بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
قال الإمام الصادق سلام الله عليه: «من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يومه شرّهما فهو ملعون» . وقال مولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه: «الكيّس من كان يومه خيراً من أمسه» .اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
هذه الحالات الثلاث التي وردت في الحديثين الشريفين ترتبط بكلّ فرد، مهما كان دوره في الحياة، سواء كان عالماً أو جاهلاً، كاسباً أو موظّفاً، ورجلاً أو امرأة. ومعنى المغبون: هو بيع الشخص شيئاً ثميناً بقيمة بخسة أو شرائه شيئاً رخيصاً بسعرٍ غالٍ، وبالطبع ستكون نتيجة هذا العمل هي الحسرة والندم.
إن خسر المرء أو فَقَد ثروته فيمكنه أن يعوّض عنها في يوم ما، أما خسارة العمر فلا يمكن التعويض عنها أبداً، فما فات لا يرجع، وكلّ إنسان يقضي عمره وأيّام حياته تبعاً لواحدة من تلك الحالات الثلاث فلا بدّ أن يكون قد غبن نفسه.
فمن استوى يوماه فهو كمن خسر ثروته. وهكذا من لم يرتقِ في طلب العلم، أو في التقرّب إلى الله تعالى بالعبادات وخدمة الناس والتعامل الحسن مع عائلته وأقاربه وأصدقائه، فهو كمن خسر عمره. فالكيّس ـ كما ورد في الحديثين أعلاه ـ من كان يومه خير من أمسه، والملعون ـ والعياذ بالله ـ هو من كان يومه أسوأ من أمسه.
لقد منّ الله تبارك وتعالى بنعم كثيرة على الإنسان كالسمع والبصر والحياة، والعقل الذي جعله الله تعالى معياراً للثواب والعقاب، والقدرة على الفعل والإنتاج.
إذاً ينبغي للمرء أن يستفيد من هذه النعَم بشكل صحيح ويستثمرها في أن يعزم ويبذل ما في وسعه لأجل أن يكون يومه خيراً من أمسه، وشهره الذي فيه خيراً من شهره الذي فات، حتى لا يتحسّر على ساعات وأيّام حياته، ولكي ينال التوفيق والسعادة في الدارين.
---------------------
(1) الأمالي للصدوق: ص766، المجلس95، ح4.
(2) غرر الحكم ودرر الكلم: ص322.