فما عذر من اغفل دخول الباب بعد فتحه
ها انا قد وصلت في اخر قوافل التائبين واقف على خجل عند عتبة باب التوبة ... فهل سيفتح لي ؟ وهل من امل في ان الج في رحاب عفوه ومغفرته ؟وانا ممن اسودت وجووهم بالذنوب وامتلئت صحائفهم بالمعاصي والجرائر ..
فبلال الشيب نادى في المفارق ... بحي على الذهاب وأنت غارق-
ببحر الإثم لا تصغي لواعظ ... ولو أطرى وأطنب في المواعظ-
كم أنادي وهو لا يصغي التناد ... وافؤادي وافؤادي وافؤاد -
تايه في الغي قد ضل الطريق ... قط من سكر الهوى لا يستفيق
كل آن فهو في قيد جديد ... قائلاً من جهله هل من مزيد
إنه في غفلة عن حاله ... خابط في قيله مع قاله
عاكف دهراً على أصنامه ... تنفر الكفار من إسلامه...
هذا حالي..فكيف سيفتح لي باب المغفرة ؟
همس داعي الامل ان لايأس في محضر الرحيم الرؤوف الكريم ..
فقد قَالَ الشفيع المشفع سيدينا رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِدَاوُدَ ( عليه السَّلام ) : يَا دَاوُدُ ، بَشِّرِ الْمُذْنِبِينَ ، وَ أَنْذِرِ الصِّدِّيقِينَ !
قَالَ : كَيْفَ أُبَشِّرُ الْمُذْنِبِينَ ، وَ أُنْذِرُ الصِّدِّيقِينَ ؟!
قَالَ : يَا دَاوُدُ ، بَشِّرِ الْمُذْنِبِينَ أَنِّي أَقْبَلُ التَّوْبَةَ وَ أَعْفُو عَنِ الذَّنْبِ ، وَ أَنْذِرِ الصِّدِّيقِينَ أَلَّا يُعْجَبُوا بِأَعْمَالِهِمْ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَنْصِبُهُ لِلْحِسَابِ إِلَّا هَلَكَ "
وقال قرة عيون التائبين وبشرى قلب المفتون الحزين (الحبيب محمد ) صلى اللّه عليه وآله حيث قال: «لولا أنكم تذنبون فتستغفرون اللّه لخلق اللّه خلقاً حتى يذنبوا ثم يستغفروا اللّه فيغفر لهم، إن المؤمن مفتن تواب، أما سمعت قول اللّه «إن اللّه يحب التوابين ويحب المتطهرين»
وعن أبي بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا " قال: هو الذنب الذي لا يعود فيه أبدا، قلت:
وأينا لم يعد ؟ فقال: يا أبا محمد إن الله يحب من عباده المفتن...
رحمك الله يا ابا بصير فقد كنت في قلوبنا جميعا ونطقت عنا – انا وامثالي – واينا لم يعد ... وكم هو مناسب ان اذكر فقرات من دعاء ابي حمزة فقد التمعت في الخاطر الحزين : و انقلني إلى درجة التوبة إليك و أعني بالبكاء على نفسي فقد أفنيت بالتسويف و الآمال عمري و قد نزلت منزلة الآيسين من خيري....
نعم ملئ الاسى نفسي التي لم تستقم الى هذا العمر ... يا رب يا رب يا رب إلهي أنا الفقير في غناي فكيف لا أكون فقيرا في فقري إلهي أنا الجاهل في علمي فكيف لا أكون جهولا في جهلي ..... إلهي مني ما يليق بلومي و منك ما يليق بكرمك إلهي وصفت نفسك باللطف و الرأفة لي قبل وجود ضعفي أ فتمنعني منهما بعد وجود ضعفي إلهي إن ظهرت المحاسن مني فبفضلك و لك المنة علي و إن ظهرت المساوي مني فبعدلك و لك الحجة علي .... ها أنا أتوسل إليك بفقري إليك و كيف أتوسل إليك بما هو محال أن يصل إليك أم كيف أشكو إليك حالي و هو لا يخفى عليك أم كيف أترجم بمقالي و هو منك برز إليك أم كيف تخيب آمالي و هي قد وفدت إليك أم كيف لا تحسن أحوالي و بك قامت يا إلهي ما ألطفك بي مع عظيم جهلي و ما أرحمك بي مع قبيح فعلي إلهي ما أقربك مني و قد أبعدني عنك و ما أرأفك بي فما الذي يحجبني عنك ...... إلهي من كانت محاسنه مساوي فكيف لا يكون مساويه مساوي و من كانت حقائقه دعاوي ..... إلهي إنك تعلم أني و إن لم تدم الطاعة مني فعلا جزما فقد دامت محبة و عزما إلهي كيف أعزم و أنت القاهر و كيف لا أعزم وانت الامر ....يارب يارب يارب ...
نسألكم الدعاء
تعليق