ثورة عاشوراء بقلم بطلها الإمام سيد الشهداء الحسين بن علي عليه السلام
سمع الناس كثيراً منذ يوم الحسين حتى الآن فضائل جمه في نواح كثيرة من ثورة الحسين التحريرية، وسيظلون يسمعون الكثير من هذه الفضائل المتجددة في هذه النواحي التي يظل فيها دائما متسع للجدة، لأنها تظل دائما قدوة للثائرين بنظم الاجتماع والاقتصاد والأخلاق البالية وهي التي نقمها الإمام الحسين من الحكم الأموي، بعد إن استشرى الإقطاع، واستفحل سوء التوزيع، ودفعت الحياة الاجتماعية إلى الهوة، فضاعت المقاييس، وحوربت الكفايات وصرخت الحياة تلتمس (الفداء) الذي يصد ((العجلة)) المنحدرة.
سمع الناس كثيرا، وسيظلون يسمعون آلاف الِخطباء، ويقرأون آلاف الكتب ولكننا نريد في هذا (الباب) أن نسمع من فم الحسين (عليه السلام) أسباب ثورته مستمدةً من مصادرها الفكرية ومنابعها الإيمانية في نفسها الرفيقة وسيرته القائمة بذاتها شامخة وحدها في عالم -كعالمنا اليوم- تركع به الردة الأثيمة.
لا يستوي لقلم أن يختار، وهو يلتقط النفائس الحسينية من خطبه وكتبه وحواراته فكلها خيرة منتجة، لذلك نعترف أننا إنما نأخذ ما اتفق لنا من أقوال أبى عبد الله الحسين (عليه السلام) دون تخير، ونتركها دون تعليق، تاركين للقراء أن يتعمقوها كما يشاءون ملاحظين أمرين:
1- الأسباب الموجبة لثورته.
2- سمو تعبيره عن حياة عصره، بل تعبيره عن الحياة في كل عصر، ولهم أن يلحظوا ((المقارنة)) يبحث عن المشكلة بين موضوع هذا الباب وبين حياتنا الحاضرة ومما لابد من قوله أن كل كلمة قالها الحسين (عليه السلام) في هذا ونحوه تعد عنصراً من عناصر تكوين ثورته المستمدة من نقمته على الانحلال في شتى مظاهر الحياة.
تحديد الإمكانيات:
قال: لا تتكلف بما لا تطيق، لا تتعرض لما لا تدرك، ولا تعد بما لا تقدر عليه، ولا تنفق إلا بقدر ما تستفيد، ولا تطلب من الجزاء إلا بقدر ما صنعت ولا تتناول إلا ما رأيت نفسك أهلاً لها.
تعاون ونبالة:
وقال: حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم، فلا تملوا النعم، فتعود نقماً.
*صاحب الحاجة لم يكرم وجهه عن سؤاله فأكرم له عن رده.
ترفع:
إذا سمعت أحداً يتناول أعراض الناس، فاجتهد أن لا يعرفك فان أشقى الأعراض به معارفه.
هم الناس:
الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون.
مع الحاكم:
قال له معاوية بعد قتل حجر، في شيء من الاستخفاف: يا أبا عبد الله، هل بلغك ما صنعت بحجر وأصحابه من شيعة أبيك؟
فأجابه وهو يستدرجه: لا
قال معاوية: قتلناهم، وكفناهم وصلينا عليهم .
فضحك الحسين وقال: خصمك القوم يا معاوية .
وقد بلغني وقوعك بأبي حسن وقيامك به، واعتراضك بني هاشم بالعيوب، وأيم الله لقد أوترت غير قوسك ورميت غير غرضك، وتناولتنا بالعداوة من مكان قريب.
ولقد أطعت أمرءاً-يعني ابن العاص-ما قدم أيمانه، ولا حدث نفاقه، وما نظر لك، فانظر لنفسك، أو دع.
بذرة الثورة:
قدم معاوية إلى المدينة ليهيئ (الحكم) لأبنه يزيد،وخلا بالحسين وعبدالله بن العباس وتكلم معهما كلاما طويلا باجتذاب الحسين إلى التنازل عن حقه في العهد الذي أبرمه الحسن في وثيقة الصلح، واصطنع مدح يزيد في حديثه فوصفه بالفقه والعلم وبعد النظر والإخلاص للإسلام، فلما انتهى أراد ابن العباس أن يتكلم فأمره الحسين أن يتريث، ثم قال:
(( يا معاوية فصح الصبح فحمة ألدجى، وبهرت الشمس أنوار السرج، ولقد فضلت حتى فرطت،واستأثرت حتى أجحفت، ومنعت حتى نجلت، وجرت حتى جاوزت، ما بذلت لذي حق من اسم حقه من نصيب، حتى اخذ الشيطان حقه الأوفر، ونصيبه الأكمل، وفهمت ما ذكرته عن يزيد من اكتماله وسياسته لأمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، تريد أن توهم الناس في يزيد كأنك تصف محجوبا، أو تنعت غائبا، أو تخبر عما كان مما احتويته بعلم خاص؟!
