مسلم ابن عقيل السفير الانموذج
نستلهم في هذه الحلقة دورا مهما كان قد ضرب فيه الامام الحسين اروع مثال واجمل صورة لمن يريد الاقتداء ألا ! وهو صوابية اختيار سفرائه وموفديه على نحو تحققت اهداف الإمام الحسين رساليا ولم يحيدوا عن الحق قيد شعرة !
وجسدوا الخلق الحسيني في قيامهم مقامه
وانطباق صدق العنوان على عنوانه ولم يكن مجرد دعوى قد تنطبق او قد تكون مركز تشريفي شرفهم به ....بل هي حقيقة واقعية تجسدت في مواقف لا يثبت لها الا امثالهم ...
فقد اختار الإمام الحسين سفيرا من اهل بيته ليقوم مقامه في التعبئة الجماهيرية والإعداد لنهضة ويرتب الأمور ويحل المشكل من عويص المجتمع الكوفي لانه يتمتع بمزايا وخلال يراها الإمام الحسين في ابن عمه مسلم بن عقيل وكأن الدور يذكرنا بدور النبي الأعظم والإمام علي صلوات الله عليهم في الاستخلاف
فحينما ذكر الامام الحسين في كتابه الذي بعث به مع مسلم مسفرا به الى الكوفيين جاء فيه :
[...وأنا باعث إليكم أخي و ابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل...]
فكونه اخاه فنعم وابن عمه ... ولكن ثقتي !
فالمعصوم مستودع أسرار الله وأمين الله على الكون وحجة الله على الخلق لا يقول لاغوا باطلا وحاشاه صلوات الله عليه فقد وضع ثقته فيمن هو اهلا لمهمته ألا وهو الولي المعظم وحجة الحسين وسفيره مـــــــسلم بن عقيل ..فطاعته طاعة الامام الحسين ...وعلمه من الامام الحسين وكل تحركاته هي تحركات الامام الحسين فطاعته واجبة وعصيانه حرام
نذكر مصداقا شاهدا لعظمة سفير الحسين وسيطرة الخلق الحسيني والأداء الرسالي عليه الا وهو اتفاقية اغتيال الطاغية عبيد الله بن زياد في دار هانئ بن عروة
الكل يعلم من ابن زياد !...من عائلة متفسخة وعفنه فمنبته من العهرولا يحمل للقيم اي بال وهو كلب مسعور من كلاب بني امية استحسن استخلافه الطاغية يزيد على الكوفيين لانه يعرف كيف يحكم شعبا لايردعه الا السيف فالكوفيين قد تعلموا من - مولاهم علي- عدم السكوت بوجه الظلم فلا يسكت الأفواه الا الحديد والنار ولا يوجد كأبن زياد مولعا في سفك الدماء والارهاب ...فحينما تم الاتفاق بين الثلاثة وهم { شريك بن الاعور - وهانيء بن عروة - ومسلم بن عقيل } على اغتيال ابن زياد في دار هانئ ، بعد فحينما يجيء ابن زياد لعيادة شريك - وكان شريك في الظاهر صاحبا لزياد بن ابيه فكان عبيد الله بن زيد يراعي تلك الصحبة لاسباب ومصالح .- فيكمن مسلم بن عقيل في ناحية من بيت هانيء- ومن ثم يخرج ليقتل الدعي بن الدعي ليريح العباد والبلاد
واستقر الحال بابن زياد وراح يكلم شريك عن احواله الصحية وما يشكوه بينما راح شريك يوحي بعبارة لمسلم ان حقق الغرض ولكن مسلم لم يفعل!
ثم ان شريك من شدة حرصه على تحقيق المحاولة
جعل يقول : اسقوني ماء فلما رأى ان احدا لا يخرج خشى ان يفوته فاخذ يقول : ما الانتظار بسلمى ان تحييها * كاس المنية بالتعجيل اسقوها
وغادرابن زياد دونما ان يقتله مسلم !
لماذا يابن عقيل لم تقتل الفاجر الكافر ؟!
استعلم - هانئ و شريك - ذلك من مسلم وهما حتما يحملان هما وأسفا على فوات الفرصة ...ماذا كان جواب مسلم ؟
ماذا كان رد فعل ثقة الامام الحسين ؟ سفير النهضة الحسينية ؟
قال مسلم بن عقيل :
خصلتان : أما أحدهما فكراهة هاني ان يقتل في داره ،
واما الأخرى فحديث حدثه الناس عن النبي صلى الله عليه وآله
ان الإيمان قيد الفتك ولا يفتك مؤمن }
فليس من اخلاق العرب ولا اهل المرؤة والدين ان يغدروا بالضيف وهو وان كان مستحق للاعدام الا انه يعد ضيفا وقتله بهذه الكيفية عار وربما ستكون سنة يستن بها الناس للغدر بضيوفهم !
والأخرى وهي الاهم في قلب مسلم - الايمان ومسلم - التقوى , الا وهو ان { الفتك : اي الغدر } من الأخلاق الرذيلة التي ينأى عنها المؤمن والمؤمن لايغدر
وقد ورث مسلم هذا من اخلاق عمه اميرالمؤمنين في ايام مواجهته مع الفاجر الغادر معاوية حيث قال والهم يملئ قلبه :
[ وَ اَللَّهِ مَا ؟ مُعَاوِيَةُ ؟ بِأَدْهَى مِنِّي وَ لَكِنَّهُ يَغْدِرُ وَ يَفْجُرُ وَ لَوْ لاَ كَرَاهِيَةُ اَلْغَدْرِ لكُنْتُ مِنْ أَدْهَى اَلنَّاسِ وَ لَكِنْ كُلُّ غُدَرَةٍ فُجَرَةٌ وَ كُلُّ فُجَرَةٍ كُفَرَةٌ وَ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يُعْرَفُ بِهِ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ..]
نعم فمسلم يحمل خلق الإسلام خلق الانبياء والاوصياء فليس الامر امر غلبة ونصر وانتقام بل الأمر امر رباني وتحرك مشروع حضاري خُطط له على منهج الوحي الاخلاق المحمدية الرفيعة التي ترى النصر في السلوك الانساني لا العدواني السبعي حتى مع اعتى عدو..
هذا مسلم بن عقيل ثقة الحسين ونبيل اخلاقه
وكم حري بنا ان ننهج هذا المنهج وان نسير خلف ال محمد في سلوكياتنا وان نحترم روابطنا و علاقاتنا مع احبابنا ومع اعدائنا في اي حال كنا ...
....ماهي قراراتنا في الرضا والغضب ؟ هل هي تغاير تعاليم الإسلام وأهل الإسلام ؟ وما هي مبتنيات اختيارنا هل هو المزايا الخلقيه ؟ فليكن [ الحسين ] أسوتنا في صوابية الاختيار ؟ وان يكون اساس الاختيار هو العلم والاخلاق وليكن منهجنا هو مراعاة قراراتنا في ساعة الغضب وهيجان النفس في الحب او البغض .. وان نترك الانا ان كنا مؤمنين ..
تعليق