إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اعجـاز القـران الـكـريم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اعجـاز القـران الـكـريم

    اللهم صل على محمد وآل محمد

    بسمهِ تعالى :


    اعجاز القرآن الكريم
    القرآن معجزةإن القرآن الكريم هو الكتاب السماوي الوحيد الذي أعلن - وبكل صراحة وقوة - أن احدا لا يتمكن من الاتيان بمثله، وحتى لو اجتمعت الإنس والجن، فلن يتمكنوا من ذلك(111)، بل إنهم لا يقدرون على الاتيان بعشر سور مثله(112)، بل حتى سورة واحدة قصيرة ذات سطر واحد(113). ومن ثم تحدى الجميع ودعاهم لمعارضته ومجاراته، واكد ذلك كثيرا في آياته وان عدم قدرتهم على مثل هذا العمل وعدم الاستجابة لهذا التحدي دليل على نسبة هذا الكتاب ورسالة النبي صلى الله عليه وآله لله تعالى(114).
    إذن فمما لا يقبل الشك والتردد أن هذا الكتاب الشريف قد حمل معه دعواه بنه معجزة، كما أن من جاء به عرضه للبشر كمعجزة خالدة، وبرهان قاطع على نبوته والى الابد، واليوم. وبعد مرور أربعة عشر قرنا، لا زال صدى هذا الصوت الإلهي يطرق أسماع الجميع، صباح مساء من خلال أجهزة الإعلام الصديقة والعدوة، ويتم الحجة عليهم.
    ومن جانب آخر، واجه نبي الاسلام من أول يوم من دعوته أعداء متشددين، وحاقدين، بذلوا كل جهودهم وقواهم، لمحاربة هذا الدين الإلهي، وبعد أن يئسوا من تأثير تهديداتهم وإغراءاتهم تآمروا على قتله واغتياله. ولكن فشلت هذه المؤامرة بتدبير من الله الحكيم بهجرته ليلا وسرا الى المدينة. وبعد هجرته قضى بقية عمره الشريف في حروب ومعارك عديدة مع المشركين وحلفائهم من اليهود. منذ وفاته وحتى اليوم حاول - ويحاول - منافقوا الداخل وأعداء الخارج إطفاء هذا النور الإلهي، وقد بذلوا كل جهودهم وقواهم في هذا المجال ولو كان يمكنهم الاتيان بكتاب مثل القرآن الكريم لفعلوا ذلك بون تردد.
    وفي العصر الحديث، حيث ترى كل القوى العظمى في العالم أن الاسلام هو العدو الاكبر الذي يتهدد سلطاتهم الظالمة، وأطماعهم الجهنمية والشيطانية، لذلك أخذوا - وبكل ما يملكون من قوة - في محاربته، مع تملكهم لكل القوى والامكانات المالية والعملية والسياسية والإعلامية، ولو كان يمكنهم مواجهة التحدي القرآني، وكتابة سطر واحد مشابه لإحدى السور القرآنية القصار لفعلوا ذلك، وعرضوه من خلال أجهزة إعلامهم العالمية، وذلك لأن مثل هذا العمل من أكثر الاعمال باطة، وأقلها مؤونة ونفقة، وأكثرها تأثيرا في مواجهة الإسلام والمنع من انتشاره وشيوعه.
    إذن. فكل انسان عاقل منصف يجزم - بعد التوجه لكل هذه الملاحظات - بن القرآن الكريم كتاب استثنائي لا يقبل التقليد والمحاكاة، ولا يمكن لأي فرد أو جماعة الإتيان بمثله مهما بذلت من جهود، وتلقت من تعليم وتدريب على ذلك، أي أنه يملك كل خصائص المعجزة (من كونه خارقا الهيا للعادة، وأنه لا يقبل التقليد والمحاكاة، وطرحه دليلا على صحة النبوة). ومن هنا فهو أفضل دليل قاطع على صدق دعوة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وعلى أن الدين الاسلامي المقدس على حق وان من أكبر النعم الالهية على الامة الاسلامية أن يكون هذا الكتاب الشريف قد نزل بصورة يبقى معها - والى الأبد - معجزة خالدة، وأن يملك في داخله الدليل على صدقه وصحته واعتباره. هذا الدليل الذي يكمن لأي فرد فهمه واستيعابه وتقبله دون احتياجه لتعلم وتخصص.
    عناصر الاعجاز في القرآن الكريمالآن، وبعد أن عرفنا - وبصورة مجملة - أن القرآن الكريم كلام إلهي معجز، نوضح اكثر بعض عناصر الاعجاز القرآنية.
    أ - فصاحة القرآن وبلاغته: إن أول عنصر من عناصر الاعجاز في القرآن الكريم هو فصحاته وبلاغته، أي أنه - تعالى - استخدم لعرض مقاصده - وفي كل موضوع - أعذب الألفاظ وأجملها، وأجود التراكيب سبكا واعتدالا واتقانا ووقعا، ومن خلال ذلك يوصل المعاني المقصودة للمخاطبين من خلال أفضل الأساليب واقربها للفهم، لا يتيسر اختيار أمثال هذه الألفاظ والتراكيب المتناسقة الملائمة للمعاني العالية والدقيقة إلا لمن كانت له إحاطة تامة بكل خصوصيات الألفاظ ودقائق المعاني، والعلاقات المتبادلة فيما بينها، ليمكنه اختيار أفضل الألفاظ والعبارات، مع ملاحظة كل أبعاد المعاني المقصودة وجوانبها، وملاحظة مقتضى الحال والمقام. ومثل هذه الاحاطة العلمية الشاملة لا يمكن توفرها في أي إنسان بون الاستعانة بالوحي والإلهام الإلهي.
