اللهم صل على محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين الاطهار
بسم الله الرحمن الرحيم
(( فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ))
نعيش في هذه الايام المباركة اجواء الحج المفعمة بالايمان والتوجه الى الله سبحانه وتعالى، فمن توفق فيه للحج فهو السعيد وقد حاز ان شاء الله تعالى على الاجر العظيم، فجميع قوافل الحجيج تتجه الى عرفات ومنى الا قافلة واحد يتقدمها سيد الشهداء... ويحوطها بدر الهواشم بإتجاه كربلاء...
حين كان بيت الله الحرام امانا وملجأ لكل من التجأ اليه فمن دخله كان آمناً، فإذا دخله فرد لا يتعرض له احد بسوء، ولذلك فإن الامام الحسين (عليه السلام) التجأ به، ولكن الامويين لم يحترموا هذا البيت، بل ارسل يزيد بن معاوية (لعنه الله) ثلاثين من أشرار بني امية وأمرهم بقتل الحسين (عليه السلام) ولو متعلقا بأستار الكعبة، فلما عرف الامام الحسين (عليه السلام) نواياهم الخبيثة حل إحرامه وطاف حول البيت سبعة اشواط وسعى بين الصفا والمروة وجعل حجه عمرة مفرده وعزم على الخروج من مكة، وخطب خطبته التي يقول فيها:-
(( الحمد لله وما شاء الله ولا قوة الا بالله، وصلى الله على رسوله، أيها الناس، خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء، فيملأن مني أكراشاً جوفاً وأجربة سغباً، ولا محيص عن يوم خط بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه، ويوفينا أجور الصابرين، لن تشذ عن رسول الله لحمته، وهي مجموعة له في حظيرة القدس، تقر بهم عينه، وينجز بهم وعده، من كان باذلاً فينا مهجته، وموطناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا فإنني راحل مصبحاً إن شاء الله )).
إنّ أول ما يلفت النظر في سياق هذا الخطاب وتراكيبه أنه يخالف المألوف في خطابات الثائرين وطالبي الإصلاح، لأن أمثال هؤلاء يحرصون على إغراء الناس بما يحققونه من مكاسب وانتصارات، ويعدونهم بالحصول على الملك والسلطان وتحقيق الأهداف وإنجاز المهمات، وحين ننظر في تراكيب هذا الخطاب، ونستوحي دلالتها نجد أن الإمام ينعى نفسه، ويرسم نهايته ويمني من يتبعه بالشهادة ولقاء الله، لأن طريقه هو طريق الشهادة، فهذه الخطبة عجيبة في لهجتها، عجيبة في مضامينها ودعوتها، وهي تتضمن الاستنصار والترغيب والتزهيد والدعوة والرفض.
لقد مثل هذا الخطاب بمفرداته وتراكيبه وأسلوب صياغته الوداع الأخير لمدينة جده رسول الله وبيت الله الحرام، وهو يمثل أيضاً الإنذار الأخير للمسلمين، لكي يحسموا خيارهم بين الفناء والخلود، بين الحق والباطل بين الظالم والمظلوم.
فما بين قوافل الحجيج وقافلة سيد الشهداء (عليه السلام)
نستقبل مشاركاتكم حول هذا المحور، الذي سيكون محور برنامجنا امسيات العيد يوم الاربعاء عند الساعة الرابعة عصرا
الاخوة والاخوات اسرة المنتدى الاكارم ننتظر جميل مشاركاتكم
بسم الله الرحمن الرحيم
(( فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ))
نعيش في هذه الايام المباركة اجواء الحج المفعمة بالايمان والتوجه الى الله سبحانه وتعالى، فمن توفق فيه للحج فهو السعيد وقد حاز ان شاء الله تعالى على الاجر العظيم، فجميع قوافل الحجيج تتجه الى عرفات ومنى الا قافلة واحد يتقدمها سيد الشهداء... ويحوطها بدر الهواشم بإتجاه كربلاء...
حين كان بيت الله الحرام امانا وملجأ لكل من التجأ اليه فمن دخله كان آمناً، فإذا دخله فرد لا يتعرض له احد بسوء، ولذلك فإن الامام الحسين (عليه السلام) التجأ به، ولكن الامويين لم يحترموا هذا البيت، بل ارسل يزيد بن معاوية (لعنه الله) ثلاثين من أشرار بني امية وأمرهم بقتل الحسين (عليه السلام) ولو متعلقا بأستار الكعبة، فلما عرف الامام الحسين (عليه السلام) نواياهم الخبيثة حل إحرامه وطاف حول البيت سبعة اشواط وسعى بين الصفا والمروة وجعل حجه عمرة مفرده وعزم على الخروج من مكة، وخطب خطبته التي يقول فيها:-
(( الحمد لله وما شاء الله ولا قوة الا بالله، وصلى الله على رسوله، أيها الناس، خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء، فيملأن مني أكراشاً جوفاً وأجربة سغباً، ولا محيص عن يوم خط بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه، ويوفينا أجور الصابرين، لن تشذ عن رسول الله لحمته، وهي مجموعة له في حظيرة القدس، تقر بهم عينه، وينجز بهم وعده، من كان باذلاً فينا مهجته، وموطناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا فإنني راحل مصبحاً إن شاء الله )).
إنّ أول ما يلفت النظر في سياق هذا الخطاب وتراكيبه أنه يخالف المألوف في خطابات الثائرين وطالبي الإصلاح، لأن أمثال هؤلاء يحرصون على إغراء الناس بما يحققونه من مكاسب وانتصارات، ويعدونهم بالحصول على الملك والسلطان وتحقيق الأهداف وإنجاز المهمات، وحين ننظر في تراكيب هذا الخطاب، ونستوحي دلالتها نجد أن الإمام ينعى نفسه، ويرسم نهايته ويمني من يتبعه بالشهادة ولقاء الله، لأن طريقه هو طريق الشهادة، فهذه الخطبة عجيبة في لهجتها، عجيبة في مضامينها ودعوتها، وهي تتضمن الاستنصار والترغيب والتزهيد والدعوة والرفض.
لقد مثل هذا الخطاب بمفرداته وتراكيبه وأسلوب صياغته الوداع الأخير لمدينة جده رسول الله وبيت الله الحرام، وهو يمثل أيضاً الإنذار الأخير للمسلمين، لكي يحسموا خيارهم بين الفناء والخلود، بين الحق والباطل بين الظالم والمظلوم.
فما بين قوافل الحجيج وقافلة سيد الشهداء (عليه السلام)
نستقبل مشاركاتكم حول هذا المحور، الذي سيكون محور برنامجنا امسيات العيد يوم الاربعاء عند الساعة الرابعة عصرا
الاخوة والاخوات اسرة المنتدى الاكارم ننتظر جميل مشاركاتكم
تعليق