في ذكرى شهادة مسلم بن عقيل(عليه السلام)
محطات مضيئة في سيرته العطرة
(الموضوع منقول مع الإختصار)
هناك محطات كثيرة منيرة في حياة مسلم بن عقيل رضوان الله عليه يقتبس منها الإنسان الدروس، ويستلهم منها الفضائل، فتنير له دربه في حياته اليومية، ويتزود منها بما يقربه إلى الله عز وجل ورسوله وأهل بيته صلوات الله عليهم، والقرب من الله عز وجل يكون بعبادته وطاعته، والقرب من الرسول (ص) وأهل بيته (ع) يكون بطاعتهم... ومن هذه المحطات :محطات مضيئة في سيرته العطرة
(الموضوع منقول مع الإختصار)
المحطة الأولى: الاعتماد والوثاقة
فقد قال الإمام الحسين (ع) في حقه حينما أرسله إلى أهل الكوفة: «وإني باعث إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل»
المحطة الثانية: الثبات والشجاعة
فمسلم بن عقيل بعد أن عرف ابن زياد بموضع اختبائه في دار "طوعة" أرسل الجند للهجوم عليه في الدار، فخرج مسلم إليهم بسيفه وشد عليهم حتى أخرجهم من الدار، وقاتلهم قتالا شديدا حتى قتل خمسة وأربعين رجلا منهم، فجعلوا يفرون منه أينما توجه، ولقد أصيب في مقاتلته لهم بضربة سيف بكر بن حمران أصابت شفته العليا فقطعها وأسرع السيف إلى السفلى حتى وصلت إلى ثنيتاه (أسنان المقدم)، ولكن ذلك لم يوقفه عن مواصلة القتال.
المحطة الثالثة: التفقه المقرون بالعبادة والورع
مسلم بن عقيل كان صهرا لأمير المؤمنين (ع) وملازما له ولولديه الإمامين الحسن والحسين (ع)، فاغترف من علومهم ومعرفتهم بالدين وأحكامه وتزود من ورعهم وخوفهم من الله عز وجل وعبادتهم له، فلا خير في علم لا ورع فيه، وعن أمير المؤمنين (ع): «أفضل الفقه الورع عن دين الله»
المحطة الرابعة: التحلي بالقيم وعدم الانجرار إلى أخلاق الأعداء
وهذا ما كان عليه حال مسلم بن عقيل، فإنه مع معرفته بأخلاق أعدائه من الغدر ونكث العهود والمكر والكذب فإنه أبى إلا الامتثال للفضائل العالية ولم ينحدر إلى أخلاق العدو، فعندما كان في منزل هاني بن عروة متخفيا وعلم بقدوم ابن زياد لزيارة هاني بن عروة الذي كان مريضا (وقيل أن المريض كان شريك بن الأعور)، فأخبره هانئ أنه سيعطيه إشارة معينة لكي يقتل ابن زياد عندما يكون معه لوحده في غرفته، ثم لما أعطاه الجملة التي فيها الإذن بالقتل لم يفعل مسلم ذلك، حتى شك ابن زياد في هاني، فلما خرج ابن زياد سأل مسلما عن سبب امتناعه عن القتل بالرغم من أن ابن زياد فاجر غادر، فقال مسلم: إنما لم أقتله لحديث بلغني عن النبي (ص) قال فيه:« الإيمان قيد الفتك، لا يفتك مؤمن» ، وإنا أهل بيت نكره الغدر.
المحطة الخامسة: السبق في الشهادة بين أصحاب الحسين وبني هاشم
مسلم بن عقيل هو أول من قتل من أصحاب الإمام الحسين (ع). (مقاتل الطالبيين ص52)
وهو أول شهيد سحبت جثته في الإسلام، فلم ينقل التاريخ عمن سحبت جثته قبله.وهو أول رأس يحمل من بني هاشم، حيث قطعوا رأسه ثم حملوه إلى يزيد بن معاوية في الشام. وهو أول من صلبت جثته بعد قتله
المحطة السادسة: تقديم أولاده قرابين للدين والحسين (ع)
قد استشهد مع سيد الشهداء تسعة من آل عقيل، وعلى رأسهم مسلم بن عقيل، وأخوانه عبد الرحمن ومحمد وجعفر، وأولاده عبد الله ومحمد والطفلين الصغيرين، وابن أخيه محمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب وكان الإمام السجاد (ع) يميل إلى ولد عقيل فقيل له: ما بالك تميل إلى بني عمك هؤلاء دون آل جعفر؟ فقال: «إني لأذكر يومهم مع أبي عبد الله (ع) فأرقّ لهم»
تعليق