    إن الجميع يدركون مدى ما يشتمل عليه القرآن الكريم، من أعذب الألحان الملكوتية والأنغام الخلابة، وإن كل العارفين باللغة العربية وفنون الفصاحة والبلاغة يلمسون سمو فصاحته وبلاغته.
    وأما التعرف على أنه معجزة في الفصاحة والبلاغة، فلا يتيسر إلا لاولئك الذين يملكون الخبرة والتخصص في فنون الكلام المختلفة، ومقارنة ما يتميز به القرآن الكريم مع سائر أنواع الكلام الفصيحة والبليغة، واختبار قدراتهم بالقياس معه. ومثل هذه المهمة لا يقوم بها إلا الشعراء والبلغاء العرب، وذلك لأن أعظم ما كان يتميز به العرب من فن في عصر نزول القرآن هو البلاغة والأدب، اذ بلغ ذروته آنذاك وكانوا ينتخبون بعض القصائد والأشعار - بعد نقدها وتقييمها أدبيا - كأفضل المنجزات الفنية والأدبية. والملاحظ أن الحكمة والعناية الإلهية تقتضي أن تكون معجزة كل نبي متلائمة مع العلم والفن الشائع في ذلك الزمان، حتى يدرك جيد امتيازها وتفوقها المعجز على كل المحاولات والمنجزات البشرية، كما ذكر ذلك الإمام الهادي عليه السلام في جوابه لابن السكيت عندما سأله: (لماذا بعث الله موسى بن عمران عليه السلام بالعصا ويده البيضاء وآلة السحر؟ وبعث عيسى بآلة الطب؟ وبعث محمدا - صلى الله عليه وعلى جميع الانبياء - بالكلام والخطب؟)
    فقال الإمام عليه السلام:
    (إن الله لما بعث موسى عليه السلام كان الغالب على أهل عصره السحر، فأتاهم من عند الله بما لم يكن في وسعهم مثله، وما أبطل به سحرهم، وأثبت به الحجة عليهم. وإن الله بعث عيسى عليه السلام في وقت قد ظهرت فيه الزمانات، واحتاج الناس الى الطب، فأتاهم من عند الله بما لم يكن عندهم مثله، وبما أحيى لهم الموتى، وأبرأ الاكمه والأبرص بإذن الله، وأثبت به الحجة عليهم. وان الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله في وقت كان الغالب على أهل عصره الخطب والكلام فأتاهم من عند الله من مواعظه وحكمه ما أبطل به قولهم، وأثبت به الحجة عليهم)
    (115).
    أجل لقد شهد بلغاء العرب آنذاك - أمثال الوليد بن المغيرة المخزومي، وعتبة بن ربيعة، والطفيل بن عمرو - بان القرآن بلغ الغاية في فصاحته وبلاغته وبتفوقه على ارقى النتاجات الادبية والبلاغية البشرية
    (116) وبعد قرن من نزوله حاول بعض الأفراد - أمثال ابن ابي العوجاء وابن المقفع وأبي شاكر الديصاني وعبد الملك البصري - أن يجربوا حظهم في معارضة القرآن ومجاراته، وقد بذلوا كل قدراتهم وجهودهم خلال عام واحد في هذا المجال، ولكنهم لم يوفقوا لأي شئ، واخيرا اعترفوا بعجزهم أمام القرآن الكريم، وحين اجتمعوا في المسجد الحرام ليتدارسوا أعمالهم وجهودهم خلال ذلك العام، مر عليهم الإمام الصادق عليه السلام وتلا عليهم هذه الآية الشريفة: " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا"(117).
    ب- امية النبي (ص): إن القرآن الكريم - بالرغم من صغر حجمه نسبيا - كتاب يشتمل على مختلف أنواع المعارف والعلوم والاحكام والتشريعات الفردية والاجتماعية، ويحتاج البحث عن كل مجموعة منها فيه ودراستها دراسة كاملة الى جماعات متخصصة تبذل كل جهودها العلمية وخلال أعوام طويلة، ليكتشفوا - بالتدريج - بعض كنوزها وأسرارها المخبوءة، وليتوصلوا - من خلال ذلك - الى حقائق أكثر، وإن كان اكتشاف كل حقائقه وأسراره وكنوزه لا يتيسر إلا لاولئك الذين يمتلكون العلم والتأييد والمدد الإلهي، إن هذه المجاميع المختلفة تشتمل على اكثر المعارف دقة وسموا، وأرفع التعاليم الاخلاقية وأكثرها قيمة، وأكمل القوانين الحقوقية والقانونية والجزائية عدالة وإحكاما، وأثرى المناسك العبادية والأحكام الفردية والاجتماعية حكمة، وأكثر المواعظ والنصائح تأثيرا ونفعا، وأفضل الحكايات التاريخية عظة وتربية، وأنجع الاساليب التربوية والتعليمية. وبأيجاز فإنه يشتمل على كل الاصول والمبادئ التي يحتاجها البشر من أجل تحقيق سعادتهم الدنيوية والاخروية. ولقد امتزج كل ذلك باسلوب رائع بيع لم يسبق له مثيل، بحيث يمكن لفئات المجتمع - جميعا - الاستفادة والتزود منها، كل بحسب استعداده وقابليته.
