زيـــــــــــــــــد المجنون والحسين (ع)
نقلتها بتصرف للضرورة النثرية سائلكم الدعــــــــــــــــــــــــــــــــــاء
إحبائي أخترتُ لكم عاشق نادر الوجود كان همه في الدنيا لقاء المعشوق ومهما كان ثمـــن اللقاء
الشخصية التي أخترتها يقال له زيــــد المجنون شخصية من مصر ولكنه ذو عقل سديد ورأي رشيد وأنما لقب بالمجنون لأنه أفحم كل لبيب وقطع حجة كل أريب وكان لايعي من الجواب ولايمل من الخطاب وفي ذات يوماً سمع بأخبار المتوكل العباسي الذ سعى بخراب بنيان قبر الحسين (ع) وحرث مكانه وأغراقه ، فعظم ذلك عليه وأشتد حزنه وتجدد مصابه بالحسين (ع)
فلما غلب عليه الجد والغرام بلقاء سيده الهمام خرج من ((مصر)) ماشياً هائماً على وجهه ، شاكياً وجده الى ربه متخطياً الصعاب والاهوال حتى وصل كربلاء
فراى القبر على حاله لم يتغير ولكن البنيان تهدم وكلما أجروا عليه الماء غار وحار وأستدار بقدرة الواحد القهار والعزيز الجبار ، فتعجب زيد المجنون وجاء الى حارث قبر الحسين (ع)والذي أمره المتوكل بحرث وخراب القبر وقال ياهذا بالله عليك تريث تريث .......... وتعجب الحارث من هذا الصوت الذي يناديه وقال في نفسه الا يخشى هذا الشيخ القتل من قبل جنود المتوكل وأقبل يمشي نحو زيد المجنون وقال له بتعجب من أين أقبلت ياهذا : قال من((مصر)) ٌقال من ((مصر مصر)) التي أعرفها قال نعم ,قال له : الا تخشى القتل فهنا بكى زيد وقال : والله عندما بلغني حرث قبر معشوقي الحسين (ع) هاج حزني ووجدي ولم أشتهي طعاماً ولا ألتذ شراباً ولا أستطيب رقاداً ولا أنس حميماً ولا أوي داراً ولاأسكن عُمراناً ولا ألبس ليناً ، فأنكب الحارث على وجهه باكياً يقبل أقدام زيـــد ويقول فداك أمي وأبي والله ما أن أقبلت عليّ أقبلت الرحمة أليّ وأستنار قلبي بنور الله ,واني والله آمنت بالله ورسوله وأن لي عشرين سنة أحرث هذه الارض وأخربها وأني متعجب كل العجب كلما أغرقت القبر بماء العلقمي أستدار الماء وغار وحار ولم تصل القبر قطرة ماء وكأني كنت في سكرٍ وقال يازيـد والله لقد أيقظتني من رقدتي وأرشدتني من غفلتي فقام وحل النيران وطرح الفدان ( النيران : هما الخشبتان اللتان في عنق الثور والفدان : هوالثور الذي يحرث ) وقال الآن سوف أمضي الى المتوكل ((بسرّ من راى )) وأعرفه بصورة الحال وقال له زيد وأنا سوف أتي معك وأساعدك على ذلك .
فلما دخل الحارث الى المتوكل وأخبره بما شاهد من برهاناً ومعاجز أستشاط المتوكل غيظاً وأزدا بغضاً لآل الرسول وأمر بقتل الحارث وصلبه ليكون عبرةٍ لمن أعتبر .
