أبناؤنا من الاتكالية إلى الاعتماد على الذات ... كيف نفعل دورهم داخل الاسرة و المجتمع
"أمي أنا جائع..أمي أريد أن أشرب.. أمي أين ملابسي.. أمي ساعديني في كتابة الواجبات المدرسية..أمي ابقي بجواري لأنام..."
كلمات تتردد كثيراً من أفواه أبنائنا حتى يكاد الطفل لا ينطق جملة مفيدة إلا ويضمنها طلباً لأمه..حيث تجد الأم نفسها في طاحونة يومية من الأوامر والطلبات التي لا تنتهي من بداية اليوم وحتى نهايته..
وقد يتصور البعض أنها مرحلة مؤقتة يعبرها الطفل بنفسه حتى يصل لمرحلة الاعتماد على الذات تلقائياً ، إلا أن المشكلة أننا قد نغرس في الطفل دون أن ندري مبدأ الاتكالية والاعتماد على الغير حتى نهاية العمر..
والغريب أن جميع الكائنات الحية تعلم كيف ومتى تنتهي فترة حضانتها للأبناء ليتعلموا بالفطرة كيفية مواجهة الحياة..إلا أن الإنسان وهو أعقل الكائنات قد يقف حائراً أمام هذه المعضلة مع الأبناء تواجهه في سبيل تحقيقها عقبات شتى منها:
- العاطفة الجياشة التي يكنها المرء تجاه أبنائه والتي تزداد جرعتها عند الأم..
- الشعور الدائم بضعف الأبناء وبأنهم عاجزون عن الوفاء باحتياجاتهم..
- الخلط بين الحب والرعاية من جهة وبين التدليل المفرط والخوف الزائد عن الحد من جهة أخرى..
- عجز الوالدين عن معرفة الوقت المحدد الذي يمكن للطفل فيه التدرج للاعتماد على ذاته..
- العزوف عن تدريب الطفل على الاعتماد على الذات واستسهال القيام بالمهام المختلفة التي تخصه بدلاً منه اختصاراً للوقت والجهد..
وهذا كله يؤدي إلى نمو طفل اتكالي لا يكاد يقدر على الوفاء باحتياجات نفسه فضلاً عن المشاركة في أعباء أسرته ولهذا سلبيات عديدة منها:
- ضعف شخصية الطفل وضعف ثقته بذاته وشعوره الدائم بالعجز وبأن ثمة من يجب عليه تحمل مسؤوليته حتى في أبسط الأمور ، وبأن الآخرين قادرون على آداء المهام بصورة أفضل منه..
- ضيق أفقه وعجزه عن اكتساب خبرات جديدة أو معارف واسعة ..ولذا نجد الكثيرين من الشباب المتفوقين دراسياً لكنهم يفتقدون لحسن التصرف أو حسن الإدارة أو القدرة على اتخاذ القرار..
- الخوف من مواجهة أي موقف خشية الفشل لأنه لم يتعود تحمل تبعات أفعاله ولا مسؤولية تصرفاته..
- تعرض الطفل لصدمة أو اضطراب نفسي كبير إذا فقد أحد الوالدين أو كلاهما نتيجة الاعتماد الكلي أو الجزئي عليهما..
- حرمان الابن أو الابنة من فرص جيدة في الدراسة أو العمل قد تشترط استقلاليته أو سفره أو بعده عن والديه..وقد يؤدي اختياره لها إلى فشله نتيجة عدم تعوده على القيام بمسؤوليات نفسه..
- تعرض الابن أو الابنة للفشل في الحياة الاجتماعية نتيجة العجز عن تحمل أعباء الأسرة ؛ فكثير من حالات الطلاق تنتج من عجز الزوج أو الزوجة عن القيام بأدوارهم الاجتماعية الجديدة بعيداً عن رعاية وإرشاد الآباء..بل قد يكون تدخل الأسرة نتيجة عجز الابن أو الابنة عن تحمل المسؤولية سبباً مباشراً لحدوث الخلافات التي قد تنتهي بالطلاق..
ولكل ما سبق من مساوئ وسلبيات تنجم عن اتكالية الأبناء فإنه لابد لكلٍ من الأبوين من وقفة للتعرف على أهمية غرس قيم الاستقلالية والاعتماد على الذات منذ الصغر ؛ حتى ينشأ الابن شخصاً إيجابياً قادراً على خدمة نفسه ورعاية أسرته وخدمة مجتمعه ، فليس معنى الحب توفير كل شيء للأبناء دون جهدٍ منهم ، وليس معنى الرعاية منع الأبناء من تحمل أي مسؤولية لا سيما في الأشياء التي تخصهم ، ولكن الحب والرعاية هي مظلة تتيح تحتها نمو الفرد وبناء شخصيته بصورة سوية قادرة على الاعتماد الذات وتحمل المسؤولية..
ولنتذكر معاً تلك الكلمة الجامعة التي تقول (لا تحرم ابنك من الخبرات، ولو سببت له بعض الألم، فهو بحاجة للشعور بالحياة لكي يتعلم منها).