    إن جمع كل هذه المعارف والحقائق في مثل هذا الكتاب يفوق قدرة البشر العاديين، وكلن مما يزيد الدهشة والاعجاب اكثر، أن هذا الكتاب العظيم ظهر على يد انسان لم يعرف الدرس والتعليم خلال حياته با، ولم يمسك - يوما - بيده قلما و ورقة، وقد نشأ في محيط بعيد عن الحضارة والثقافة. والأعجب من ذلك أنه لم يسمع منه - خلال أربعين عاما قبل بعثته - مثل هذا الكلام المعجز، وخلال أيام رسالته وبعثته أيضا كان ما يصدر منه من آيات قرآنية ووحي الهي يتميز ببكه وأسلوبه الخاص، وهو يختلف - تماما - عن سائر كلامه وأحاديثه، وهذا الفرق الواضح بين هذا الكتاب وسائر أحاديثه مشهود وملموس للجميع.
    والقرآن الكريم يشير الى هذه الامور فيقول:
    " وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذن لارتاب المبطلون"
    (118).
    وفي آية اخرى يقول: " قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون"
    (119).
    وثمة احتمال كبير في ان تكون الآية (23) من سورة البقرة: " وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بورة من مثله " مشيرة لهذا العنصر الاعجازي، أي أن هناك احتمالا كبيرا في رجوع ضمير (مثله) الى (عبدنا). والحاصل: اذا افترضنا - محالا - قدرة المئات من الجماعات المتخصصة والمثقفة - وبالتعاون والاشتراك فيما بينهم - على الإتيان بمثل هذا الكتاب، ولكن لا يمكن لفرد امي واحد القيام بذلك.
    إذن، فظهور مثل هذا الكتاب بمثل هذه الخصائص والمميزات من شخص امي لم يتعلم با، جهة أخرى من جهات إعجاز القرآن الكريم. ج - التناسق وعدم الاختلاف: إن القرآن الكريم كتاب نزل خلال ثلاثة وعشرين عاما من حياة النبي صلى الله عليه وآله وهي فترة شهدت مرحلة مضطربة مليئة بالحوادث الملتهبة، وزخرت بالكثير من التحديات والمحن والحوادث المرة والسعيدة، ولكن هذه المتغيرات لم يكن لها أي تأثير في تناسق محتويات القرآن وأسلوب إعجازه. ومثل هذا التناسق وعدم الاختلاف في شكله ومضمونه جهة اخرى من جهات اعجازه. وقد اشير إليها كما اشير للعلامتين السابقتين في القرآن الكريم: " أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا"(120).
    وتوضيحه: إن كل إنسان يواجه - على الأقل - نوعين من المتغيرات، الاول: إن معلوماته وخبراته تأخذ بالتزايد والنمو، وهذا النمو والزيادة في ثقافته ومعلوماته وخبراته وقدراته تنعكس وتؤثر في أحاديثه وكلامه، وبطبيعة الحال، سوف يبرز الاختلاف الواضح بين أحاديثه خلال عشرين عاما.
    والثاني: إن حوادث الحياة المختلفة تؤدي الى ظهور حالات نفسية ومشاعر وأحاسيس مختلفة، أمثال: اليأس والأمل، والفرح والحزن، والقلق والهدوء، ولمثل هذا الاختلاف في الحالات تأثير كبير في تفكير المرء وفي أقواله وافعاله، وبطبيعة الحال، مع اشتداد هذه التغيرات واتساعها فإن أحاديثه سوف يطرأ عليها اختلاف كبير. وفي الواقع إن تغيرات الكلام خاضعة لتغيرات الحالات النفسية، وهي بورها خاضعة لتغير الظروف الطبيعية والاجتماعية. فإذا افترضنا أن القرآن الكريم من صنع النبي صلى الله عليه وآله نفسه كإنسان خاضع لكل المتغيرات المذكورة، فمع ملاحظة الظروف المتغيرة الحادة التي شهدتها حياته فلا بوأن تظهر في كلامه اختلافات كبيرة في شكله ومحتواه، مع أنه لم يشاهد أي أثر لمثل هذه الاختلافات.
    إذن، فهذا الانسجام وعدم الاختلاف في مضامين القرآن، وفي مستوى بلاغته المعجزة، يعد علامة اخرى على صدور هذا الكتاب الشريف من مصدر العلم الثابت واللامتناهي لله تعالى، الحاكم على الطبيعة وغير المحكوم لكل الظواهر المختلفة والمتغيرات.