فحزن عليه زيد المجنون حزناً شديداً وعندما أنزله من الصلب ألقوه في مزبلة فجاءه زيد فغسله بماء دجلة وكفنه وصلى عليه ودفنه ، وبينما وهو على هذا الحال بانت جنازة محمولة على أعناق الرجال وقد نشرت لها الاعلام والرايات والناس من حولها أفواجٌ وجماعات ، وقال زيد في نفسه لعلها للمتوكل وهذه شارة الله بقتله للحارث وعندما أستفسر عن الجنازة قيل له هذه جنازة جارية المتوكل يقال لها ريحانة جارية سوداء حبشية وكان المتوكل يحبها حب شديداً ثم أنهم عملوا لها شأناً عظيما ودفنوها في قبر جديد وفرشوا عليها الورد والرياحين وبنوا عليها قبة عالية ، فلما نظر زيد الى ذلك أزدادت أشجانه وتصاعدت نيرانه وجعل يلطم على وجهه ويحثوا التراب عل رأسه ويقول ياويلاه وأسفاه عليك ياحسين وأنشد يقول
أيحرث بالطفـــــــــــــــ قبر الحســــــــــــــين ####### ويُعمر قبر بني الزانية
لعل بهم الزمـــــــــــان قــــــــــد يعـــــــــــود ####### ويأتي بدولتهم ثانيـــــة
ألا لعــــــــــــــن الله أهل الفســــــــــــــــــــاد ####### ومن يأمـــن بالدنية الفانية
وقيل أن زيد كتب هذه الابيات في ورقة وأرسلها مع أحد حُجاب المتوكل فلما سمع بها المتوكل وسمع من أخبار زيد ما قد يوجج عليه الشارع أشتد غيظه وأمر بأحضاره ودار بينه وبين المتوكل حوار طويل زاد من شدة غيظه وأمر بسجنه وحبسه .
ولما أسدل الليل خيوطه وهجع المتوكل واذا بهاتف رفسه برجله وقال له قم وأخرج زيد من حبسه وإلا أهلكك الله عاجلاً فقام المتوكل مفزوعاً وأخرج زيد من حبسه بنفسه وقال له أطلب ماتريد فقال له زيد أريد أعمار قير معشوقي الحسين (ع) ,وان لاتتعرض لزواره فأمر له بذلك فخرج زيد فرحاً مسروراً وجعل في البلدان يدور ويقول من أراد زيارة الحسين (ع) :
فلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه الامــــــــــــــــان طــــول الزمـــــــــــــــــــــــــــــان
فهنيئاً لك عشقك يازيد وجعلنا الله معك من العاشقين لمولانا الحسين عليه السلام .
أسالكم الدعاء
نقلتها بتصرف للضرورة النثرية سائلكم الدعــــــــــــــــــــــــــــــــــاء
إحبائي أخترتُ لكم عاشق نادر الوجود كان همه في الدنيا لقاء المعشوق ومهما كان ثمـــن اللقاء
الشخصية التي أخترتها يقال له زيــــد المجنون شخصية من مصر ولكنه ذو عقل سديد ورأي رشيد وأنما لقب بالمجنون لأنه أفحم كل لبيب وقطع حجة كل أريب وكان لايعي من الجواب ولايمل من الخطاب وفي ذات يوماً سمع بأخبار المتوكل العباسي الذ سعى بخراب بنيان قبر الحسين (ع) وحرث مكانه وأغراقه ، فعظم ذلك عليه وأشتد حزنه وتجدد مصابه بالحسين (ع)
فلما غلب عليه الجد والغرام بلقاء سيده الهمام خرج من ((مصر)) ماشياً هائماً على وجهه ، شاكياً وجده الى ربه متخطياً الصعاب والاهوال حتى وصل كربلاء
فراى القبر على حاله لم يتغير ولكن البنيان تهدم وكلما أجروا عليه الماء غار وحار وأستدار بقدرة الواحد القهار والعزيز الجبار ، فتعجب زيد المجنون وجاء الى حارث قبر الحسين (ع)والذي أمره المتوكل بحرث وخراب القبر وقال ياهذا بالله عليك تريث تريث .......... وتعجب الحارث من هذا الصوت الذي يناديه وقال في نفسه الا يخشى هذا الشيخ القتل من قبل جنود المتوكل وأقبل يمشي نحو زيد المجنون وقال له بتعجب من أين أقبلت ياهذا : قال من((مصر)) ٌقال من ((مصر مصر)) التي أعرفها قال نعم ,قال له : الا تخشى القتل فهنا بكى زيد وقال : والله عندما بلغني حرث قبر معشوقي الحسين (ع) هاج حزني ووجدي ولم أشتهي طعاماً ولا ألتذ شراباً ولا أستطيب رقاداً ولا أنس حميماً ولا أوي داراً ولاأسكن عُمراناً ولا ألبس ليناً ، فأنكب الحارث على وجهه باكياً يقبل أقدام زيـــد ويقول فداك أمي وأبي والله ما أن أقبلت عليّ أقبلت الرحمة أليّ وأستنار قلبي بنور الله ,واني والله آمنت بالله ورسوله وأن لي عشرين سنة أحرث هذه الارض وأخربها وأني متعجب كل العجب كلما أغرقت القبر بماء العلقمي أستدار الماء وغار وحار ولم تصل القبر قطرة ماء وكأني كنت في سكرٍ وقال يازيـد والله لقد أيقظتني من رقدتي وأرشدتني من غفلتي فقام وحل النيران وطرح الفدان ( النيران : هما الخشبتان اللتان في عنق الثور والفدان : هوالثور الذي يحرث ) وقال الآن سوف أمضي الى المتوكل ((بسرّ من راى )) وأعرفه بصورة الحال وقال له زيد وأنا سوف أتي معك وأساعدك على ذلك .