وقد دل يزيد من نفسه على موقع رأيه، فخذ يزيد فيما أخذ به من أستقرائه الكلاب المهارشة عند التحارش، والحمام السبق لأترابهن، والقينات ذوات المعازف، وضروب الملاهي تجده ناصرا، ودع عنك ما تحاول، فما اغناك من أن تلقى الله بوزر هذا الخلق، باكثر مما انت لاقيه، فوالله ما برحت تقدح باطلا في جور، وحنقا في ظلم، حتى ملأت الأسقية، وما بينك وبين الموت ألا غمضة عين فتقدم على عمل مشهور، ولات حيـن مناص))
واسترسل في نقاشه نقاشا علميا مبنيا على ذكر الحوادث من سيرة النبي، وذكر له وجود بقية صالحة من اقرباء النبي واصحابه قائلا ((فكيف تتخطاهم إلى مسرف مفتون؟ تريد أن تلبس الناس شبهة يسعد بها الباقي في دنياه، وتشقى بها في آخرتك، أن هذا لهو الخسران المبين، واستغفر الله لي ولكم )).
شـرارة الثـورة:
كتب لأهل البصرة يقول ((فأن السنة قد أميتت، وان البدعة قد أحييت، فان تسمعوا قولي وتطيعوا أمري اهدكم سبيل الرشاد )).
عناصر الثورة:
قال يوم الطف:
(( انه نزل من الامر ما ترون، وان الدنيا قد تغيرت، وتنكرت، وأدبر معروفها، واستمرت حذاء ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، والا خسيس عيش كالكلاء الوبيل، الاترون الحق لا يعمل به، والباطل لا يتناهى عنه؟ والمؤمن يرجو لقاء ربه؟ فوالله اني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما )).
الفداء:
خطب في طريقه إلى كربلاء فقال:
(( خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى لقاء أسلافي، شوق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع انا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء، فيملأن مني أكراشاً جوفا، وأجربة سغباً، لا محيص من يوم قد خط بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه، يوفينا اجور الصابرين )).
منقول
سمع الناس كثيراً منذ يوم الحسين حتى الآن فضائل جمه في نواح كثيرة من ثورة الحسين التحريرية، وسيظلون يسمعون الكثير من هذه الفضائل المتجددة في هذه النواحي التي يظل فيها دائما متسع للجدة، لأنها تظل دائما قدوة للثائرين بنظم الاجتماع والاقتصاد والأخلاق البالية وهي التي نقمها الإمام الحسين من الحكم الأموي، بعد إن استشرى الإقطاع، واستفحل سوء التوزيع، ودفعت الحياة الاجتماعية إلى الهوة، فضاعت المقاييس، وحوربت الكفايات وصرخت الحياة تلتمس (الفداء) الذي يصد ((العجلة)) المنحدرة.
سمع الناس كثيرا، وسيظلون يسمعون آلاف الِخطباء، ويقرأون آلاف الكتب ولكننا نريد في هذا (الباب) أن نسمع من فم الحسين (عليه السلام) أسباب ثورته مستمدةً من مصادرها الفكرية ومنابعها الإيمانية في نفسها الرفيقة وسيرته القائمة بذاتها شامخة وحدها في عالم -كعالمنا اليوم- تركع به الردة الأثيمة.
لا يستوي لقلم أن يختار، وهو يلتقط النفائس الحسينية من خطبه وكتبه وحواراته فكلها خيرة منتجة، لذلك نعترف أننا إنما نأخذ ما اتفق لنا من أقوال أبى عبد الله الحسين (عليه السلام) دون تخير، ونتركها دون تعليق، تاركين للقراء أن يتعمقوها كما يشاءون ملاحظين أمرين:
1- الأسباب الموجبة لثورته.
2- سمو تعبيره عن حياة عصره، بل تعبيره عن الحياة في كل عصر، ولهم أن يلحظوا ((المقارنة)) يبحث عن المشكلة بين موضوع هذا الباب وبين حياتنا الحاضرة ومما لابد من قوله أن كل كلمة قالها الحسين (عليه السلام) في هذا ونحوه تعد عنصراً من عناصر تكوين ثورته المستمدة من نقمته على الانحلال في شتى مظاهر الحياة.