"أمي أنا جائع..أمي أريد أن أشرب.. أمي أين ملابسي.. أمي ساعديني في كتابة الواجبات المدرسية..أمي ابقي بجواري لأنام..."
كلمات تتردد كثيراً من أفواه أبنائنا حتى يكاد الطفل لا ينطق جملة مفيدة إلا ويضمنها طلباً لأمه..حيث تجد الأم نفسها في طاحونة يومية من الأوامر والطلبات التي لا تنتهي من بداية اليوم وحتى نهايته..
وقد يتصور البعض أنها مرحلة مؤقتة يعبرها الطفل بنفسه حتى يصل لمرحلة الاعتماد على الذات تلقائياً ، إلا أن المشكلة أننا قد نغرس في الطفل دون أن ندري مبدأ الاتكالية والاعتماد على الغير حتى نهاية العمر..
والغريب أن جميع الكائنات الحية تعلم كيف ومتى تنتهي فترة حضانتها للأبناء ليتعلموا بالفطرة كيفية مواجهة الحياة..إلا أن الإنسان وهو أعقل الكائنات قد يقف حائراً أمام هذه المعضلة مع الأبناء تواجهه في سبيل تحقيقها عقبات شتى منها:
- العاطفة الجياشة التي يكنها المرء تجاه أبنائه والتي تزداد جرعتها عند الأم..
- الشعور الدائم بضعف الأبناء وبأنهم عاجزون عن الوفاء باحتياجاتهم..
- الخلط بين الحب والرعاية من جهة وبين التدليل المفرط والخوف الزائد عن الحد من جهة أخرى..
- عجز الوالدين عن معرفة الوقت المحدد الذي يمكن للطفل فيه التدرج للاعتماد على ذاته..
- العزوف عن تدريب الطفل على الاعتماد على الذات واستسهال القيام بالمهام المختلفة التي تخصه بدلاً منه اختصاراً للوقت والجهد..
وهذا كله يؤدي إلى نمو طفل اتكالي لا يكاد يقدر على الوفاء باحتياجات نفسه فضلاً عن المشاركة في أعباء أسرته ولهذا سلبيات عديدة منها:
- ضعف شخصية الطفل وضعف ثقته بذاته وشعوره الدائم بالعجز وبأن ثمة من يجب عليه تحمل مسؤوليته حتى في أبسط الأمور ، وبأن الآخرين قادرون على آداء المهام بصورة أفضل منه..
- ضيق أفقه وعجزه عن اكتساب خبرات جديدة أو معارف واسعة ..ولذا نجد الكثيرين من الشباب المتفوقين دراسياً لكنهم يفتقدون لحسن التصرف أو حسن الإدارة أو القدرة على اتخاذ القرار..
- الخوف من مواجهة أي موقف خشية الفشل لأنه لم يتعود تحمل تبعات أفعاله ولا مسؤولية تصرفاته..
- تعرض الطفل لصدمة أو اضطراب نفسي كبير إذا فقد أحد الوالدين أو كلاهما نتيجة الاعتماد الكلي أو الجزئي عليهما..
- حرمان الابن أو الابنة من فرص جيدة في الدراسة أو العمل قد تشترط استقلاليته أو سفره أو بعده عن والديه..وقد يؤدي اختياره لها إلى فشله نتيجة عدم تعوده على القيام بمسؤوليات نفسه..
- تعرض الابن أو الابنة للفشل في الحياة الاجتماعية نتيجة العجز عن تحمل أعباء الأسرة ؛ فكثير من حالات الطلاق تنتج من عجز الزوج أو الزوجة عن القيام بأدوارهم الاجتماعية الجديدة بعيداً عن رعاية وإرشاد الآباء..بل قد يكون تدخل الأسرة نتيجة عجز الابن أو الابنة عن تحمل المسؤولية سبباً مباشراً لحدوث الخلافات التي قد تنتهي بالطلاق..
ولكل ما سبق من مساوئ وسلبيات تنجم عن اتكالية الأبناء فإنه لابد لكلٍ من الأبوين من وقفة للتعرف على أهمية غرس قيم الاستقلالية والاعتماد على الذات منذ الصغر ؛ حتى ينشأ الابن شخصاً إيجابياً قادراً على خدمة نفسه ورعاية أسرته وخدمة مجتمعه ، فليس معنى الحب توفير كل شيء للأبناء دون جهدٍ منهم ، وليس معنى الرعاية منع الأبناء من تحمل أي مسؤولية لا سيما في الأشياء التي تخصهم ، ولكن الحب والرعاية هي مظلة تتيح تحتها نمو الفرد وبناء شخصيته بصورة سوية قادرة على الاعتماد الذات وتحمل المسؤولية..
ولنتذكر معاً تلك الكلمة الجامعة التي تقول (لا تحرم ابنك من الخبرات، ولو سببت له بعض الألم، فهو بحاجة للشعور بالحياة لكي يتعلم منها).
تعليق