يقع البحث حول الدعاء والمناجاة مع الله. الدعاء والمناجاة مع الله هي حالة قبل أن تكون مجرد قول. وبما أنها تنبع من عمق روح الإنسان فإنها تعد من الفضائل، كما أن التوبة هي فضيلة أيضاً قبل أن تكون مجرد قول.
وبحث اليوم هو في الفوائد العظيمة للدعاء بحيث يعتبر استجابة الدعاء عند أصحاب القلوب الحية في مقابل هذه الفوائد لا شيء. ومن جملتها الحوار مع الله. والإنسان مهما كان مقدار حبه لله وارتباطه به تعالى ـ لا يشترط أن يكون عاشقاً لله ـ يجب أن تكون أحسن لذة لديه هي الدعاء. ومن هنا فان من لا يجد لذة في قراءة القرآن والدعاء والصلاة فيجب أن يعلم أنه في مصيبة كبيرة.
نقرأ في الروايات أن موسى (ع) ذهب للمناجاة فقال له رجل: قل لربك اني صاحب ذنوب كبيرة فلماذا لا يعذبني؟ وذهب موسى للمناجاة وعندما عزم على الرجوع خوطب: يا موسى لماذا لم توصل رسالة عبدي لي؟ فقال موسى: إلهي استحييت منك وأنت تعلم ماذا قال عبدك. فخوطب: يا موسى قل لعبدي لقد ابتليته بأعظم شيء ولكنه لم يلتفت إلى ذلك، قل له: لقد سلبت منه لذة دعائي ومناجاتي.
وتعتبر هذه الرواية عند علماء الأخلاق والعرفان وأهل القلوب الحية رواية أساسية. فالإنسان الذي ليس له مع الله مناجاة ليس شيئاً أصلاً. والإنسان الذي لا يجد لذة في قراءة القرآن والصلاة فهو مريض وصاحب قلب أسود، يقول القرآن:
(فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله).
ويل لذلك القلب الذي صار من أثر الذنوب والانشغال بهذه الدنيا قاسياً وللقلب الأسود علامات، وإحدى علاماته هي عدم الشعور باللذة حين الصلاة وقراءة القرآن.
ولذا فالفائدة الأولى للدعاء هي الحوار مع الله، التحدث إلى الله. ونضرب لذلك مثلاً: إذا أعطيت فرصة عشرة دقائق للقاء خاص مع الإمام قدس سره لكي تتحدث معه، فان قلبك سيحمل هم ذلك، وسوف لن تنام في تلك الليلة، وستكون تلك الدقائق ذات قيمة كبيرة لك.
إذ ستكرر الحديث حول ذلك أينما ذهبت. مع أن الإمام عبد من عبيد الله.
تعليق