تحديد الإمكانيات:
قال: لا تتكلف بما لا تطيق، لا تتعرض لما لا تدرك، ولا تعد بما لا تقدر عليه، ولا تنفق إلا بقدر ما تستفيد، ولا تطلب من الجزاء إلا بقدر ما صنعت ولا تتناول إلا ما رأيت نفسك أهلاً لها.
تعاون ونبالة:
وقال: حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم، فلا تملوا النعم، فتعود نقماً.
*صاحب الحاجة لم يكرم وجهه عن سؤاله فأكرم له عن رده.
ترفع:
إذا سمعت أحداً يتناول أعراض الناس، فاجتهد أن لا يعرفك فان أشقى الأعراض به معارفه.
هم الناس:
الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون.
مع الحاكم:
قال له معاوية بعد قتل حجر، في شيء من الاستخفاف: يا أبا عبد الله، هل بلغك ما صنعت بحجر وأصحابه من شيعة أبيك؟
فأجابه وهو يستدرجه: لا
قال معاوية: قتلناهم، وكفناهم وصلينا عليهم .
فضحك الحسين وقال: خصمك القوم يا معاوية .
وقد بلغني وقوعك بأبي حسن وقيامك به، واعتراضك بني هاشم بالعيوب، وأيم الله لقد أوترت غير قوسك ورميت غير غرضك، وتناولتنا بالعداوة من مكان قريب.
ولقد أطعت أمرءاً-يعني ابن العاص-ما قدم أيمانه، ولا حدث نفاقه، وما نظر لك، فانظر لنفسك، أو دع.
بذرة الثورة:
قدم معاوية إلى المدينة ليهيئ (الحكم) لأبنه يزيد،وخلا بالحسين وعبدالله بن العباس وتكلم معهما كلاما طويلا باجتذاب الحسين إلى التنازل عن حقه في العهد الذي أبرمه الحسن في وثيقة الصلح، واصطنع مدح يزيد في حديثه فوصفه بالفقه والعلم وبعد النظر والإخلاص للإسلام، فلما انتهى أراد ابن العباس أن يتكلم فأمره الحسين أن يتريث، ثم قال:
(( يا معاوية فصح الصبح فحمة ألدجى، وبهرت الشمس أنوار السرج، ولقد فضلت حتى فرطت،واستأثرت حتى أجحفت، ومنعت حتى نجلت، وجرت حتى جاوزت، ما بذلت لذي حق من اسم حقه من نصيب، حتى اخذ الشيطان حقه الأوفر، ونصيبه الأكمل، وفهمت ما ذكرته عن يزيد من اكتماله وسياسته لأمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، تريد أن توهم الناس في يزيد كأنك تصف محجوبا، أو تنعت غائبا، أو تخبر عما كان مما احتويته بعلم خاص؟!
وقد دل يزيد من نفسه على موقع رأيه، فخذ يزيد فيما أخذ به من أستقرائه الكلاب المهارشة عند التحارش، والحمام السبق لأترابهن، والقينات ذوات المعازف، وضروب الملاهي تجده ناصرا، ودع عنك ما تحاول، فما اغناك من أن تلقى الله بوزر هذا الخلق، باكثر مما انت لاقيه، فوالله ما برحت تقدح باطلا في جور، وحنقا في ظلم، حتى ملأت الأسقية، وما بينك وبين الموت ألا غمضة عين فتقدم على عمل مشهور، ولات حيـن مناص))
واسترسل في نقاشه نقاشا علميا مبنيا على ذكر الحوادث من سيرة النبي، وذكر له وجود بقية صالحة من اقرباء النبي واصحابه قائلا ((فكيف تتخطاهم إلى مسرف مفتون؟ تريد أن تلبس الناس شبهة يسعد بها الباقي في دنياه، وتشقى بها في آخرتك، أن هذا لهو الخسران المبين، واستغفر الله لي ولكم )).
شـرارة الثـورة:
كتب لأهل البصرة يقول ((فأن السنة قد أميتت، وان البدعة قد أحييت، فان تسمعوا قولي وتطيعوا أمري اهدكم سبيل الرشاد )).
عناصر الثورة:
قال يوم الطف:
(( انه نزل من الامر ما ترون، وان الدنيا قد تغيرت، وتنكرت، وأدبر معروفها، واستمرت حذاء ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، والا خسيس عيش كالكلاء الوبيل، الاترون الحق لا يعمل به، والباطل لا يتناهى عنه؟ والمؤمن يرجو لقاء ربه؟ فوالله اني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما )).
الفداء:
خطب في طريقه إلى كربلاء فقال:
(( خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى لقاء أسلافي، شوق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع انا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء، فيملأن مني أكراشاً جوفا، وأجربة سغباً، لا محيص من يوم قد خط بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه، يوفينا اجور الصابرين )).
منقول
تعليق