    - الاسراء / 88. - هود / 13. - يونس / 38.- البقرة / 23 و 24. - أصول الكافي / ج 1 / ص 24- اعلام الورى / ص 27 و 28، وص 49، وسيرة ابن هشام / ج 1 / ص 293 وص 410.- الاسراء / 88، وانظر تفسير (نور الثقلين) حول هذه الآية.- العنكبوت / 48. - يونس / 16.- النساء / 82.

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدي وسيد الاولين والاخرين الرسول محمد وعلى اله الهداة الميامين الاطهار


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الاخ الفاضل
    (شغف اللقاء) حياكم الله وسدد خطاكم لما نشرتم من موضوع جميل يتعلق بكتاب الله عز وجل وخصوصاً الجانب الاعجازي منه الذي تحدى به العرب ، فلم يفلح احداَ منهم في رده او معارضته الا وفُضِح امره وبان عجزه امام الناس والتاريخ يذكر لنا شواهد عديدة ممن اراد ان يعارض القران الكريم كمسيلمة الكذاب وغيره ، وقد اذهل الجميع في نظامه وجمال بيانه وجزالة وعذوبة الفاظه ، وهذا يكشف عن اهمية هذا الكتاب واحقيته في ان يكون دستوراً للحياة على مداها الواسع

    جعلنا الله واياكم من اهل القران العزيز
    **********************
    التعديل الأخير تم بواسطة العميد; الساعة 04-10-2014, 12:43 PM.

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      بوركتي اختي لطرحك الجمييل
      جزيت كل الخير
      تحياتي وتقديري

      تعليق


      • #4
        تحياتي لكم ولمروركم الطيب .. اخواني واخواتي الاعزاء ..

        ولكن انا رجلَ .. عذرآ اسميَ اعتقد يستخدمه الاثنين ..

        سلآمي لكم

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X