هناك شبهة في أذهان بعض الأشخاص وهي أنهم يتصورون أن الحجاب هو محدودية للمرأة وحصار أوجدته لها العائلة والارتباط بالزوج . وعلى هذا فالحجاب علامة ضعف وتحديد للمرأة .
ان حل هذه الشبهة وتبيين الحجاب في رؤية القرآن الكريم هو ان المرأة يجب ان تدرك بشكل كامل ان حجابها لا يتعلق بها فقط حتى تقول إنني صرفت النظر عن حقي ، حجاب المرأة لا يتعلق بالرجل حتى يقول الرجل انني راضٍ ، حجاب المرأة ليس مالك العائلة حتى يعطي اعضاء العائلة موافقة ، حجاب المرأة هو حق إلهي ، لذا نرى في العالم الغربي والمناطق
المبتلية بالقانون الغربي إذا تلوثت المرأة المتزوجة وأعطى زوجها رضى ، تعلن قوانينهم ان الملف أغلق ، أما في الإسلام فليس هكذا ، حرمة المرأة لا تختص بالمرأة نفسها وليست هي للزوج ولا هي خاصة بأخيها وأبنائها . كل هؤلاء إذا وافقوا فالقرآن لا يرضى ، لأن حرمة المرأة وحيثية المرأة مطروحة بوصفها حق الله ، والله سبحانه خلق المرأة برأسمال العاطفة ، حتى تكون معلمة للرقة وتأتي بدعوة العاطفة ، إذا ترك مجتمع ما درس الرقة و العاطفة هذا وذهب وراء الغريزة والشهوة يبتلى بنفس الفساد الذي ظهر في الغرب ، لذا ليس لشخص حق أن يقول انني وافقت على عدم الحجاب ، يتضح مما يقوله القرآن الكريم أن عصمة المرأة ، هي حق الله ، وجميع أعضاء العائلة وأعضاء المجتمع وخاصة المرأة نفسها هم أمناء أمانة إلهية . المرأة مطروحة بنظر القرآن بوصفها أمينة حق الله . أي ان هذا المقام وهذه الحرمة والحيثية التي هي حق الله ، أعطاه للمرأة وقال لها ان تحفظ حقه هذا بوصفه أمانة ، عند ذلك يظهر المجتمع بالشكل الذي ترونه في إيران ، صبرت إيران حتى آخر لحظة ولم تقم بالعمل الذي يكون على خلاف العاطفة والرقة والرأفة والرحمة . مع أن أعداءنا اعتبروا قتل الأبرياء والمدنيين مشروعاً منذ اللحظة الأولى للهجوم على المناطق السكنية .
ان المجتمع الذي يحكم فيه القرآن ، هو مجتمع العاطفة ، وسرّه هو أن نصف المجتمع يتولاه معلموا العاطفة ، والأمهات هن اللاتي يدرسن الرأفة والرقة سواء شئنا أم أبينا ، وسواء عرفنا أم لم نعرف . والرأفة والرقة مؤثرة في جميع المسائل .
فلسفة الحجاب في القرآن :
بناء على هذا فليس هناك فرق بين المرأة والرجل في أي قسم وأي بعد من الإبعاد للسير إلى مدارج الكمال ، ولكن يجب أن تكون الأفكار قرآنية ، أي كما ان القرآن جمع بين الكمال والحجاب والفكر والعفاف ، نجمع نحن أيضاً في النظام الإسلامي بين الكتاب والحجاب ، أي ان عظمة المرأة هي في :
( ان لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال ) .
عندما يتكلم القرآن الكريم بشان الحجاب يقول إن الحجاب عبارة عن نوع من الاحترام والحرمة للمرأة في ان لا ينظر إليها غير المحارم بنظرة حيوانية ، لذا يرى النظر إلى النساء غير المسلمات بدون قصد الفساد جائزاً وعلة ذلك هي ان النساء غير المسلمات ليس لهن حظ من هذه الحرمة .
إذا كان شخص عاجزاً عن تشخيص قواعد القيم ، من الممكن ان يعتبر الحجاب قيداً ـ معاذ الله ـ في حين ان القرآن الكريم عندما يذكر مسألة لزوم الحجاب يقول :
( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) .
إنما يبين علة وفلسفة ضرورة الحجاب هكذا :
( ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) . (1)
_________________
(1) من كتاب جمال المرأة وجلالها وهو كتاب قيم ونافع جدا للشيخ الكريم جوادي املي حفظه الله
تعليق