بهلول في المقهى
======
بهلول رائع في كل تصرفاته، والتي تنم عن حكمة وثقافة وإبداع، ودائما يجعل الطرف الآخر هو من يوقع نفسه بنفسه, هذه المرة كانت لبهلول هذه القصة.
دخل بهلول في احدى المقاهي، وهي مكتظة بالجالسين، واغلبهم شباب، وكانت لها واجهة عريضة على الشارع العام، بحيث انها تطل على المارة, جلس بهلول خلف شابين، بحيث اصبح ظهره بظهر الشابين، وكان بيد احدهم مفكرته الخاصة، وبدأ الشابين بالحديث فيما بينهم.
مرت من امامهم امرأة محجبة تمشي على استحياء وهي ممسكة بعباءتها بشكل محكم، وخلف المرأة بنتين من غير حجاب( او بما يقصد من غير عباءة).
فقال الاول : ارى ان المرأة في بلدنا لا زالت تعاني من التخلف.
الثاني : ما هو دليلك على ذلك؟
الأول : ان الحجاب اصبح موضة قديمة، ونحن نعيش الان عصر التطور والحضارة، وأصبحت المرأة تقتحم شتى ميادين الحياة.
الثاني : بالفعل لا زالت المرأة تعيش العهود الماضية.
استمع البهلول لحديثهم، ولكنه لم يرد عليهم, وبدأ الشابان في موضوع آخر، فتعمد بهلول الى ان يجعل اذنه بالقرب من افواههم، بطريقة توحي على التجسس، فاستغرب الشابان من هذه الحركة الغريبة.
فقال الاول : اخي لماذا تمد راسك بيننا؟
بهلول : عفوا لأستمع الى حديثكم!
الثاني : وما هذا الفضول من جنابكم؟!
بهلول : عفوا لماذا الفضول؟!
الاول : عندما تريد ان تستمع لخصوصيتنا ماذا يسمى؟
بهلول : هل من الممكن ان اطلع على مفكرتك هذه؟!
الأول : عجبا عليك, لا نرضى ان تتجسس علينا، والآن تريد مفكرتي الخاصة لتطلع عليها ما أمرك؟!
بهلول : نحن الان في عصر التطور والحرية، فلماذا تمنعني من الاطلاع على خصوصياتك؟!
الثاني : لم ار رجلا احمق مثلك!
بهلول : بربكما هل ان المرأة التي ترتدي الحجاب لتخفي زينتها من خصوصيتها، ام من خصوصيتكم؟!..
فإذا كانت بضع كلمات منطوقة او مكتوبة، نرفض اطلاع الغير عليها، فهل من المنطق ان نطلب من المرأة ان تطلعك على خصوصيتها؟!
انذهل الشابان واخرّسا، وأكمل حديثه بهلول : وللعلم لو قبلت انت ان اطلع على خصوصياتك لا يحاسبك الله، ولو قبلت المرأة ان تطّلع على خصوصيتها سيحاسبها الله، فأيهما احق بالنقد انتما، ام المرأة المحجبة؟!
======
بهلول رائع في كل تصرفاته، والتي تنم عن حكمة وثقافة وإبداع، ودائما يجعل الطرف الآخر هو من يوقع نفسه بنفسه, هذه المرة كانت لبهلول هذه القصة.
دخل بهلول في احدى المقاهي، وهي مكتظة بالجالسين، واغلبهم شباب، وكانت لها واجهة عريضة على الشارع العام، بحيث انها تطل على المارة, جلس بهلول خلف شابين، بحيث اصبح ظهره بظهر الشابين، وكان بيد احدهم مفكرته الخاصة، وبدأ الشابين بالحديث فيما بينهم.
مرت من امامهم امرأة محجبة تمشي على استحياء وهي ممسكة بعباءتها بشكل محكم، وخلف المرأة بنتين من غير حجاب( او بما يقصد من غير عباءة).
فقال الاول : ارى ان المرأة في بلدنا لا زالت تعاني من التخلف.
الثاني : ما هو دليلك على ذلك؟
الأول : ان الحجاب اصبح موضة قديمة، ونحن نعيش الان عصر التطور والحضارة، وأصبحت المرأة تقتحم شتى ميادين الحياة.
الثاني : بالفعل لا زالت المرأة تعيش العهود الماضية.
استمع البهلول لحديثهم، ولكنه لم يرد عليهم, وبدأ الشابان في موضوع آخر، فتعمد بهلول الى ان يجعل اذنه بالقرب من افواههم، بطريقة توحي على التجسس، فاستغرب الشابان من هذه الحركة الغريبة.
فقال الاول : اخي لماذا تمد راسك بيننا؟
بهلول : عفوا لأستمع الى حديثكم!
الثاني : وما هذا الفضول من جنابكم؟!
بهلول : عفوا لماذا الفضول؟!
الاول : عندما تريد ان تستمع لخصوصيتنا ماذا يسمى؟
بهلول : هل من الممكن ان اطلع على مفكرتك هذه؟!
الأول : عجبا عليك, لا نرضى ان تتجسس علينا، والآن تريد مفكرتي الخاصة لتطلع عليها ما أمرك؟!
بهلول : نحن الان في عصر التطور والحرية، فلماذا تمنعني من الاطلاع على خصوصياتك؟!
الثاني : لم ار رجلا احمق مثلك!
بهلول : بربكما هل ان المرأة التي ترتدي الحجاب لتخفي زينتها من خصوصيتها، ام من خصوصيتكم؟!..
فإذا كانت بضع كلمات منطوقة او مكتوبة، نرفض اطلاع الغير عليها، فهل من المنطق ان نطلب من المرأة ان تطلعك على خصوصيتها؟!
انذهل الشابان واخرّسا، وأكمل حديثه بهلول : وللعلم لو قبلت انت ان اطلع على خصوصياتك لا يحاسبك الله، ولو قبلت المرأة ان تطّلع على خصوصيتها سيحاسبها الله، فأيهما احق بالنقد انتما، ام المرأة المحجبة؟!
القصة منقولة والعهدة على الرواي
تعليق