف يستدل برواية تقر أمراً ينكره؟
([1]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه. ص 165 و166 عن مستدرك الوسائل ج2 ص 467 و468.
([2]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص 167 عن الصراط المستقيم ج3 ص 34.
([3]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص 167 عن الأربعين ص587.
([4]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص 168 عن الكنى والألقاب ج1 ص115.
([5]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص 168 عن بيت الأحزان ص 177.
([6]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص 168 عن البيومي، السيدة فاطمة الزهراء ص 176.
([7]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص 168 عن الأنوار العلوية للشيخ جعفر النقدي ص 433.
([8]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص 166/167 عن امالي الشيخ الطوسي ص 43 وراجع: وسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج20 ص240.
([9]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص167.