فلما دخل الحارث الى المتوكل وأخبره بما شاهد من برهاناً ومعاجز أستشاط المتوكل غيظاً وأزدا بغضاً لآل الرسول وأمر بقتل الحارث وصلبه ليكون عبرةٍ لمن أعتبر .
فحزن عليه زيد المجنون حزناً شديداً وعندما أنزله من الصلب ألقوه في مزبلة فجاءه زيد فغسله بماء دجلة وكفنه وصلى عليه ودفنه ، وبينما وهو على هذا الحال بانت جنازة محمولة على أعناق الرجال وقد نشرت لها الاعلام والرايات والناس من حولها أفواجٌ وجماعات ، وقال زيد في نفسه لعلها للمتوكل وهذه شارة الله بقتله للحارث وعندما أستفسر عن الجنازة قيل له هذه جنازة جارية المتوكل يقال لها ريحانة جارية سوداء حبشية وكان المتوكل يحبها حب شديداً ثم أنهم عملوا لها شأناً عظيما ودفنوها في قبر جديد وفرشوا عليها الورد والرياحين وبنوا عليها قبة عالية ، فلما نظر زيد الى ذلك أزدادت أشجانه وتصاعدت نيرانه وجعل يلطم على وجهه ويحثوا التراب عل رأسه ويقول ياويلاه وأسفاه عليك ياحسين وأنشد يقول
أيحرث بالطفـــــــــــــــ قبر الحســــــــــــــين ####### ويُعمر قبر بني الزانية
لعل بهم الزمـــــــــــان قــــــــــد يعـــــــــــود ####### ويأتي بدولتهم ثانيـــــة
ألا لعــــــــــــــن الله أهل الفســــــــــــــــــــاد ####### ومن يأمـــن بالدنية الفانية
وقيل أن زيد كتب هذه الابيات في ورقة وأرسلها مع أحد حُجاب المتوكل فلما سمع بها المتوكل وسمع من أخبار زيد ما قد يوجج عليه الشارع أشتد غيظه وأمر بأحضاره ودار بينه وبين المتوكل حوار طويل زاد من شدة غيظه وأمر بسجنه وحبسه .
ولما أسدل الليل خيوطه وهجع المتوكل واذا بهاتف رفسه برجله وقال له قم وأخرج زيد من حبسه وإلا أهلكك الله عاجلاً فقام المتوكل مفزوعاً وأخرج زيد من حبسه بنفسه وقال له أطلب ماتريد فقال له زيد أريد أعمار قير معشوقي الحسين (ع) ,وان لاتتعرض لزواره فأمر له بذلك فخرج زيد فرحاً مسروراً وجعل في البلدان يدور ويقول من أراد زيارة الحسين (ع) :
فلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه الامــــــــــــــــان طــــول الزمـــــــــــــــــــــــــــــان
فهنيئاً لك عشقك يازيد وجعلنا الله معك من العاشقين لمولانا الحسين عليه السلام .
أسالكم الدعاء
تعليق